السياسيون اللبنانيون “يغرّدون” على تويتر

 رئيس وزرائنا على "تويتر". يدون أفكاره عبر رسائل تقل الواحدة منها عن 140 حرفاً، تسمى في عالم "تويتر" بالـ"تغريدات" أو "Tweets" ويدخلها 2000 من متابعين ويسمون "Followers". اللافت في حساب الرئيس نجيب ميقاتي انه شخصي، فهو يعبر عن آرائه في مختلف المواضيع، يدونها بنفسه. تراه أما يهنئ مبدعاً لبنانياً، أو يتحدث عن عائلته، أو يدون افكاره السياسية وتعليقاته على الحوادث، فلا يبدو أن هناك من يقوم بذلك لحسابه، كما نرى بالنسبة لمعظم السياسيين الآخرين.
لم يعد "تويتر" يصنف كشبكة تواصل اجتماعي، بل كمنصة اعلامية تنشر المعلومات والتعليقات عن حوادث الساعة. فعلى العكس من "فايسبوك"، حيث أنت بحاجة لطلب إذن شخص لتصبح من "أصدقائه"، في "تويتر"، مجرد أن تتبع "Follow" شخصاً ما يصبح في امكانك قراءة تغريداته، من دون الحاجة للتواصل معه إن لم تشأ. انما العدد الأكبر من المشتركين يستخدمونه لتتبع الأخبار، ولا يقومون بالتدوين. وبينت دراسة حديثة لـ"ياهو" أن 50% من التغريدات يولدها 0,05% فقط من المشتركين، وهم اعلاميون، مشاهير، مؤسسات، ومدونون. أما باقي المستخدمين فمجرد متلقين. وأكثر من نصف التغريدات يتناول أخباراً "عاجلة"، مما يضفي على "تويتر" الطابع الاخباري اكثر من الاجتماعي.
هذا جعله يلعب دوراً بارزاً في الثورات العربية، يخلق نجوماً جدداً مثل "سلطان القاسمي" الذي رصد أخبار الثورات لحظة بلحظة، ما اكسبه جمهوراً واسعاً، فصنّفته "فوربز الشرق الأوسط" بالشخصية العربية الأكثر حضوراً على "تويتر" مع 78 ألف متابع.
لكن انتشار "تويتر" في لبنان بقي محدوداً، أولاً بسبب ضعف الانترنت والاتصالات، ما يبطئ استخدام "تويتر" عبر الهواتف الذكية والايباد. كما أن أسباب رواجه في الدول العربية هي إما اجتماعية، لصعوبة التواصل الشخصي، أو سياسية، إذ أتاح متنفساً لابداء الآراء السياسية. وهذه لا تنطبق على لبنان بسبب انفتاحه الاجتماعي وسقف الحرية المرتفع لدى وسائله الاعلامية. إنما حتى لو قارنا مع دولة الكويت، التي تتمتع بمساحة حرية تميزها عن سائر الدول العربية، نجد أن السياسيين الكويتيين استغلوا "تويتر" وحصدوا أعداداً هائلة من المتابعين. فوزير التربية الكويتي أحمد المليفي لديه 48 ألف متابع. والنائبين د. فيصل المسلم ود. اسيل العوضي يحظيان بـ 55 ألف و50 ألف متابع على التوالي. أما في لبنان، فالشخصيات السياسية الأقوى حضوراً هي زعيم تيار المستقبل سعد الحريري مع 4600 متابع، ثم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ثم رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع 1300 متابع. والسياسيون اللبنانيون الآخرون ذوو الحضور الجيد منهم د. سمير جعجع، فؤاد السنيورة، جبران باسيل، مصباح الأحدب وسامي الجميل. وباستثناء ميقاتي والسنيورة، يلاحظ أن تغريدات معظمهم هي رصد للقاءاتهم وتصريحاتهم، يرسلها مسؤولو العلاقات العامة لديهم، ولا يدونون بأنفسهم.
لا شك في أن الحضور القوي على "تويتر" يحتاج الى وقت ثمين لا يملكه المسؤولون، لكن الانتقائية وتخصيص بعض الوقت للتفاعل الشخصي محببان لدى الناس. فمن غير الواضح اذا كانت ظاهرة "تويتر" ستستمر بنفس الزخم الذي برر تقييم الموقع بـ 7 مليارات دولار أخيراً. لكن مع ملايين المستخدمين، لا بد من الإفادة منه كمنصة تسويقية مجانية.
 

السابق
عون يحاول إصابة سرب عصافير بـ«حجر» الكهرباء!
التالي
حرب دينية صهيونية متنقلة من قرية الى قرية····؟!