البناء: المعارضة تُواصل استراتيجية التعطيل ومصير الكهرباء يُحدَّد في الهيئة العامة

كشفت المعارضة مرة أخرى عن استراتيجيتها التي كانت قد جاهرت بها سابقاً لإعاقة ليس عمل الحكومة وحسب إنما عمل الدولة بشكل عام وكل المشاريع الحيوية التي تهم كل اللبنانيين.
ويمكن القول إن المعارضة باستراتيجيتها هذه، والتي ترجمت من خلال مناقشة خطة الكهرباء في اللجان النيابية المشتركة أمس، تخطت كل الأعراف والمفاهيم حيث عمدت إلى تطيير النصاب بعد جلسة وصفت بالساخنة، وهو الأمر المستغرب حيال مشروع حيوي بهذا الحجم، ما أدى إلى تعليق الجلسة وتحديد يوم الاثنين المقبل موعداً لمتابعة النقاش وسط إصرار وتصميم نيابي كبيرين على المضي في العمل لإنجاز هذا المشروع.
وكانت الجلسة التي استهلت بمداخلة للرئيس فؤاد السنيورة لمدة 35 دقيقة، وغادر بعدها على الفور شهدت سجالات حادة وساخنة، على خلفية ما تضمنته مواقف السنيورة غير المبررة على الإطلاق، ما حدا بعدد من نواب الأكثرية إلى تسجيل اعتراض على مغادرته التي اعتبرت خرقاً للأصول المتعارف عليها، وأجمعوا على أن كل ما قاله هو مجرد تكرار لمواقف مسبقة ومسيّسة.
وبعد مداخلة لوزير الطاقة جبران باسيل تحدث رئيس الجلسة النائب روبير غانم الذي استبعد ألا يكون هناك نصاب في جلسة الاثنين، معتبراً أن كل النواب يحرصون على هذا الموضوع الذي يهم كل الناس.
وقال مصدر نيابي بارز لـ"البناء" مساء إن ما جرى يكشف عن رغبة المعارضة في إعاقة المشروع، لكن هذا الأمر لن يتكرر يوم الاثنين متوقعاً سلوك المشروع طريقه في اللجان إلى الهيئة العامة بغض النظر عن موقف المعارضة لأنه يحظى بتأييد الأكثرية النيابية.
وقال المصدر إن مثل هذا الأسلوب ينعكس على المعارضة قبل الطرف الآخر، ولذلك فإن من الأفضل التعامل وفق اللعبة الديمقراطية وترك العملية التشريعية تأخذ مداها بشكل طبيعي وبعيداً عن النكايات السياسية التي لا طائل لها.
وقالت مصادر سياسية متابعة إن المعارضة عمدت إلى إدخال السياسة في الموضوع علماً أن الخطة قديمة وتفاصيلها معروفة وفريق الأقلية اعترف بها حين كان في السلطة إلا أن حساباته السياسية الآن طغت على حساب مصلحة الناس وحاجاتهم.
يذكر أن ما تضمنته وجهة نظر المعارضة من عدم لحظ المشروع أية إشارة لمصادر التمويل من الصناديق العربية وغياب الهيئة الناظمة عنه رد عليه الوزير باسيل مؤكداً أن هذه الملاحظات هي تكرار لما سبق وسئل عنها سابقاً وأن الخطة تتضمن كل ما يبدد هواجس المعارضة.
سليمان في الديمان  
والبارز على الصعيد السياسي أمس كان الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى الديمان حيث رد من هناك على المواقف التي تعرضت للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي على خلفية مواقفه الأخيرة التي رافقت زيارته إلى باريس وأعقبتها.
واعتبر سليمان "أن ردات الفعل التي توالت على موقف الراعي خير دليل على نجاح زيارته إلى فرنسا"، مؤكداً أنه "نقل هواجس المسيحيين إلى السلطات الفرنسية بنجاح.
وشدد سليمان على أن مواقف الراعي لا تخضع للتوظيف السياسي بل تنبع من دوره المهم كمسؤول عن مسيحيي لبنان والشرق الأوسط.
