الراعي لن يلتقي السفير الفرنسي قبل أن يعتذر عن تصريحاته

كشفت مصادر عن جانب من لقاء البطريرك الراعي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وقالت ان الراعي جوابا عن كلام ساركوزي على الرئيس سعد الحريري، قال انه ينظر بإيجابية إلى علاقته بالحريري، متمنيا عودته إلى لبنان «في أقرب فرصة ممكنة للمشاركة في الحكم»، ووصف الحريري بالسياسي المعتدل، وقال: «نحن نحبه» وقال الراعي ايضا انه ينظر بتقدير إلى ميقاتي، واصفا إياه بالسياسي المعتدل والمحبوب.

وقال الراعي في مجال آخر: «ليس صحيحا أن هناك حزبا واحدا يسيطر على الحكومة اللبنانية الحالية. ليس صحيحا أبدا أن حزب الله يسيطر عليها. وليس صحيحا كذلك انه يمثل كل الطائفة الشيعية. هناك فيها حركة أمل ومستقلون ومعارضون لحزب الله».

في هذا الوقت أشارت أوساط كنسية الى ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لن يحدد موعدا للسفير الفرنسي داني بييتون اذا قرر الاخير لقاء البطريرك. واضافت الاوساط ان الراعي لن يرضى بالأسلوب الذي اعتمده السفير الفرنسي، ولن يلتقيه إلا إذا قدم اعتذارا وتوضيحا بشأن ما نقل عنه من كلام عن خيبة فرنسا من تصريحاته ونتائج زيارته.

من جهة أخرى علق مفتي لبنان الشيخ د.محمد رشيد قباني على كلام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي أثار جدلا أخيرا، وقال: «لغبطته موقفه الذي نحترمه وله أسبابه الخاصة في الطائفة المسيحية التي دعته إلى اتخاذ مثل هذا الموقف، ولكنني أريد كمرجع للمسلمين في لبنان أن أقول بأنه طوال العهود الإسلامية وعلى الرغم مما حدث فيها من فتن، إلا أن المسلمين بحسب عقيدتهم ودينهم يحافظون على الآخر، والدليل على ذلك، استمرار الوجود المسيحي الواسع في جمهورية مصر العربية وفي لبنان وفي سورية». وقبيل مغادرته مطار بيروت متوجها إلى المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية للمشاركة في المؤتمر العالمي عن ظاهرة التكفير بدعوة من «مؤسسة الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمية»، قال: «كان المسيحيون موجودين حتى في الأعمال المهمة لدى المسؤولين في الخلافات الإسلامية على مدى العصور، ونحن نحترم الوجود المسيحي، وندعو إلى تضامن المسيحيين والى تضامن المسلمين، والى تضامن المسيحيين والمسلمين، من أجل الحفاظ على وطننا لبنان والمنطقة العربية من النفوذ الأجنبي».

وشدد على أن المسلمين لا يريدون «إطلاقا ان يكون هناك ازعاج للمسيحيين، لأن هذا الإزعاج سوف يُفهم على أن مصدره الدين الإسلامي وهو ما يعاكس الواقع إطلاقا، إذ يقول الله تعالى في القرآن الكريم (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم) يعني لا ينهانا الله عز وجل عن برهم، بل يجب علينا بر غير المسلمين، (أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)، هذه وصية الله في القرآن الكريم، ووصية المصطفى صلى الله عليه وسلم، واضاف: «عندما نقول غير المسلمين يعني المسيحيين واليهود المقيمين معنا وفي أوطاننا وتحت نظامنا، وليس المقصود باليهود المقيمين في إسرائيل المحاربين لنا».

وردا على سؤال عما إذا كان سيلتقي رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الموجود في السعودية، خصوصا بعد مواقف «تيار المستقبل» تجاه المفتي قباني، قال «زياتي هي للمشاركة في مؤتمر خلال يومين وسوف أعود إلى لبنان ان شاء الله تعالى قبل انتهاء المؤتمر».

وعن تقييمه لدور حكومة الرئيس نجيب ميقاتي منذ توليها مهامها منذ ثلاثة أشهر وحتى الآن، رأى قباني ان «الرئيس نجيب ميقاتي يعالج الامور بعناية فائقة، ولا أريد أن اقول بأن لبنان دخل غرفة العناية الفائقة، لا، إنما الرئيس ميقاتي يعالج الامور بعناية فائقة ونتمنى له ولكل القادة اللبنانيين النجاح في خدمة هذا البلد لبنان».

وعما إذا كان راضيا عما تقوم به الحكومة من انجازات، قال قباني: «الرضا يختلف من شخص إلى آخر، نحن ننتظر الانجازات لنعبر عن موقفنا بالرضا أو عدم الرضا».  

السابق
السفير: لبنان يقتحم الصراع على الغاز بحسم حدوده البحرية
التالي
حزب الله: التباينات تدحض اتهام حكومة الحزب الواحد