البناء: فرنسا تواسي 14 آذار وبييتون ينقل خيبة أملها إلى بكركي

لم يهدأ الخطاب التصعيدي لفريق الحريري وحلفائه في سياق الاستراتيجية المتبعة التي باتت معروفة، تناغماً مع الإشارات الخارجية التي تستهدف قوى المقاومة والممانعة في المنطقة، إن من خلال الحملة المستمرة على سورية، أو محاولة التضييق التي يتعرض لها لبنان بين الفينة والأخرى.
وعلى الرغم من إشاعة أجواء التهدئة التي بشر بها سمير جعجع مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، فإن الحملات من قبل من يسمون مسيحيي "14 آذار" بقيت تتركز على بكركي وتطاول رئيس الجمهورية من خلال عدد من المحسوبين على هذا الفريق الذين تمادوا في خطابهم التصعيدي في الساعات الماضية، ما يؤكد أن هناك إشارات توجه إليهم من الداخل والخارج.
وفرنسا على الخط
وفي هذا السياق، دخلت فرنسا أمس على خط الاعتراض على مواقف البطريرك الراعي من خلال ما أعلنه سفيرها في لبنان دوني بييتون الذي أشار إلى أن بلاده "خاب املها" من المواقف التي اطلقها البطريرك بشارة الراعي من باريس التي عبر فيها عن تخوفه من "مرحلة انتقالية في سورية قد تشكل تهديدا لمسيحيي الشرق".
وقال بييتون في تصريح وزعته السفارة الفرنسية في بيروت أمس انه "سيزور البطريرك الراعي قريبا بطلب من الحكومة الفرنسية بعدما خاب أملها من تصريحاته الأخيرة على أراضيها، وذلك لاستيضاح حقيقة مواقفه".
وقال بييتون: "البطريرك الراعي أظهر قلقه على مستقبل المسيحيين في حال سقوط النظام السوري، على اعتبار انه يؤمن الاطمئنان والحماية للمسيحيين، فيما نحن نعتبر أن تطبيق الديمقراطية وفتح الباب أمام التعددية هو الذي يحفظ حقوق جميع المواطنين ومنهم المسيحيون".

مجلس وزراء عادي… وحركة ناشطة في ساحة النجمة
في هذا الوقت، لم يبرز شيء على صعيد الخطوة التالية للحكومة بعد مشروع الكهرباء بانتظار المزيد من التشاور والدرس. وفيما اقتصرت قرارات المجلس على إقرار عدد من المشاريع العادية، برزت الحركة الناشطة في مجلس النواب أمس حيث التقى الرئيس نبيه بري رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي كان قد زار بعبدا وجرى التطرق إلى عدد من المواضيع المطروحة، بما في ذلك مرحلة ما بعد إرسال مشروع قانون الكهرباء إلى مجلس النواب حيث ستناقشه اللجان المشتركة اليوم وسط أجواء من أطراف الحكومة تشير إلى تسريع إقراره في جلسة للهيئة العامة تعقد بعد انتهاء اللجان من عملها والتي يتوقع ألا تأخذ وقتاً، مع العلم أن المعارضة ستسعى إلى محاولة تأخير إقرار المشروع وتقوم بالتشويش على هذا الإنجاز.
وفي هذا المجال، نقل النواب عن الرئيس بري في لقاء الأربعاء أمس تأكيده أهمية إقرار المشروع المذكور لأنه يهم كل المواطنين، مجدداً العمل في مجلس النواب في هذا الإطار. ونوّه مرة أخرى بمواقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي معتبراً أنها لصالح لبنان واللبنانيين.
وقالت مصادر نيابية لـ"البناء" ان المعارضة لن تستطيع إعاقة مشروع الكهرباء لأنه يضمن تأييد الأكثرية بعد أن أقرته الحكومة بالإجماع ومن دون أي تحفظ.  
إنجاز لكل اللبنانيين
وفي هذا السياق، كان الرئيس ميقاتي قد استهل جلسة مجلس الوزراء أمس بالتطرق إلى موضوع الكهرباء حيث اعتبر أن إقرار هذا المشروع هو إنجاز لكل اللبنانيين.
وانتقد ميقاتي حملة السباب والشتائم من هنا وهناك، داعياً إلى اعتماد النقد البناء، ولافتاً إلى أن الحوار يبقى الحل الأنجع لحل المشاكل.
في هذا الوقت، جدّد البطريرك الراعي تأكيد مواقفه الأخيرة، لافتاً إلى "أننا نعاني من أن الحقيقة تتشوه، حتى الحقيقة التي نقولها نحن، وفي بهذين اليومين هناك بلبلة. نحن نقول لكم خذوا الحقيقة من فم البطريرك ولا تأخذوها من الجريدة والتلفزيون والإذاعة لأنه للأسف كل شيء يجتزأ ويشوه لكي تضيع الحقيقة".
اعتصام السائقين العموميين
على صعيد آخر، تنفذ اتحادات قطاع النقل البري ونقاباته اليوم اعتصاماً لمدة ست ساعات من السادسة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً في بيروت وكل المناطق تنفيذاً للقرارات التي اتخذتها جمعيتها العمومية. وهدد الاتحاد بتحويل إضرابه هذا إلى أسبوعي، وصولاً إلى الإضراب العام والمفتوح إذا لم تُلبّ مطالبه.
ومساء، تحدثت معلومات عن إمكانية حصول لقاء مع الرئيس ميقاتي إلا أن شيئاً من هذا القبيل لم يحصل. وفي حديث تلفزيوني، أكد رئيس نقابة السائقين العموميين بسام طليس أن الإضراب سلمي وهو بمثابة تحرك احتجاجي حضاري، لافتاً إلى أن هذا التحرك غير سياسي وغير موجه ضد الحكومة، ولكن المطلب المعيشي والاجتماعي موضوع أساسي يعادل بأهميته أي ملف سياسي. وطلب طليس من قوى الأمن حفظ أمن وسلامة المتظاهرين.
وفي حين أشار إلى أن البيان الصادر عن السراي الحكومي أدى إلى بعض التشويش لدى السائقين، شدد على أن اتحادات ونقابات النقل هي التي أعلنت الإضراب وهي وحدها المخولة تعليقه.
ودعا الحكومة إلى تحديد موعد لتنفيذ الاتفاق، معلناً أن السائقين لن يوقفوا الإضراب ما لم يحدد موعد البدء بالدفع. وقال: "المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين. في الماضي علقنا الإضراب بعد الاتفاق الذي حمل ضمانة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس سعد الحريري". وتابع: نحن مستعدون لتعليق الإضراب فور تحديد موعد دفع ما نص عليه الاتفاق مع وزيرة المال السابقة ريا الحسن.
وشدد على أن إضراب اليوم هو إضراب تحذيري، وستشهد الأسابيع المقبلة تصعيداً، إذ سيشهد الأسبوع المقبل إضراباً ليومين متتالين، وسيشهد الأسبوع الثالث تصعيداً أكثر حتى الوصول إلى الإضراب العام والمفتوح.