بدوره، اكتفى الراعي بالقول: لا جديد أضيفه، يكفي ما قاله الرئيس. وجاء كلام سليمان خلال زيارته الديمان في ذكرى افتتاح حديقة البطاركة حيث التقى الراعي الذي أقام مأدبة غداء على شرفه في حضور فاعليات المنطقة وغياب أي حضور سياسي، وعقد سليمان والراعي خلوة تناولت مواضيع أبرزها زيارة الراعي الأخيرة إلى فرنسا، ووصف سليمان أجواء الخلوة "بالجيدة والمريحة".
استغراب لمواقف بييتون
في سياق متصل، نقلت "الشرق الأوسط" عن مصادر بكركي استغرابها لحديث السفير الفرنسي دوني بييتون، خاصة أنه كان يرافق البطريرك الراعي في كل جولاته ولقاءاته في فرنسا، وهو لم يعبّر عن خيبته خلالها أو بعدها، بل بالعكس تماما وصف الزيارة بعد إتمامها بالناجحة والتاريخية، وأسف للانقسام الذي أحدثته".
ولفتت المصادر الى انه "إذا أراد بييتون طلب موعد من البطريرك فسنعطيه موعدا لتناقش المواقف ومعرفة أبعادها". وعن إمكانية أن يصدر أي توضيح عن البطريرك الراعي لموقفه من الوضع في سورية في ظل الحملات المتصاعدة عليه، اوضحت المصادر ان "البعض استوعب ما قيل واقتنع به، والبعض الآخر يلزمه بعض الوقت، ولا لزوم للتوضيح".
في المواقف، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "أن الذين ما زالوا يعزفون على وتر سلاح المقاومة رغم ما تشهده المنطقة من حولنا، ليسوا إلا صدى لأهداف المشروع الاستكباري الذي يريد أن يسقط المنطقة لمصلحة المشروع "الاسرائيلي" والاميركي".
وقال: "إذا لم نملك الوعي واليقظة الدائمة والجهوز المتواصل لمواجهة هذا المشروع، فمستقبل بلادنا جميعا في خطر.
من ناحيته ردّ عضو الكتلة النائب حسين الموسوي على الموقف الاخير لرئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الذي أعلن فيه ان "ربط السلاح بمزارع شبعا غير مقبول" معتبراً أنه بالمطلق كلام مرفوض لدى حزب الله من حيث عقيدته في مقاربة الصراع مع "اسرائيل"، مشيرا الى ان النائب جنبلاط وكما يعرفه اللبنانيون وكما لا ينكر هو شخصيا، يتخذ المواقف التي يظن ان فيها مصلحة قواعده الشعبية، ويبني على اساسها تحولاته وتبدلاته السياسية، معتبرا بالتالي ان انتقال النائب جنبلاط من فكرة الى اخرى ومن طرح موقف جديد على الساحة السياسية الى آخر مغاير لما سبقه من طروحات امر قد اعتاد عليه اللبنانيون ولم يعد يفاجئهم.
الوضع في سورية
أما على صعيد الوضع في سورية، في وقت تراجعت فيه حركة المجموعات الإرهابية المسلحة، صعّدت الولايات المتحدة وحلفاؤها من مواقفها التحريضية، ودعت واشنطن رعاياها في سورية الى مغادرتها فورا. من ناحيته زعم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الرئيس بشار الأسد لا يفي بوعوده، داعياً إلى عمل دولي بشأن سورية.
من ناحيته، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي سارع إلى ليبيا لاقتناص حصته من ثرواتها، أبدى غيرة مصطنعة وغير مسبوقة على الشباب السوري مدعياً عدم تمتعه بالديمقراطية التي يتمتع بها الشباب الليبي حسب زعمه.
وفي حين عاد البرلمان الأوروبي إلى النغمة الممجوجة بمطالبة الرئيس الأسد بالتنحي دعت واشنطن عبر مندوبها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية دمشق، إلى التعاون مع الخبراء الذين سيزورونها في تشرين الأول المقبل.
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن "التلفزيون الرسمي سيبث غداً السبت اعترافات لجاسوس "إسرائيلي" يروي مشاركته في اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية في دمشق في 12 شباط العام 2008، وذلك بعد نشرة الأخبار المسائية. 

السابق
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 15/9/2011
التالي
الجمهورية: ساركوزي يهدي الانتصار الليبي لـسوريا الحرّة 14 آذار: لا توجّه لدينا لاقتراح قانون لتمويل المحكمة