الموسوي: حزب الله لن يترك السلاح

رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الموسوي ان الموقف الاخير لرئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الذي أعلن فيه ان «ربط السلاح بمزارع شبعا غير مقبول» هو بالمطلق كلام مرفوض لدى «حزب الله» من حيث عقيدته في مقاربة الصراع مع الكيان الصهيوني، مشيرا الى ان النائب جنبلاط وكما يعرفه اللبنانيون وكما لا ينكر هو شخصيا، يتخذ المواقف التي يظن ان فيها مصلحة قواعده الشعبية، ويبني على اساسها تحولاته وتبدلاته السياسية، معتبرا بالتالي ان انتقال النائب جنبلاط من فكرة الى اخرى ومن طرح موقف جديد على الساحة السياسية الى آخر مغاير لما سبقه من طروحات امر قد اعتاد عليه اللبنانيون ولم يعد يفاجئهم، مشيرا الى ان النائب جنبلاط وكما وصفه احدهم بأنه «فرادة صنف» له طريقته الخاصة في ابداء آرائه كما ليس لديه اي حرج في تبديل مواقفه بين يوم وآخر تحت عنوان تحقيق المصلحة الدرزية او اللبنانية او العربية، معربا عن أمله بأن يكون موقع الخطأ لدى النائب جنبلاط في التشخيص للمرحلة وليس في التوجه، لافتا الى انه وبالرغم من انه من المبكر التعليق او رفض او ادانة الموقف الجنبلاطي المشار، فإن اللبنانيين يعتبرون ان النائب جنبلاط مسؤول اليوم عن صحة او عدم صحة تشخيصه لمكمن المصلحة الدرزية او اللبنانية او العربية.ولفت النائب الموسوي في تصريح لـنا

الى انه وفيما يخص «حزب الله» من كلام النائب جنبلاط فإن الحزب أعلن مرارا وتكرارا انه مادامت اسرائيل غاصبة ومحتلة للارض العربية ولاراضي المسلمين والمسيحيين في فلسطين وليس فقط في لبنان، فإن الحزب مكلف عقائديا بألا يركن للغاصبين والمحتلين وهو يعتبر وجودهم في فلسطين اعتداء على الامتين العربية والاسلامية، مشيرا الى انه وبالرغم من ان الجو العربي لم يرق الى مستوى هذه العقيدة او ربما قد ارتقى اليها فيما مضى قبل ان يبدأ بالانحدار والتراجع عنها، فان «حزب الله» استطاع في المقابل وانطلاقا من عقيدته تحقيق الامكانيات العسكرية والقتالية للدفاع عن الاراضي المحتلة خصوصا ان الجيش واكب الحزب بما يملكه من قدرات قتالية، كما ان الشعب واكبه ايضا من خلال مواقفه السامية المؤيدة للمقاومة وسلاحها، متسائلا وفقا لما تقدم عن المبرر لمسامحة العدو بمزارع شبعا وتلال كفر شوبا وغيرها من الاراضي التي مازال يحتلها في لبنان، معربا في المقابل وبناء على القدرات القتالية التي يملكها لبنان من خلال جيشه وشعبه ومقاومته بالدفاع عن الاراضي اللبنانية واستردادها، عن اسفه لكل ما يصدر من تنظيرات عن هذه الجهة او تلك، مشيرا الى ان المنظرين قد ذهبوا بعيدا بالخطأ لان العدو الاسرائيلي اثبت بالفعل وليس بالقول انه ينظر الى الشعوب المسالمة نظرة فوقية كونه يعتبر مسالمتهم خوفا منه فيذهب بالتالي الى حل التغطرس والتمسك عنوة بالاراضي التي يحتلها، مؤكدا وفقا لما سبق ان «حزب الله» لن يفرط في أي حبة تراب ومتمسك بسلاح المقاومة حتى تحرير كامل الارض ولن يترك السلاح مقابل بقاء العدو الاسرائيلي مدججا به، بمعنى آخر يعتبر الموسوي ان «حزب الله» غير مسؤول عن رأي الآخرين ونظرياتهم فيما يتعلق بالسلاح والارض المحتلة وبكيفية الدفاع عنها واسترجاعها.

على صعيد آخر وعلى مستوى ما اثارته مواقف البطريرك الراعي من ردود فعل على الساحة السياسية في لبنان، وتحديدا حول تصريحه الاخير الذي اعتبر فيه ان «البعض اجتزأ كلامه وتعمد تفسيره خطأ» وهو ما اعتبره الآخرون تراجعا عن مواقفه، اكد النائب الموسوي ان البطريرك الراعي لم يتراجع عن مواقفه بل ثبت ابعادها ومعانيها الوطنية، فهو تكلم اللغة العربية وليس لغة اخرى بحاجة الى ترجمة كي يشوبها التباس في المعاني والتفسير، معتبرا ان هؤلاء فسروا ما يتمنونه وليس ما قصده البطريرك الراعي في مضمون كلامه، لافتا الى ان كل من البطريرك الراعي وسماحة المفتي قباني يكون مقبولا لدى هؤلاء حين يتكلم اللغة الاميركية ويكون مرفوضا حين يتكلم كـ «حزب الله» لبنانيا وعربيا، خصوصا ان البطريرك تكلم بما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة في الشرق ولما فيه ثبات للتعايش والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين.  

السابق
جنبلاط ـ حزب الله: الدّوَخان داخل التحالف
التالي
لهذه الأسباب لا يسقط نظام الأسد؟