نسخة من رسالة القذافي إلى رئيس مجلس الأمن

خص العقيد الليبي الهارب، معمر القذافي، أمس، «الشرق الأوسط» بنسخة من أحدث رسالة وجهها إلى رئيس مجلس الأمن، يطالبه فيها بالتدخل لوقف ما سماه بـ«الإرهاب والعدوان الذي يمارسه حلف شمال الأطلسي (الناتو) على منطقة سرت»، مسقط رأس القذافي.
وقال القذافي في رسالته: «إن هذا العدوان لا يمكن وصفه ولم يكن له مثيل في السابق في تاريخ الحروب». وأضاف: «إذا كانت سرت معزولة عن العالم لكي ترتكب ضدها هذه الفظائع، فإن العالم من واجبه أن لا يكون معزولا عنها، يجب أن تتحملوا مسؤوليتكم الدولية، وأن تتدخلوا فورا لإيقاف هذه الجريمة».
وكانت قناة «الرأي» التي تبث من العاصمة السورية دمشق قد نقلت تصريحات مماثلة للقذافي، لكنها لم توضح أنها رسالة منه موجهة إلى رئيس مجلس الأمن.
ونقلت «الشرق الأوسط» نص خطاب القذافي المقتضب في رسالة بعث بها، مساء أول من أمس، الدكتور موسى إبراهيم، الناطق الرسمي باسم الحكومة الموالية للقذافي عبر البريد الإلكتروني.
ولاحظت «الشرق الأوسط» أن القذافي، الذي لم يظهره توقيعه على الخطاب، عرّف نفسه على أنه معمر القذافي، قائد ثورة الفاتح من سبتمبر، لكن من دون أن يحدد المكان الذي كتب فيه الرسالة أو أرسلها منه.
وميدانيا، قالت مصادر عسكرية من المجلس الوطني الانتقالي المناهض للقذافي، إن قوات الثوار تمكنت، أمس، للمرة الأولى، من دخول سرت من ثلاث جهات، بينما لا يزال القتال محتدما بين الثوار وقوات القذافي المتحصنة داخل مدينة بني وليد.
 
وقال مصدر في البلدة التي تقع على بعد كيلومتر من طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس صحيحا أن البلدة على وشك السقوط في قبضة الثوار، مشيرا إلى أن كتائب القذافي تتحصن داخل المدينة وتستخدم سكانها المدنيين دروعا بشرية.
وأضاف المصدر الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» من قلب المدينة عبر الهاتف: «السكان يشعرون بالخوف الشديد، لا أحد لديه القدرة على المغادرة، الكتائب تحتجز السكان بالقوة؛ لا وقود ولا ماء، والكهرباء مقطوعة معظم الوقت».
وتابع: «أردت الخروج من المدينة لكن ليس لدي الوقود الكافي للمغادرة، لدي سيارتان ليس بهما نقطة واحدة من البنزين، الناس هنا لا تستطيع أن ترفع رأسها من الهلع والخوف».
وقال المصدر إن سكان بني وليد اعتادوا على مدى الأيام القليلة الماضية سماع أصوات الانفجارات في مختلف أرجائها، دون معرفة مبرراتها أو ما إذا كانت ناجمة عن اشتباكات بين الثوار وقوات القذافي أم لا.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن بعض سرايا ثوار مدينة جادو توجهت، أمس، ناحية الجنوب باتجاه منطقة براك الشاطئ التي تبعد عن مدينة سبها بنحو 70 كيلومترا، حيث دارت موجهات عنيفة ضد قوات القذافي داخل الأحياء السكنية بمختلف الأسلحة الثقيلة.
وقال المركز الإعلامي لمدينة جادو إن الثوار يتقدمون في مسيرة لتحرير جنوب ليبيا ممن وصفهم بـ«عصابات القذافي المسلحة»، لكنه لم يقدم أي تقارير تفيد بوقوع جرحى أو إصابات بين صفوف الثوار. 

السابق
فستان عمره 5900 سنة في أرمينيا
التالي
الجمهور العربي يحلم