الثانوية الجعفرية.. من أولي المدارس الجنوبية

الأستاذ علي شرف الدين مهندس معماري ترك مهنة الهندسة ليتسلم إدارة ثانوية الجعفرية ومؤسساتها في العام 1989. يعرّفنا على ثانوية الجعفرية فيقول: إن السيد عبد الحسين شرف الدين هو من أسس الثانوية الجعفرية عام 1938 أو وعندما أتى إلى صور لم يكن فيها سوى المدارس الإرسالية، وكان الأهل، آنذاك، لا يرسلون الفتيات إلى المدارس. ففي العام 1938 أسس السيد عبد الحسين شرف الدين، رحمه الله، المدرسة في منزله على أساس أن تذهب الفتيات إلى دار السيد كي يطمئن الأهالي أكثر، وبعدها بعام، جهّز منزلاً وكان بمثابة مدرسة. ومن ثم كان هناك مكان للفتية وآخر للفتيات. وإلى العام 1946 بقيت المدرسة منفصلة حتى أسس الثانوية الجعفرية حيث كانت في مبنى صغير على أرض الوقف، وكان ذلك يحتاج إلى مدير تربوي معترف فيه في الدوائر الرسمية، وللمفارقة أنهم لم يجدوا في الجنوب، آنذاك، مديراً يستطيع أن يتولى مهام الإدارة، فقرروا أن ينصِّبوا الأستاذ جورج كنعان وهو من الطائفة المسيحية الكريمة ليتولى منصب الإدارة. وهذا دليل على أن الثانوية ليست فقط للمسلمين. وأذكر أن البعض تساءل كيف نولي منصب مدير ثانوية إسلامية جعفرية لشخص نصراني فأجاب السيد رحمه الله "بأننا لا نعلّم فقط التربية بل نعلّم العلوم والثقافات والانفتاح على المجتمع والأديان"… وبعد ذلك تسلم الإدارة الأستاذ أديب خليفة. وفي العام 1950 كبرت المدرسة وباتت تحتاج لدعم أكبر نسبة لزيادة عدد الأولاد فيها، فقام السيد بإرسال أولاده إلى أفريقيا كليبيريا وأبيدجان وفيريتون وسيراليون…. وجمعوا التبرعات وبنوا هذا المركز على أرض الوقف وأطلق عليه السيد اسم (بناية المهاجر).

والسيد رحمه الله توفي في العام 1957 وفي ذلك الوقت أصبح السيد جعفر شرف الدين أحد أبناء السيد عبد الحسين هو مدير الثانوية. ويتذكر الأستاذ شرف الدين فيقول أن الثانوية كانت ابتدائية فقط في بداياتها وكانت تنقسم إلى قسمين: الأول للفتية والثاني للفتيات، وبعد ذلك بات هناك إقبال كبير على المدارس فأصبحت مختلطة، وبات هناك تقبُّل من الأهالي لإرسال أولادهم إلى المدارس من أجل الدراسة وباتت ثانوية. وأخذت فيما بعد مكانة هامة في عالم التربية، وقبل ذلك كان هناك الإعدادية الجعفرية المختلطة التي تضم صفوف الروضات والمرحلة الابتدائية، وقد أقفلناها منذ عامين بسبب عدم دفع الدولة للمساعدات المدرسية التي تمنحها للمدارس شبه الرسمية. وبالطبع نحن لا نفرض على الطلاب أقساطاً إضافية نظراً للأوضاع الاقتصادية التي يعيشها الناس اليوم، ولا ننسى أن المعلمين يأخذون رواتبهم 12 شهراً في السنة كما يأخذون تعويضاً من الضمان ومن المدرسة، ولهذه الأسباب أقفلنا الإعدادية الشبه مجانية كي لا نقوم بعمليات المخالفة.
وعن امتيازات ثانوية الجعفرية ولغاتها يقول: تعتمد الثانوية اللغة الإنكليزية بعد أن كانت تعتمد الفرنسية والإنكليزية للعام 2011 ولكن لعدم إقبال الطلاب على اللغة الفرنسية تم إلغاء التدريس باللغة الفرنسية. والثانوية تبدأ صفوفها من مرحلة الروضات وصولاً إلى المرحلة الثانوية والحمد لله لدينا نسبة نجاح جيدة في الشهادات الرسمية كما نقوم بنشاطات هامة مشتركة مع مدارس أخرى.

