جنبلاط في وضعيّة “غير مستقرّة” و”حرجَة”

مقالات وتحقيقاتالإسمالبريد الإلكتروني1 – إسم صديقك1 – البريد الالكتروني لصديقك2 – إسم صديقك2 – البريد الالكتروني لصديقك3 – إسم صديقك3 – البريد الالكتروني لصديقكT+ T-جنبلاط في وضعيّة "غير مستقرّة" و"حرجَة"الأربعاء 21 أيلول 2011
فادي عيدلوحظ غياب الموقف الأسبوعي للنائب وليد جنبلاط والذي يتّخذه كلّ أسبوع في جريدة "الأنباء" الناطقة باسم الحزب التقدّمي الاشتراكي، وعزا البعض من أوساطه أنّ ذلك عائد لوجوده خارج البلاد، إنّما وبحسب المطّلعين على السياسة الجنبلاطيّة فإنّ رئيس جبهة "النضال الوطني" غادر الى باريس منتصف الاسبوع الفائت جرّاء "قرفه"، كما ردّد امام بعض اصدقائه من الاجواء السياسية ولا سيّما الحملات التي طاولته من "حزب الله" والنائب ميشال عون، وتحديدا ما بثّته قناة "المنار"، وكلّ ذلك على خلفيّة مواقف النائب جنبلاط التي انتقد فيها سلاح "حزب الله" وعمليّات القمع التي يمارسها النظام السوري، إضافة الى مواقف البطريرك بشارة الراعي، فتلك الأجواء دفعت بالزعيم الدرزيّ الى الذهاب الى باريس للراحة دون ان يلتقي أيّا من المسؤولين الفرنسيّين كما أشيع في بعض وسائل الاعلام.

وفي السياق عينه علم أنّ المقرّبين من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تولّوا في الايّام الماضية إجراء الاتّصالات مع "حزب الله" والرئيس نبيه برّي بغية توضيح ما قصده جنبلاط في كلامه، وثمّة معلومات عن لقاءات جمعت وزير الأشغال غازي العريضي بقياديّين من "حزب الله" جرى خلالها النقاش حول خلفيّة هذه المواقف، وانتهت الامور عند هذا الحدّ بمعنى أنّ الوزير العريضي شرح لـ"حزب الله" هواجس ومخاوف النائب جنبلاط وإصراره في الوقت عينه على إبقاء العلاقة المتينة مع الحزب بينما أكّد مسؤولو "حزب الله" أنّ مقدمة تلفزيون "المنار" كانت في إطارها الإعلامي – السياسيّ ولم تعبّر عن الموقف الرسميّ لـ"الحزب"

من هنا، وعلى رغم كلّ هذه التوضيحات، فإنّ غياب التجانس والتفاهم بين جنبلاط ومكوّنات 8 آذار بات أمرا واقعا في ظلّ عدم الثقة بين الطرفين، خصوصا وأنّ الطامّة الكبرى تمثّلت في انتقادات جنبلاط للنظام السوري وإسدائه النصائح، الأمر الذي انعكس على علاقاته مع "حزب الله" بحيث وخلافا للنفي الاشتراكي حول عدم طلب موعد للنائب جنبلاط من القيادة السورية عبر الوزير غازي العريضي الذي ينسّق العلاقات السورية – الاشتراكية، فإنّ القيادة السوريّة وبتوجيهات مباشرة من الرئيس بشّار الاسد، قطعت العلاقة مع النائب جنبلاط في هذه المرحلة وسط اشمئزاز سوريّ من مواقفه الأخيرة، ما يعني أنّ رئيس "جبهة النضال" بات في وضعيّة غير مستقرّة وحرجَة في آن، في سياق علاقاته السياسيّة، ولهذه الغاية يحاول العودة الى الوسطيّة، وبالتالي التقارب مع حلفائه القدامى في 14 آذار، إذ يلاحظ مشاركة نوّاب المعارضة في مناسبات الحزب التقدّمي الاشتراكي، وذلك أمر لافت يحصل لأوّل مرّة بعد إعادة تموضعه وتركه الاكثريّة السابقة التي نقلها للاكثرية الحاليّة. وهنا وبحسب المعلومات المتوافرة فإنّ "ابو تيمور" لا يرغب في تردّي علاقاته مع "حزب الله" ليبقى الاستقرار سائرا في الجبل، بينما هجومه على البطريرك الراعي إنّما هو على خلفية قانون الانتخاب، إذ نُقل عن جنبلاط عندما زار الديمان برفقة أعضاء جبهة "النضال الوطني" قوله للبطريرك: "إننا وإيّاكم من الاقلّيات، وأيّ قانون انتخابيّ يعتمد النسبية أو لبنان دائرة واحدة، فذلك يقضي على حضورنا ودورنا السياسيّ والديموغرافي وتذويبنا ضمن الطوائف الكبرى صاحبة الإمكانات الكبيرة"، ويقال إنّ البطريرك الراعي كان موافقا جنبلاط نظريّته وهواجسه، لكنه عاد عنها في سياق كلامه الأخير في فرنسا وتواصله والعماد عون و"حزب الله"، ما أدّى الى "زعل" جنبلاط وانتقاده البطريرك.

من هنا تؤكّد الاوساط العليمة لمواقف جنبلاط، بأنّ كلّ حراكه السياسي ومواقفه و تقلّباته "ولفّه ودورانه" إنّما يأتي في إطار هواجسه من قانون انتخابي لا يراعي مخاوفه حتى ضمن تحالفه الحاليّ مع الأكثرية، حيث عمادها "حزب الله" النائب ميشال عون، على اعتبار لا ثقة بينهما لاسيّما انّه ولدى سؤال رئيس الحزب التقدّمي في ختام المخيّم الكشفي في عين زحلتا من قبل أحد كوادر منظّمة الشباب التقدّمي عن تحالفاته الانتخابيّة مع العماد عون، ردّ الزعيم الاشتراكي مستبعدا هذا التحالف ممّا أغضب العونيّين، حيث عبّروا عن هذا الاستياء من خلال الوزير السابق ماريو عون بعدما علم بالواقعة المذكورة.

ويبقى انّ أوساط جنبلاط تؤكّد انّه لا عودة الى 14 آذار، وبالمقابل لن يكون الحزب الاشتراكي في 8 آذار، إذ سيحاول رئيس الحزب في المرحلة المقبلة تمتين الكتلة الوسطية مع رئيسي الجمهورية والحكومة حفاظا على الحكومة، باعتباره أنّ جنبلاط يرى وجوب استمرارها حتى الانتخابات النيابية المقبلة، لأنّ سقوطها في هذه المرحلة يعني الفراغ والفوضى!

السابق
عطّل انتخابات مجلس الشباب في كفررمان
التالي
التعليم جنوباً(6): عن “المقاصد” في صيدا