الحوار في سورية
أما على صعيد الوضع في سورية، وبعدما طوت دمشق صفحة الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة ورفضت ما ورد في بيانه جملة وتفصيلاً، معتبرة أن أطرافاً عربية تتخذ مواقف سلبية لا تساعد على حل الأزمة في سورية وتنفذ إملاءات قوى دولية تقود المؤامرة ضدها، تواصلت ولليوم الرابع على التوالي جلسات الحوار الوطني في المحافظات والجامعات لمناقشة الرؤى والتصورات المختلفة لوضع أرضية مشتركة للعمل خلال المرحلة المقبلة تقوم على تعزيز استقلالية القرار الوطني والحفاظ على السيادة الوطنية واحترام حرية المواطن وسيادة القانون.
وسجلت هذه الجلسات مشاركة واسعة من الفاعليات الاجتماعية والاقتصادية وممثلي الأحزاب السياسية والنقابات والمؤسسات الأهلية وشخصيات أكاديمية مستقلة ومعارضة.
المعلم ومواجهة الهجمة الشرسة
وسياسياً، بيّن وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين خلال استقباله أمس تيمير بوراس نائب وزير خارجية فنزويلا البوليفارية والوفد المرافق له خلفية وأبعاد ما تتعرض له سورية من حملة شرسة مرتبطة بمخططات خارجية وتصديها لهذه الحملة بوعي شعبها ووحدته الوطنية ودعمه للإصلاحات الشاملة التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن الحرب الإعلامية التي تشن على سورية تقوم على أساس التضليل وعدم المصداقية.
وثمّن المعلم ما جاء في البيان الخاص الصادر عن وزراء خارجية دول الألبا الذين اجتمعوا في كراكاس في 9/9/2011 الذي عبروا فيه عن وقوفهم مع سورية في وجه الهجمة التي تتعرض لها ودعمهم لها في المحافل الدولية.
إلى ذلك، شيّعت من مستشفيي حلب وحمص العسكريين أمس جثامين 6 شهداء من عناصر الجيش والقوى الأمنية والعاملين المدنيين قضوا برصاص المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب وحمص إلى مثاويهم الأخيرة في مدنهم وقراهم.  

السابق
الانباء: أبو فاعور يؤكد أن لا خلاف مع حزب الله وهجوم عون علينا وعلى ميقاتي غير مبرر
التالي
طلب في مكانه !!