ماذا يحدث لامريكا في الحقيقة؟

اليكم معطيات جافة تفسر الازمة:
1- ارتفعت نسبة الفقراء الامريكيين في 2010 الى 15.1 في المائة، وهذا أعلى رقم منذ 27 سنة. ان 46.2 مليون امريكي، أي ان واحدا من كل ستة مواطنين، يعيش في فقر وهذه زيادة 14.3 في المائة منذ 2009. وهناك نحو 50 مليون امريكي يعوزهم التأمين الصحي تماما.
2- سُحقت الثروة الامريكية سحقا دقيقا. فالقيمة العامة الصافية لاقتصاد منزل امريكي متوسط مع كل أملاكه وتوفيراته مع حسم ديونه تضاءلت بين 2005 2009 بنسبة 28 في المائة وهي تبلغ اليوم 70 ألف دولار للفرد.
3- ازداد وضع الأقليات سوءا. فقد خسر اقتصاد بيت متوسط اسباني امريكي من قيمة أملاكه 66 في المائة وأصبح متوسط قيمته في هذه الفترة 6235 دولارا فقط. وانخفض اقتصاد البيت الاسود الامريكي بنسبة 53 في المائة وأصبح متوسط قيمته في تلك الفترة 5677 دولارا فقط. وانخفض اقتصاد البيت الآسيوي المتوسط بنسبة 54 في المائة وتُقدر قيمته بـ 78066 دولارا. وخسر اقتصاد البيت الابيض المتوسط 16 في المائة ومتوسط قيمته 113 ألف دولار فقط.
4- ان 34 في المائة من أصحاب البيوت في الولايات المتحدة في الأعمار 60 64 هم أصحاب ديون قروض سكنية كبيرة جدا حتى انها لا تُمكّنهم من التقاعد ولا يستطيعون بالطبع تحقيق أملاكهم بسبب انخفاض قيمتها الحاد. وهذا المعطى هو ضعف المعطى الموازي في سنة 1994. 
5- بلغت ديون الامريكيين في الربع الثاني من 2011، 11.4 تريليون دولار هي ضعف ديونهم في 1999. ومتوسط دين الفرد في الولايات المتحدة، مع فرض ان عدد السكان اليوم يقف على 310 ملايين نسمة، هو 36774 دولارا تقريبا، وقد تضررت توفيرات التقاعد ضررا كبيرا جدا الى درجة انها تشكل الآن ربع ما كان يتوقع ان تكونه بحسب تقديرات تمت في التسعينيات.
6- في النهاية فان الفقاعة الامريكية التالية التي يتحدث الجميع عنها هي ديون طلبة الجامعات التي تبلغ نحوا من تريليون دولار. في وقت تغرق فيه سوق العمل في بطالة عميقة تبلغ 9.2 في المائة (ويوجد من يقولون انها اكثر)، فان القدرة على الوفاء بالديون تنخفض وقد أعلن نحو ثلث المستدينين انهم عاجزون عن الوفاء.
هذه المعطيات الصعبة جزء فقط من الصورة الصعبة للاقتصاد الامريكي. فالى أي درجة تكون امريكا مستعدة لأن تشغل نفسها اذا بالعلاقات الخارجية؟ وماذا سيكون التزامها لسلام العالم في الوقت الذي توجه فيه جميع الاضواء الى منعتها الداخلية وقدرتها على التجدد؟ ان جميع العيون موجهة الى الداخل في فترة أصبحت السياسة الامريكية فيها شديدة الشقاق خلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين، والرئيس في الحضيض في استطلاعات الرأي.
هذا هو الضوء الاحمر الذي يجب ان يضاء 24 ساعة في اليوم في القدس، وان يوجه متخذي القرارات في الحكومة وأذرع الادارة الاسرائيلية المختلفة، في جميع المجالات.
قد يكون من السابق لأوانه تأبين امريكا باعتبارها القوة العظمى، لكن لا يجوز البتة تجاهل ضعفها في هذا الوقت. 

السابق
المرعبي: لعدم تسييس عمل شعبةالمعلومات
التالي
كتاب موجه الى مؤسسة العرفان التوحيدية