أما عن أقساطها فتتراوح ما بين 000،950ل.ل. لمرحلة الروضات و000،875 للمرحلة الأولى أما المرحلة الثانية والثالثة والثانوية فأقساطها حوالى مليون وثلاث مائة ألف… ونحن نعتمد معادلة أساسها القبول والنجاح لأن الطالب له الحق في التعليم. ونقبل معدل 9 من 20 في امتحان الدخول للطالب، لأن الطالب الذي ينال معدل 9 من 20 في امتحان الدخول يستطيع أن يكون معدله السنوي 12 من 20 في العام الدراسي. وللأسف، هناك مدارس لا تأخذ الطالب بأقل من 13 أو 14 من 20 كمعدل، ونحن نقول: إن الطالب من حقه التعلُّم ونحن نساعده وندعمه كي لا يكون عرضة لعمالة الأطفال او حتى التسرب المدرسي.

وعن الطاقم التعليمي والإداري في المدرسة يجيب شرف الدين أنه من أصحاب الخبرة والكفاءة والشهادات الجامعية، إضافة إلى أن المعلمين يخضعون بشكل دائم لدورات تدريبية وورش عمل من أجل تنمية القدرات ومتابعة كل جديد في عالم التربية والتدريس.
أما عن الدروس الإضافية التي تعطى لطلاب الشهادات: فيوضح نحن ندعم الطالب بدروس إضافية في الفرص الطويلة كعطلتي الميلاد ورأس السنة وعطلة الربيع. وعن الجامعة الموجودة ضمن حرم الثانوية الجعفرية فيوضح أنها استأجرت البناء وهي غير تابعة إدارياً للجامعة وهي جامعة جديدة ومؤسسة تربوية رائدة.

ويتابع: أسسنا منذ سنوات المهنية الجعفرية باختصاصي التربية الحضانية والعلوم التجارية، ومنذ ثلاث سنوات نتعاون مع إدارة معهد الآفاق حيث أصبح لدينا عدة اختصاصات، إضافة لمركز مصان لذوي الحاجات الخاصة الذي نقدم فيه أهم الخدمات لذوي الحاجات الخاصة والذي أسسناه بالتعاون مع أخي الدكتور موسى شرف الدين الذي يملك الخبرة والاختصاص في هذا المجال. وأسسنا المركز بالقرب من الثانوية الجعفرية ومن ثم وفقنا الله وأسسنا مركزاً كبيراً في منطقة صور – الحوش وهو على مستوى راقٍ وتحيطه الحدائق ونهتم بالمعوقين فيه بطريقة ممتازة تضاهي أهم مؤسسات في لبنان ولدينا في المركز حوالى 130 معوّقاً، وفي العام القادم سيكون لدينا دمج أسبوعي ما بين طلاب "مصان" وطلاب الجعفرية. والدمج هو دمج اجتماعي وليس دمجاً مدرسياً حيث يقوم الطالب من ذوي الحاجات الخاصة مع الطالب السوي ويكون هناك دمج وقبول بالآخر وعدم استغراب.

عن التحديات يوضح: أن أهمها مادية وهناك تحديات تصب في خانة منافسة بعض المدارس من حيث عدم قبول الطالب إلا بنسبة معدل نجاح يزيد عن 75% ونحن هدفنا في المدرسة العلم والنجاح، وكل طالب من حقه أن يتعلّم. ونحن في الثانوية نعمل بنظام المدرسة الرسمية بدون ضوابط رسمية.
عن الخطوات المستقبلية فيقول نحن نسعى دائماً للتطور ونشارك في المؤتمرات التربوية المحلية ونخضع لدورات تدريبية. وفي أشهر رمضان لدينا ورش عمل مهمة. وختم قائلاً: أشكركِ وأشكر مجلة "شؤون جنوبية" التي تهتم بقضايا الجنوب خاصة ولبنان عامة وأتمنى لكم المزيد من التقدم والنجاح.
 

السابق
الأقليّات المسيحيّة والخيار الإسرائيليّ
التالي
سرقة خزنة مال بلدية مجدل سلم