خليفة في ذكرى انطلاق جبهة المقاومة في صيدا

عاصمة الجنوب صيدا كانت ليل أمس على موعد مع الفنان مارسيل خليفة وفرقة «الميادين»، بحيث تحولت مدرجات ملعب صيدا البلدي (مدينة الشهيد رفيق الحريري الرياضية) بدءا من الساعة التاسعة والربع ليلا إلى ساحة فسيحة «للرفاق» و«أهل اليسار» والحزب الشيوعي اللبناني ورايته الحمراء، وكل من أحب فن وأداء الفنان خليفة و«الميادين» منذ زمن «الحركة الوطنية اللبنانية»، بحيث ضاقت المقاعد المخصصة للحفل بالجمهور وبالحشد «الملتزم»، فكان ليل صيدا مختلفا كليا في تلك الأمسية عن نهاراتها ويومياتها، خاصة أن هذا الجمهور لم يلتق مع خليفة مباشرة منذ أكثر من 20 عاما.

جاؤوا من كل حدب وصوب. من جنوب الجنوب ومن صيدا ومحيطها والزهراني ومن الإقليم حاملين «حلمهم الذي عاشوه يوما» مع «الكفافي» الحمر… ومن المخيمات للمشاركة في إحياء الذكرى التاسعة والعشرين لانطلاق «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» (جمول).
وما إن اطل خليفة وأعضاء فرقته والفنانة أميمة الخليل، وصعدوا إلى المسرح، حتى هب الجمهور في المدرجات بالتصفيق الحار جدا، ملوحا بالاعلام الحمراء.
وبعد كلمة قصيرة من عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني ريمون كلاس مرحباً بالجمهور باسم الحزب ولجنته المركزية، قال فيها «إلى صيدا مشى، ومشى مع فرقة الميادين ليشاركنا فرحتنا في إحياء الذكرى الـ29 لانطلاقة جبهة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي».  
وبعد ذلك بدأ مارسيل خليفة، فغنى على وقع العود والفرقة «بركوة عرب» وسط تجاوب لافت وكبير من الجمهور الذي ظهر متعطشا جدا لهذا النوع من الفن ومن الأداء الموسيقي.
وأكمل خليفة بكلمة موجها التحية إلى صيدا، والى الجمهور الذي لم يلتقيه منذ مدة طويلة، تتجاوز الـ20 عاما. وتابع غناء مع عوده وغنى «مفتاح القدس»، ثم «في البال أغنية»، وكان الجمهور حاضرا بقوة بين الاغنية والأغنية، وحتى ان خليفة كان يتدخل ليخفف من حماسة الجمهور.

وهكذا وصولا إلى «في البال اغنية» و«الكمنجات» مع اميمة الخليل، و«لبسوا الكفافي ومشوا» إلى «منتصب القامة امشي» حيث رفرف العلم الشيوعي فوق المدرجات التي التهبت مجددا. ورغم جهود اللجنة التنظيمية ومحاولاتها للتخفيف من حماسة «الرفاق» الا ان كل ذلك بقي محاولات فقط.

ليكمل خليفة في هذه الأجواء، عندها قاطعه الجمهور بقوة وغنى «يا بحرية هيلا هيلا.. معروف القلعة جايينا» بأعلى صوته، إلا ان خليفة رد بالقول «السهرة طويلة حتى الفجر ويا بحرية في آخر السهرة مسك الختام».
ومن بين «ريتا وعيوني» أكمل خليفة وروى عطش جمهور اهل اليسار واصحاب الرايات الحمر واعادهم الى ذاك الزمن الجميل.  

السابق
المشهد العربي من اسطنبول
التالي
أسارتا يقول:إذا أردت الأمن..فاذهب إلى الجنوب