بنزين..اهربوا

توصلت اتحادات السائقين العموميين مع رئيس الحكومة الى اتفاق ما، فأعلن تعليق الاضراب الذي كان مقرراً يوم أمس.
ليس لدى اغلبية اللبنانيين أي فكرة عن مطالب السائقين العموميين لكن هؤلاء يعرفون ان المودة بينهم وبين الناس ليست على ما يرام وخصوصاً أيام الزحام.
تنتمي الشريحة الكبرى من السائقين الى الفئة المهمشة الفقيرة وجلّهم لا يملك لوحة السيارة الحمراء التي يعتاش منها.

هم تقريباً يعملون كأجراء عند أصحاب أساطيل "المرسيدس" والبوسطات والفانات وقد تردت أحوالهم منذ سنوات مع غلاء أسعار اللوحات الحمراء كما أسعار البنزين.
لا ذنب لهؤلاء، فقوانين السير فضفاضة، وقوانين المؤسسات الضامنة منهكة.. الطرق ضيقة وثمة مزاحمة من سيارات خصوصية "مكركعة" على المازوت.
المهم ان أهم بند من بنود الاتفاق يقضي بأن تدفع الخزينة أو الوزارة المعنية كمية من البنزين المجاني لكل سائق (12 تنكة).

ليست هذه نكتة على الاطلاق. هي فاجعة مع انها تذكرنا بذاك الذي قال انه يعطي كل دجاجة عنده مصروفها لتأكل ما تريد.
لا قدرة للحكومة على تخفيض أسعار البنزين، ولا قدرة للشرطة على ضبط السيارات الخصوصية المخالفة، ومن المستحيل توسيع الطرق وزيادة التغطيات الاجتماعية، فما العمل؟
سيكون من المستحيل ان نطلب من الحكومة تنفيذ خطة محترمة للنقل المشترك تقنع الناس بعدم استخدام سياراتهم الخاصة للتنقل، ولكن أليس من المنطقي المطالبة بوقف استيراد السيارات القديمة؟
على أية حال، بلد، صار إذا اصابته سهام "تكسرت النصال على النصال  

السابق
الواقع الفلسطيني هو المعيار
التالي
ااخبار: الأقلية تناور كهربائياً: الخطة لن تمر بسهولة