نواب الشيعة: كلاكيت رقم 2

 أظنكم تشاطرونني الرأي أنه قد مضى على موضوع الملايين وقت كاف ليُبدي كل طرف فيه موقفه ويحدد كل شخص أو تكتل رأيه الواضح والمحدد حوله. بعد هذه المدة الزمنية ومنذ تفجرها باعتقادي لم يعد مقبولاً الآن الا أن نسمع رأياً من أصحاب الرأي وتحديداً من النواب انفسهم بعد كُل هذه الشوشرة الجارية.
حديثي وكما هو واضح من العنوان موجه ويخاطب النواب الشيعة. النواب الشيعة مع احترامنا لم يقولوا شيئا واضحاً وجلياً في هذه القضية لكي تنجلي الشبهات والغبرة! طوال المدة الفائتة كنا نتأمل استيضاح رأيهم بالحدة والشدة والحماسة التي كنا نراهم فيها في القضايا المذهبية، لكن مع الأسف يخيب ظن المرء سريعاً وتنصدم لشدة الفارق. فهناك الصوت عال، بل اليد عالية أيضاً بحيث ان المعارك المقدسة وساحة الحرب صارت مستباحة حتى في قاعة عبدالله السالم. لكن هنا الجماعة «خرمس» وكأن الكلام يخص جزيرة العراة لا الكويت!
طبعاً وكالعادة أعيد، أنني لا أتحدث للنواب الشيعة لأنهم خط سياسي أو تكتل نيابي واحد، بل كونهم جميعاً اتخذوا موقفاً سياسياً متشابهاً، أو يبدو لي هكذا. فالجميع ساكت ولا يريد ان يبدي رأياً جريئاً كما تراه لدى الآخرين كنواب الشعبي والتنمية. نعم انني سمعت أن لدى يوسف الزلزلة ندوة حول الراشي والمرتشي، وسمعت تصريحاً للدويسان بأنه مع التجمع الشبابي طالما أنه لم يخرج عن إطاره الدستوري، وسمعت «طشّار» كلام من هذا النائب أو ذاك، لكنه يظل «كلام عام تنظيري باهت بايخ ماصخ دايخ»، وموقف المعارضة أفضل بكثير.
يمكن أن نفسر موقف النواب الشيعة «الخرمسي» على أحد أمرين: الأول، أنهم مرتشون، فطالما أنهم «هاديين» كثيراً، فحتماً يوجد «ان» في الموضوع. حقيقة استبعد هذا الأمر لأنني على علم بنظافة يد اولئك بحسب المعرفة الشخصية والتاريخ الذي يشهد لهم (أو لبعضهم). الثاني، وهو الأرجح وهو قربهم للحكومة، وما يستتبع ذلك بالنتيجة التزامات كخفض الصوت والتأدب بحضرتها! بصراحة إن كان هذا السبب وراء سكوتهم، فهل بذمتكم حكومة «الراشي والمرتشي» يتشرف أحد لأن يساندها! لا أقول الحكومة دفعت، لكن الحكومة تفشّـل وتورط من يناصرها ولا يؤتمن لها. أرجوكم ما المكاسب التي تحققت من موالاة حكومة كهذه! إن كانت موالاتكم قاصرة وعاجزة حتى عن تحديد مصير قضية بسيطة كناصر أبل، فلا هو حر بحكم البراءة ولا هو مسجون بحكم القضاء، فتراهنون على ماذا؟ يا جماعة «من وضع نفسه موضع الشبهة فلا يلومن إلا نفسه». تصوروا يا إخوان أن وليد الطبطبائي قابض شيك أعمال الخير أعلى صوتاً منكم، ومبارك الوعلان صاحب أقوى استجواب في تاريخ الكويت أصبح بطل الساحة، والمزيد يريد أن يقدم كشفاً بحساباته المالية، وأنتم ولا كأنكم هنا!
 

السابق
«جمعة» الإرادة.. أم «غولدستون» آخر؟!
التالي
أليس في الحكومة غير حقيبة الكهرباء؟ وماذا عن الحقائب الأخرى؟