الانباء: البطريرك يتمسك بمواقفه: نخشى الانتقال من أنظمة شديدة إلى أخرى أشد

اختتم البطريرك الماروني بشارة الراعي امس زيارة دامت يومين لمنطقة بعلبك ـ الهرمل، حيث حظي بترحيب مميز من حزب الله الذي اعد له استقبالات رسمية وشعبية، رحب خلالها به الوكيل الشرعي للامام علي خامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك في بقاع سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي الذي ساهمت دماؤه الذكية والطاهرة في هذا اللقاء.

ورد البطريرك الراعى علي الشيخ يزبك شاكرا، وقال: لبنان ثروة عظيمة، واللبنانيون مسلمين ومسيحيين عندما استنبطوا من فكرهم المميز، الامر الذي لم يصل اليه احد لا في عالمنا المشرقي ولا في العالم العربي ما يسمى الميثاق الوطني، ميثاق العيش معا.

الراعي شن حملة على وسائل الاعلام التي اجتزأت تصريحاته في فرنسا والتي تناولت سلاح حزب الله من زاوية ربطه بحل قضية فلسطين وعودة اللاجئين، ودعم النظام السوري من باب حماية الاقليات المسيحية، وقال الراعي في خطاب جماهيري: ان وسائل الاعلام في لبنان مبيعة.

وفي اشارة الى الوضع في سورية،وجدد تمسكه بتصريحاته التي اطلقها من فرنسا قائلا: نحن نخشى الانتقال من انظمة شديدة الى انظمة اشد، نخشى ان تتحول المنطقة الى حروب طائفية او مذهبية، كما يريدون من الشرق الاوسط الجديد. موضحا أن الخشية التي أبداها مما يجري في بعض الدول العربية لكيلا تتحول المطالب الاصلاحية الدامية الى حروب اهلية وحروب بين الطوائف والمذاهب، مؤكدا في الوقت ذاته دعمه لكل المطالب الاصلاحية للشعوب في نيل حقوقها الاساسية في الحريات العامة وفي العيش بكرامة وفي الاصلاح السياسي والدستوري.

من جهته قال وزير الصحة علي حسن خليل ان الحديث عن الانقسامات والتفرقة والازمات بين الطوائف هو أوهام لأن الأزمة هي فيمن يحاول أن يستغل مخاوف الطوائف من بعضها البعض لتحصين مواقعه السياسية او تحصين خطاب يريد منه ان يكرس موقعا لحزبه أو تياره على حساب المصلحة العامة، مشددا على ان «لا ازمة علاقات طوائف في لبنان لان التنوع في هذا البلد هو تنوع يغني ويعطيه قوة تمكنه من ان يقدمه انموذجا للعالم في قدرة الاديان على التلاقي وفي قدرتها على توسيع رقعة مساحة المحبة والحوار»، محذرا «الساسة المراهنين على استعادة مواقعهم السياسية وتحصينها من خلال متغيرات في الخارج وتغيير في انظمة أو سقوط انظمة او صعودها، من تكرار تجربة الوقوع في هذا الفخ لانهم يراهنون على سراب، وقوتهم الوحيدة هي في إعادة تصويب خطابهم باتجاه الحفاظ على وحدة لبنان.
 
وفي اطار الرد على الراعي، النائب مروان حمادة لفت إلى أن «البطريرك بشارة الراعي صديق قديم نكن له كل الاحترام لرأيه الذي له بعض المسببات»، مشيرا الى ان «هناك ربما بعض الاطراف في بكركي نقلت مخاوف إلى البطريرك وبدوره نقلها»، معتبرا انه «من الطبيعي ان يعرض الراعي لهواجسه». واعتبر في حديث لإذاعة «صوت لبنان» ان «لب النقاش مع البطريركية هو ان الصحوة الاسلامية لا يجوز ان ينظر اليها على انها حركة القاعدة ففيها شيء واسع من الاعتدال» مضيفا اننا «لا نستطيع ان ننكر على الاسلاميين قدرتهم على تشكيل منظومة سياسية على شكل الديموقراطية المسيحية في اوروبا في منتصف القرن العشرين»، مؤكدا اننا «لا نستطيع ان نضع الإكليروس المسيحي السوري بمرتبة الاكليروس المسيحي اللبناني»، واشار إلى ان «مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني توجه إلى السعودية (امس) وسيلقي كلمة»، داعيا الى «انتظار كلمته» معربا عن اعتقاده ان «السعودية تقارب بكثير من الحذر الحديث اللبناني ـ السوري»، مضيفا ان «المفتي يدرك ما هو رأي رعيته في لبنان»، مؤكدا ان «كل اللبنانيين لا يقبلون المظاهر البشعة التي نشاهدها بسورية».

من جانبه رأى النائب نهاد المشنوق ان البطريرك الراعي استعجل بالاستنتاج ولو انتظر قليلا لرأى ان الثورات التي تجري هي ثورات شعبية وليست دينية تبحث عن تطرف، معتبرا ان موقف الراعي يستحق المراجعة.

واضاف: فليسمح لنا غبطته ومهما كانت نظرته للسلاح الا اننا لن نقبل ان يكون بديلا للدولة، مشيرا الى انه لم يعد للسلاح اي شرعية وطنية تجعله قادرا على الاستمرار في الحياة، رافضا ربط السلاح بالصراع الإقليمي تحت اي ظرف من الظروف. 

السابق
العام الدراسي يبدأ متعثراً في مدارس صور الرسمية
التالي
الحياة: قانون الانتخاب حراك بلا فاعلية والاختلاف على الدوائر يهدد النسبية