نكتة أوباما عن السلام وفزّاعة جنبلاط

أتوقـّف اليوم في "آخر الكلام" عند أمور ثلاثة لفتتني في الأيام القليلة الماضية:
1 – أوباما ونكتته السمجة عن "السلام" المزعوم
الرئيس الأميركي غير المفترق عن أسلافه – ولا عن خلفائه بالتأكيد – إلا بغرقه في ألوف مليارات الدولارات ديوناً وفي كساد اقتصاديّ هائل وبطالة مفجعة بلغت أكثر من 10 في المئة، كي تتفتّق "عبقريته" للخروج من الأزمة عن حلّ الذهاب الى "حيّ السقَّايين" لبيع الماء إذ قال إنه يودّ بيع الكوريين الجنوبيين سيارات "شفروليه" ردّاً على غزو هؤلاء بسياراتهم الـ "هيونداي" والـ "كيا" السوق الأميركية، من دون أن يدري بغبائه الاقتصادي المدهش أنه لا يستطيع إرغام الكوريين على قيادة "الشفروليه" واقتنائها طالما أن لديهم سياراتهم التي يفتخرون بها وليسوا أقلّ شوفينية وتعصّباً لبلادهم وصناعاتهم من بني سحنتهم اليابانيين أو الصينيين أو سواهم!
غباءً ما بعده غباء وأوهام ما بعدها أوهام، من رئيس "أعظم دولة" تُعلّم الناس النظريات في الاقتصاد الحرّ ولا تُحسن الخروج من أزماتها الاقتصادية!
هذا الرئيس الفطحل في الحلول الاقتصادية العجيبة، الرئيس الدمية وصنيعة الاستخبارات وكارتيلات السلاح والنفط واللوبي الصهيونيّ، تماماً كسلفه السيّئ الذكر والمجرم جورج دبليو بوش، الرئيس الديماغوجي الذي خيّب آمال البشر على امتداد الكرة الأرضية بعدما توسّموا به خيراً كونه طالعاً من أقلية سوداء عانت القهر والتمييز العنصري من اليانكي الأبيض القاتل والمستعبد، يثبت بما لا يقبل الشك أن دوائر الاستخبارات والقتل والاستعمار ونهب ثروات الشعوب وشركات السلاح والنفط والصهاينة القدامى والجدد هم حكـّام أميركا الفعليون وأن الرئيس، أي رئيس، ليس سوى دمية للتحريك وفتح الفم للخطب المعدّة، فيما السياسة الاستعمارية المجرمة واحدة، ثابتة، مستمرة، مهما تبدّلت وجوه الدمى، بيضاء أو سوداء، في البيت الأسود ودوائر الظلام وغرف الجريمة المنظـّمة والتجسّس على الدول والجماعات والأفراد في البنتاغون والـ "سي آي إي" وسائر مؤسسات الاغتيال الأميركية.
هذا الرئيس الدمية نفسه، يحذّر "السلطة الفلسطينية" من السعي في الأمم المتحدة الى نيل اعتراف بدولة فلسطين، لأن ذلك – وهنا النكتة السمجة غير المضحكة – يؤثّر في "مسار السلام"!
بربّكم، أقبّل جباهكم وأياديكم، قولوا لي عن أيّ "مسار" وأيّ "سلام" يتحدث هذا الأسود غير الظريف؟! أين يرى "مساراً" وأين يرى "سلاماً"؟! وهل يتوقّف المتوقـّف؟! ألا ترون معي أن لا سلام ولا مسار ولا من يحزنون، بل مضيٌّ مسعور ومجرم في قضم الأراضي وجرفها في الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات وإنشاء المزيد منها، وتهويد وتفريغ للقدس للاستيلاء الكامل عليها، وقتل يوميّ وحصار دائم لغزّة، ورفض قاطع حتى لمناقشة حقّ العودة لفلسطينيي الشتات. ومع ذلك يحذّر ويهدّد الرئيس التعيس والمأمور والمسيّر الفلسطينيين أنفسهم، أيّ الضحيّة لا قاتلها، بأن "مسار السلام" سيتأثّر، فبمَ تتأثّر "جثّة" بالله عليكم!
