الجمهورية: “المجتمع المدني لكسر حاجز الخوف في لاسا: ما يحصل عصيان على سلطة الدولة

نظّمت مجموعة ناشطين من المجتمع المدني رحلة حجّ السبت الماضي الى بلدة لاسا – جبيل بعنوان "لاسا أبواب مفتوحة"، وذلك تأكيدا على أنّ المنطقة مفتوحة للجميع وليست حكرا على أحد، وتضمّنت الرحلة إضاءة شموع أمام كنيسة السيّدة الأثرية، وجولة للتعرّف إلى البلدة واستكشافها.

وعن هذا التحرّك وأهدافه، قالت المحامية رجينا قنطرة لـ"الجمهورية"، وهي إحدى المنظّمات لهذا التحرّك، "إنّ الفكرة انطلقت من كون هذه القضيّة تشكّل نموذجا صارخا لغياب السلطة، لأنّه لو تمّ تطبيق القوانين المرعيّة لَما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، ولكن المشكلة تبقى في الاستقواء على الدولة، وهذا الاستقواء يؤدّي إلى فرز المجتمع بين ناس من فئة أولى وآخرين من فئة ثانية". وأشارت قنطرة إلى أنّ "المنظّمين أصرّوا على استبعاد أيّ مشاركة سياسيّة وحزبيّة منعا لإعطاء أيّ ذريعة للمصطادين في الماء العكر من أجل تعطيل هذه الزيارة، خصوصا في ظلّ المحاولات الجارية لطمس هذه القضية، فضلا عن أنّ التحرّكات الحزبية والسياسية قد تثير تحرّكات مضادّة، وبالتالي الغاية الأساس من وراء هذا التحرّك إبقاء الضوء مسلّطا على لاسا وصولا إلى حلول تعطي كلّ صاحب حقّ حقّه".

وأضافت قنطرة: "لقد وجّهنا من لاسا نداء إلى السلطات الروحية، الأمنية، القضائية والاقتصادية وإلى رجال الدين على اختلافهم للتواصل والاتّفاق على مسألة مبدئيّة وبديهيّة وهي جعل لبنان جوّا وبرّا وبحراً تحت حماية وسلطة الدولة اللبنانيّة حصرا. وعندما نتحدّث عن بسط السلطة شرعيّتها على كامل التراب اللبناني يعني القضاء على البؤر الأمنيّة، هذه البؤر التي تنتهك السيادة اللبنانية وتشكّل خطرا على السلم الأهلي في لبنان، وما يحصل في "لاسا" لا يخرج عن هذا السياق لجهة العصيان على سلطة الدولة". أمّا لجهة القدّاس الذي كان من المقرّر إقامته في كنيسة "لاسا" المهجورة والمقفلة قالت قنطرة: "لم يحصل هذا القدّاس، ويا للأسف، بسبب المخاوف التي أبداها الأهالي من جهة، وبعد أن تبيّن أنّ مفتاح الكنيسة "ضايع"، وفق كاهن الرعيّة، من جهة أخرى، وهذا ما حال دون إتمام الذبيحة الإلهية داخل الكنيسة، الأمر الذي أثار حفيظة الناشطين الذين اكتفوا بالصلاة خارج الكنيسة، مع حرصهم على أن يوضّح القيّمون الروحيّون الأسباب الحقيقية الكامنة وراء عدم فتح أبواب الكنيسة".
 
ولفتت قنطرة إلى "أنّ الناشطين، وفي موازاة الصلاة وإضاءة الشموع، قاموا بإعادة وضع الصليب على قبّة الكنيسة، وأجروا حملة تنظيفات واسعة في جوار هذه الكنيسة من أجل إحيائها وإزالة صفة المهجورة عنها". ومن المشاهدات التي توقّفت عندها "أعلام حزب الله المنتشرة في كلّ مكان في "لاسا"، على الطرقات وعواميد الكهرباء وأسطح المنازل، وصولا إلى مدخل المطرانيّة في "لاسا"، مُبدية "استغرابها لهذا المشهد الاستفزازيّ وكأنّ المقصود عَنونة البلدة بأنّها تابعة لحزب الله من أجل تخويف المطالبين بعودة الدولة إليها".

وأملت قنطرة "أن يكسر تحرّك المجتمع المدنيّ باتّجاه "لاسا" حاجز الخوف، ويحثّ المواطنين والجمعيّات على زيارات أسبوعيّة منظّمة ومتتالية، لأنّ سقوط "لاسا" سيشجّع قوى الأمر الواقع على تعميم تمدّدها المبرمج، خصوصا أنّ المطلوب إضعاف سلطة هذه القوى لا تقويتها، إذ يكفينا مناطق نفوذ حزب الله والقوى الفلسطينية التابعة لدمشق".

وأكّدت قنطرة "أنّ "لاسا" ستبقى هاجسنا للوصول من خلالها الى تحرير كافّة أجزاء الوطن المحتلة والسعي لإعادتها الى حضن الدولة"، كما شكرت "القوى الأمنيّة على مواكبتها لرحلة الحجّ". 

السابق
الحياة: قانون الانتخاب حراك بلا فاعلية والاختلاف على الدوائر يهدد النسبية
التالي
السفير: الكهرباء: المعارضة تتوثب … وباسيل ينتقد المصابين بالانفصام