الانباء: خيبة الأمل الفرنسية أعادت تصريحات الراعي إلى دائرة الجدل

انحسرت الغيوم التي تلبدت في سماء البطريركية المارونية، بعد التصريحات التوضيحية للبطريرك بشارة الراعي، حول مواقفه الباريسية من سلاح حزب الله، ومما يجري في سورية.

وقال رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ان ما حصل «غيوم صيف عابرة»، وان معالجة الأمور ستتراجع من المنابر الى الكواليس.لكن بيانا مكتوبا لسفير فرنسا ديميت ياتون امس أعاد تصريحات البطريرك الماروني الى دائرة الجدل، وأوحى بأن عاصفة تصريحات الراعيم تتفاعل.وقال البيان الذي بثه أحد المواقع الإلكترونية (الكلمة أون لاين) ووزعته السفارة الفرنسية، انه سيزور البطريرك الراعي قريبا بطلب من حكومة بلاده «التي خاب أملها من تصريحاته الأخيرة على أراضيها».وأضاف السفير الفرنسي ان الأحداث في سورية لا تطاق، والنظام السوري وصل الى طريق مسدود جراء قمع المعارضة بشراسة. وقال: البطريرك الراعي أظهر قلقه على المسيحيين اذا سقط النظام السوري على اعتبار انه يؤمن الاطمئنان والحماية لهم، بينما تعتبر فرنسا ان تطبيق الديموقراطية وفتح الباب امام التعددية هو الذي يحفظ حقوق جميع المواطنين وبينهم المسيحيون.

الموقف الفرنسي بين سليمان والراعي

وفي معلومات لـ «الأنباء» ان تصريحات السفير الفرنسي، كانت ضمن محاور مباحثات الرئيس ميشال سليمان مع البطريرك الراعي في الديمان امس، كما سبق تداولها خلال زيارة السفير لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أشاد بتصريحات البطريرك، وحث باريس على الاهتمام بمصير الإمام الصدر بحكم علاقتها الوثيقة مع النظام الليبي الجديد.

رئيس الجمهورية زار المقر البطريركي الصيفي في الديمان امس حيث أمضى نهارا كاملا مع البطريرك الراعي في ذكرى افتتاح «حديقة البطاركة».

بيان هام لميقاتي اليوم

ويزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الديمان اليوم الجمعة، حيث سيتلو بيانا سياسيا وصف بالمهم للغاية.

وفي معلومات لـ «الأنباء» ان رئيس الحكومة سيضع النقاط على الحروف حيال الحملات المفتوحة التي يشنها عليه العماد ميشال عون، على خلفية حمايته المزعومة لعدد من كبار الموظفين، الذين يصفهم عون بالمخالفين، فيما واقع الحال انهم من رموز الأمن والإدارة في لبنان، وبينهم اللواء أشرف ريفي المدير العام لقوى الأمن الداخلي والعقيد وسام الحسن رئيس شعبة المعلومات، واللذان حققا أكبر إنجازات أمنية في تاريخ لبنان تمثلت بكشف واعتقال 23 شبكة تجسس وعمالة لإسرائيل، وبين هؤلاء أحد مساعدي العماد عون العميد متقاعد فايز كرم الذي ميز وكلاؤه الحكم الصادر بحقه عن المحكمة العسكرية والذي قضى بحبسه سنتين.

عون وتمويل المحكمة

وفي وقت يشدد ميقاتي على التزامه بالقرارات والاتفاقات الدولية، خصوصا ما يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أعلن العماد عون الممثل في الحكومة بـ 10 وزراء رفضه الموافقة على التمويل بداعي ان اتفاقية المحكمة لم تقترن بتوقيع رئيس الجمهورية آنذاك اميل لحود، «وحتى لو وافق على ذلك الجميع».

ويصب موقف رئيس تكتل الإصلاح والتغيير هذا في خانة تحالفه مع حزب الله الذي يرفض المحكمة لسبب آخر، كونها «أميركية ـ إسرائيلية»، بحسب خطابه السياسي.
 
وزير التربية السابق حسن منيمنة (المستقبل) علق على حملة العماد عون على رئيس الحكومة الذي يناصبه تيار المستقبل الخصومة، بالقول: ان العماد عون مستمر في محاولة ترويض رئيس الحكومة، بسياسة يعتقد انها ستؤدي الى إخضاع رئيس الحكومة عبر هذه الهجمات المتتالية.

وأضاف: عون لم يربح معركة مشروعه الكهربائي، ولذلك يضغط على رئيس الحكومة بمسائل أخرى، كموضوع الموظفين السنة الذين يصفهم بالمخالفين، علما انه ليس هو من يحدد المخالف وغير المخالف، انه يحول نفسه الى قاضي شرف، لكن لا أعتقد ان اللبنانيين يمكن ان يوافقوا على إعطائه هذا الدور.

جنبلاط.. عود على بدء

وعن مواقف جنبلاط الأخيرة، المؤيدة لتمويل المحكمة والرافضة ربط مصير لبنان بمزارع شبعا قال منيمنة: ان النائب جنبلاط يستعيد مواقفه السابقة من السلاح ومن مجمل الأوضاع. وهو هنا يؤكد ما صدر عنه في طاولة الحوار، خصوصا ان الظروف التي تخلى فيها عن مواقفه هذه بدأت تتغير، بينما الطرف الآخر اعتاد الطاعة الكاملة من حلفائه، بينما لا وليد جنبلاط ولا غيره اعتادوا على تقديم الطاعة.

جلسة حكومية تقنية

وكان مجلس الوزراء عقد جلسة تقنية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي ولم يتطرق الى الملفات السياسية العالقة او التعيينات او المحكمة الدولية، وغيرها من المواضيع الخلافية التي يجري طرحها في الجلسات التي تعقد في القصر الجمهوري وبرئاسة رئيس الجمهورية.

لكن الرئيس ميقاتي تطرق الى المناخات السياسية غير الصحيحة السائدة، وعملية السباب والشتائم تحديدا في التصريحات، مشيرا دون ان يسمي الى آخر دفعة من تصريحات العماد ميشال عون الذي اتهمه بحماية كبار الموظفين السنة في الدولة، الذين اعتبرهم عون مخالفين للقوانين، ودعا ميقاتي الى حوار العقل والمنطق، وحث على تضامن الحد الأدنى بين اللبنانيين.
 

السابق
هل اطمأنّ جنبلاط على أمنه؟
التالي
وليامز يطلب نقل مقرّ اليونيفيل