نظام فراعنة الشام لا يسقط إلا بالقوة

الجامعة العربية تعيش اليوم وفي ظل الأحداث العربية الساخنة و الملتهبة في "حيص بيص" حقيقي و مرعب , فإرادة التغيير الشعبي العارم قد فاجأت مجمل النظام العربي الرسمي الجامد المحنط , وحالة الإنفلات السياسي غير المسبوقة قد أدت إلى حالة واضحة من الفراغ السياسي الإقليمي تحاول الجماهير و الشارع العربي ملأه وسط أجواء متوترة , والجامعة العربية التي أصابها التغيير السطحي أيضا تجد نفسها اليوم بعد مبادرتها في ليبيا بطلب الحماية الدولية للشعب الليبي وتأسيسها لسابقة إسقاط نظام العقيد وملك ملوك إفريقيا بقرار عربي رسمي وهو مالم يحدث في تاريخ النظام السياسي العربي في وضع معقد وحرج أزاء ممارسات وعقلية وتصرفات النظام السوري الإرهابية البشعة ضد شعبه , وهي ممارسات معروفة وموثقة تاريخيا وتمثل السمة و الهوية الأساسية للنظام السوري , فتدخل الجامعة العربية في الحالة السورية قد جوبه بمعارضة شرسة من ذلك النظام إلى الدرجة التي وصف النظام ذلك التدخل بكونه "حالة عدوانية"!

, وطبعا عقد الأمين العام للجامعة نبيل العربي محادثات مع زعيم عصابة فراعنة الشام لم تسفر عن شيء أبدا وهي مجرد مضيعة للوقت وبما يتيح المجال لسقوط مزيد من الضحايا و الشهداء , ففي سورية لا يهم عدد القتلى ولا المشردين بل أن ماهو مهم فعلا الحفاظ على رأس النظام و عصابته , ففي عام 1967 خسر نظام البعث السوري بقيادة وزير دفاعه و مؤسس السلالة الحاكمة الحالية و الوارثة حاليا هضبة الجولان وتم تسليمها لإسرائيل من دون قتال!!

ومع ذلك إحتفل نظام البعث السوري بالنصر لأن النظام لم يسقط!! فليس مهما في عرف تلك العصابة لا الأرض ولا العرض و لا الكرامة الوطنية ولا دماء الشهداء بل أن مايهم هو الإستمرار في الحكم و التحكم و تحويل سورية اقطاعية يتوارثها البلهاء و القتلة و الأغبياء , ونظام يتصرف بتلك العقلية العنجهية العوراء لا يمكن بالتالي أن يستجيب لأي مبادرات إصلاحية أو محاولات للتدخل وحقن للدماء و يعتبرها مجرد مؤامرات , و أعتقد أن سمو رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني هو خير من يعرف و يشخص تلك العقلية السلطوية السورية , كما أنه بحكم الخبرة الدولية و تعاطيه مع ملفات إقليمية حساسة يعلم بأن نوايا النظام السوري عدوانية وتعهداته لاقيمة لها و بأن ذلك النظام سيحاول عاجلا أو آجلا الإنتقام وبوسائله الخاصة من كل الأطراف التي اتخذت مواقف المساندة و الدعم و التضامن مع الشعب السوري وفي طليعتها دول الخليج العربي التي تحولت هدفاً عدوانياً مفتوحاً للنظام السوري سيحاول التوجه نحوها في حالة إفلاته من قبضة شعبه و تمكنه من تعويم نفسه ,الشيخ حمد بن جاسم وهو يتمنى على النظام السوري إيقاف آلة قمعه الدموية المفرطة التي تسحق عظام أحرار الشام يعلم علم اليقين عدم إمكانية تحقيق تلك الأمنية لأن النظام السوري قد قرر إعتماد الحل الأمني المفرط الذي لا يمتلك سواه ولا يمكن أن يحيد عنه وعن سلوك طريقه خصوصا و أن فراعنة الشام قد نفضوا الغبار عن قيادات أمنية إرهابية سابقة ومتقاعدة وعجوز أعادوها للخدمة ووفروا لها إمكانيات الدعم وممارسة التقتيل و منهم قادة الأمن في ثمانينات القرن الماضي كاللواء علي دوبا مدير المخابرات العسكرية الأسبق و اللواء محمد الخولي رئيس مخابرات القوة الجوية الأسبق و الشهير , ظنا منهم بأن تلك المومياوات المحنطة تستطيع التغلب على حتمية التاريخ وإرادة الأحرار و تصميم المجتمع الدولي الحر ,

ماهو مطلوب اليوم من الجامعة العربية ليس طرح المبادرات السياسية الفارغة وعديمة الجدوى و الفاقدة لمصداقيتها بل التحرك دوليا وبأسرع وقت ممكن لنجدة الشعب السوري الذي يتعرض لإبادة جماعية ممنهجة من قبل قتلة وإرهابيين رسميين ومجرمين في حالة إستعداد لتهديم المعبد على رؤوس الجميع , صدقوني لن يصمد ذلك النظام طويلا فيما لو وجهت الضربات لقواعده الإستخبارية , وأتصور أن دولة قطر بديبلوماسيتها وبعلاقاتها الدولية المعروفة تستطيع قيادة الحملة العربية للتخلص من الأدران الفاشية خصوصا و أنها أصبحت اليوم هدفا مستباحا للنظام السوري المتفرعن وأعوانه الفئران , وماحصل في ليبيا يؤكد إمكانية نصرة الشعب السوري بأسرع وقت وأقل تكلفة , فيا جامعة العرب لا تضيعوا الوقت في نقاش بيزنطي قاتل.. أنظمة الإرهاب المفرط الفاشية لا تسقط إلا بالقوة المفرطة.. تلك هي الحقيقة المعروفة للجميع… لاحل لفراعنة الشام إلا بالإستئصال التام..!  

السابق
السياسة: ميقاتي مستاء من تصعيد عون ولن يتراجع عن تمويل المحكمة
التالي
العازف التركي