2 – خنفر "الجزيرة"
حين يُعرف السبب يبطل العجب، أخيراً أدركنا سرّ الحملة الإعلامية المسعورة ضدّ سورية مع انكشاف أمر مدير محطة "الجزيرة" وضّاح خنفر "ويكيليكسياً" بكونه عميلاً أميركياً مزروعاً في المحطة القطرية (برضى من أسيادها الحاكمين بالطبع) يشتغل لحساب "وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية" DIA ويتلقى منها تقارير شهرية وتوجيهات وأوامر بإدارة الخبر والصورة على هذا النحو أو ذاك(يذكرنا بالفيلم الأميركي "حرّك الكلب" wag the dog) وينفـّذ التعليمات بلا أدنى مخالفة أو تقصير ويتواصل مع أسياده الأميركيين المباشرين هؤلاء أكثر من تواصله مع حكّام قطر أنفسهم، غير المختلفة أحوالهم عنه في أي حال بالعمالة والانصياع والتبعية.
بطٌل العجب ليس عندنا فحسب، بل أيضاً لدى إعلاميّي "الجزيرة" أنفسهم الذين لطالما تساءلوا سرّاً وعلناً عن السرعة القياسية لارتقاء هذا المراسل العادي السابق في المحطة الى سدّة الإدارة الأولى، وهو شاب تنقصه الخبرة والمعرفة الكافيتان ولا يتميّز بعبقرية خاصة… سوى "عبقرية" رجل الاستخبارات، علماً أنه فلسطيني ويُفترض أن يكون مناصراً لقضية شعبه ومكافحاً لأرضه ووطنه وذكرى أجداده. ولكن يبدو أن لا أصل ولا جذور ولا انتماء لامرىء يتمتع بتلك الروح العالية… من العمالة والخيانة!
ونسأل بعدما انكشف "الخنفر" لِمَ تتصرّف "الجزيرة" هكذا مع القضية السورية؟!  
3 – وليد جنبلاط و"فزّاعاته"
لم أشارك يوماً المعجبين بـ "أنتينات" وليد جنبلاط إعجابهم، فلطالما اعتبرتها "أنتينات" فاشلة ومعطـّلة، والبرهان أنه يخطىء غالباً في حساباته ورهاناته ويتراجع منكسراً ومخذولاً في اللحظة الأخيرة. لذا، أدعو المعجبين الى مراجعة "إعجابهم" والعدول عنه… إذا شاؤوا. أما أنا فلديّ بضعة ردود على تعليقات الزعيم الدرزيّ.
أولاً: من هجّر كل مسيحيّي العراق ليس "الفزّاعة" التي يستخفّ بها بل أصولية مذهبية تحمل السواطير وتقطع الرؤوس، وأخال جنبلاط يعرف أين منشأ تلك الأصولية التي هجّرت وفجّرت وجزّرت فعلياً… وتجلّت أفعالها الواقعية في العراق ومخيّم نهر البارد وحيثما وُجدت جماعاتها التكفيرية، وثمة مثلها في سورية وخطرها الفعليّ قائم وحقيقي. إذن "الفزّاعة" المقصودة واقعية وليست سراباً كما يدّعي السيد جنبلاط.
أما "أنتينه" الذي يستشعر الأخطار على طائفته الكريمة فيخطئ أيضاً حين يصوّر له "الفزّاعة" بهوية مذهبية معينة تهدّد جبله المحميّ، فيما حقيقة الأمر أن "الفزّاعة" المهدِّدة لطائفته وكل الطوائف هي نفسها التي يستخفّ بها ويتحالف معها… لبضع ليرات من الفضة أو الذهب.
ثانياً: في دعوته بطريرك الموارنة الى بيع أملاك الكنيسة وتوزيعها على الفقراء… فحتى لو لم أكن على علاقة وئام مع الإكليروس، بتأثّر من جبران والريحاني والشدياق ومارون عبّود وآخرين كثر من كبار أدبائنا ومفكـّرينا، وحتى لو كنت أؤيّد الطرح وفق منطق متوازن، إلاّ أني أرى في هذه الدعوة استفزازاً لعقول الناس ولعقلي الذي ينتفض حيال كلام السيّد جنبلاط سليل الإقطاع في الجبل الدرزي فيقول له: … وأنت أيضاً يا زعيم الدروز الأول في لبنان، بع الأراضي التي تملكها ومصنع سبلين ووزّع مالك الكثير على الموحّدين الفقراء… وهم كثر يا سيّد قصر" المختارة و"فيللا" كليمنصو… وسائر الفيللات والقصور.  

السابق
مجدلاني: سنوجه ملاحظاتنا لتأمين خطة شفافة للكهرباء الحكومة ملزمة بالقرار 1757 وبتمويل المحكمة الدولية
التالي
اعتصام أمام الأونروا لذوي الاحتياجات الخاصة