التقدمي: حزب الله يتفهّم تميز الاشتراكي في بعض المواقف

حرص الوزيران غازي العريضي ووائل أبو فاعور قبل جلسة مجلس الوزراء على تبديد المعطيات التي تحدثت عن أزمة بين جنبلاط وحزب الله، فأكدا العلاقة الجيدة وان ما تم التعبير عنه في محطة «المنار» قبل يومين عن جنبلاط لا يعكس موقف الحزب ومسؤوليه.

ولمح العريضي الى «لقاء دسم» عقده مع أحد المسؤولين في الحزب ولم تعكس أجواء هذا اللقاء أي تشويش في العلاقة مع جنبلاط، كما لمح أبو فاعور الى اتصال أجري بين جنبلاط والنائب محمد رعد جرى فيه توضيح الموقف.

وأوضحت المصادر القريبة من جنبلاط أن قيادة حزب الله تتفهم تمايز رئيس «التقدمي» في بعض المواقف ضمن الائتلاف الحالي.

وقالت ان قراءة تصريحات رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ردا على الأسئلة حول مواقف جنبلاط تجنبت الرد على جنبلاط او تناول ما قاله، ولا صحة للاستنتاجات بأنها جاءت في إطار السجال معه.

وكان حزب الله قد اتخذ على أثر مواقف جنبلاط ورد تلفزيون «المنار» عليه إجراءين فوريين: عدم الدخول في جدل وسجال مع الزعيم الدرزي، وتقويم رد فعل التلفزيون خلص إلى وصف تصرفه بأنه غير مبرر.

وأخذ التقويم الذي أجراه حزب الله في الاعتبار المعطيات الآتية:

٭ ينبغي عدم اتخاذ أي رد فعل حيال جنبلاط يؤدي إلى فقدانه في الغالبية النيابية التي تقودها قوى 8 آذار، وتجنب دفعه إلى قوى 14 آذار التي تراكمت أخطاؤها وعثراتها من سوء أدائها في الأسابيع الأخيرة.

٭ ليست لحزب الله مآخذ على المواقف الأخيرة لجنبلاط، ولا يعتبرها تتوخى الإضرار به، من دون أن يعكس رضاه عما يقوله جنبلاط في الاضطرابات السورية.مع ذلك، فإن في أوساط قوى 8 آذار، ولاسيما حلفاء نافذون لحزب الله وسورية، من يبدي وجهة نظر معاكسة للحزب تدعو إلى ضرورة استمرار «تخويف» جنبلاط من أجل انتزاع المكاسب والمواقف منه، ومنعه من أي تحول آخر في خياراته.وينتقد هؤلاء ما يصفونه بـ «تدليع» الحزب للزعيم الدرزي الذي ينبغي أن يبقى في الخوف والتخويف من سورية وحزب الله على السواء، خصوصا ان رؤيته الإقليمية مشوشة وهو يتأثر بالوشوشات الإقليمية والدولية، وأعاد فتح قنواته مع الرئيس سعد الحريري الذي التقاه في تركيا واتفقا في خلال اللقاء على مواجهة مشتركة لقانون الانتخابات الجديد القائم على النسبية.

ويجهل حزب الله خلفيات الموقف السلبي في معظمه لجنبلاط من طريقة مقاربة الأسد أحداث سورية. إلا أن المعطيات التي لديه تجعله يعزو اضطراب الموقف بين تأييد الرئيس السوري وانتقاد بطئه في تقديم الإصلاحات، إلى قلقه من الوضع الذي يعانيه الدروز السوريون في بيئة تحاصرهم بين فكي كماشة سنية هما درعا وقطنا.(يرفض الرئيس نبيه بري، وبالأحرى لا يحبذ، بعض الانتقادات التي وجهت أخيرا الى زعيم المختارة بسبب مواقفه المحلية أو الإقليمية على قاعدة ان الرجل هو «بطريرك الدروز»، وان أبناء طائفته في سورية لم يخرجوا عن القواعد المرسومة من السلطات الحالية).  

السابق
ملاحظات سياسية في ذكرى اغتيال بشير الجميل
التالي
اليونيفيل تحتج لدى لبنان على اعتراض دوريتها في عيتا الشعب