من يقف في وجه العنف ؟

مرّت قبل أيام قليلة الذكرى العاشرة لأحداث 11أيلول 2001 في أمريكا، التي أدت لسقوط آلاف الضحايا والجرحى من الشعب الأمريكي، ومهّدت لقيام أمريكا بشن سلسلة حروب على الدول الإسلامية والعربية، وساهمت في انتشار موجهة الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا)، ورغم مرور عشر سنوات على مدة الأحداث وما قامت به أمريكا من حروب، فإن العالم لم يصبح أكثر أمناً وسلاماً، بل انتشرت موجات جديدة من العنف في معظم أنحاء العالم، ولم يعد العنف مقتصراً على أتباع دين معين أو طائفة محددة، بل شمل المسيحيين المتطرفين في بعض الدول الأمريكية والأوروبية، إضافة للعنف الصهيوني المستمر ضد أبناء فلسطين…

كما أننا نلحظ ازدياد أجواء العنف مع الدول العربية والإسلامية، سواء من قِبَل المجموعات المتطرفة أو من بعض الأنظمة والحكام من أجل القضاء على الثورات والتحركات الشعبية…

ولعلّ آخر ما حصل من أعمال عنف خطيرة في الدول العربية والإسلامية، والمجزرة التي ارتُكِبت بحق عدد من الزوار الذين كانوا ينتقلون من العراق إلى سوريا، حيث تم تصفية 21 زائراً بعد أن تمّ فرزهم من بين النساء والأطفال، ولم يرتكب هؤلاء أي ذنب سوى انتمائهم لأحد المذاهب الإسلامية وقيامهم بزيارة للمقامات المقدسة وتمت تصفيتهم بدم بارد… وبموازاة ذلك نشهد المزيد من العنف بين عدد من الدول العربية والإسلامية إن من قِبَل الحكّام والأنظمة ضد أبناء الشعب أو من قِبَل بعض المجموعات المسلحة..

وإزاء كل ذلك لا بد أن نرفع الصوت مجدداً لوقف انتشار هذا العنف، خصوصاً الذي يستهدف الأبرياء المسالمين الذين لا ذنب لهم، ومع تعاطفنا وتقديرنا وشجبنا لسقوط الضحايا الأبرياء في عدد من الدول العربية وقيام الاتحادات والمنظمات الإسلامية والعالمية باستنكار ذلك، فإننا لم نسمع أي صوت إسلامي عالٍ يدين المجزرة التي ارتُكِبت بحق الزائرين الأبرياء في العراق، وخصوصاً من قِبَل الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين والحركات الإسلامية الأخرى، التي برز دورها بقوة في الأشهر الأخيرة…

كما أننا لم نلحظ أي تحرك شعبي لإدانة هذه المجزرة وغيرها من المجازر والاعتقالات مع بعض الدول، حيث يتم التركيز على دول دون أخرى، إن إدانة العنف وخصوصاً الذين يستهدفون الأبرياء يجب أن يكون شاملاً وعاماً بدون تمييز بين بلد أو آخر، أو بين أتباع مذهب أو أتباع مذهب آخر، وإن مواجهة الفكر المتطرف في العالم الإسلامي كما في الغرب مسؤوليتنا جميعاً، لكي لا نعطي الأعداء المبرر للتخويف من الإسلام… 

السابق
النهار: سليمان في نيويورك إيذاناً بدور لبناني بارز والحكومة تواكبه بإقرار المنطقة الاقتصادية
التالي
انطلاق التحضيرات في صور لاستقبال الراعي