الانباء: أبو فاعور يؤكد أن لا خلاف مع حزب الله وهجوم عون علينا وعلى ميقاتي غير مبرر

بعد موجة القراءات المتعاكسة لتصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي، عادت رياح الكلام العاصف تهب على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، على وقع الاحتدام الحاصل على مستوى علاقة النائب وليد جنبلاط وحزب الله وبالتالي دمشق، التي أغلقت أبوابها بوجهه من جديد! وواكب ذلك قصف كلامي مباشر من العماد ميشال عون رئيس تكتل الإصلاح والتغيير على رئيس الحكومة، وصفه فيه بـ «المخادع». وأضاف عون موجها كلامه الى رئيس الحكومة: السُّنة ليسوا مستهدفين يا دولة الرئيس، وانت تحمي أشخاصا مخالفين، وهذا يضعف موقفك السياسي.

كلام عون جاء في معرض شرحه لمطالبته بإقالة عدد من كبار الموظفين ورد الرئيس ميقاتي عليه بالرفض.

رفض تمويل المحكمة

من جهة ثانية، رفض عون الموافقة على تمويل المحكمة الدولية.

وقال عن رئيس الحكومة انه يتحدث معنا ليس كمسلم بل كسني من دون ان يكون السنة مستهدفين! وبتجاهل تام لقضية العميد فايز كرم الذي قامت قيامة العماد عون قبل وبعد إدانته بجرم التعامل مع العدو، تساءل رئيس التيار الوطني الحر بصوت مرتفع عن شخص مسيحي قمنا بالدفاع عنه، وغطينا مخالفاته، كي تقول السُّنة مستهدفين؟ وأضاف متوجها لميقاتي: ليس السُّنة مستهدفين، حضرتك، المستهدف المخالف، ومش كل ساعة تقول السُّنة.. السُّنة.. السّنة.. وما تخالفوا، وما مننتقدكم.

ميقاتي يرفض المساجلات

وردا على سؤال قالت أوساط الرئيس ميقاتي ان الأخير حريص على عدم الدخول في سجالات انطلاقا من الحرص على الصالح العام.

ويلتقي عون مع حزب الله الذي وصف رئيس كتلته النيابية محمد رعد امس، المحكمة بالمسيسة، وان كل من يعمل بها موظف لدى جهات استخبارية دولية. وتجاهل رعد سؤالا عن رأيه بحديث النائب وليد جنبلاط عن خطة استيعاب سلاح حزب الله وقال: دعونا الآن نبحث في موضوع الانتخابات النيابية وقانونها، ودعونا ننتظر قليلا حتى نتبين الأمر حيال مواقف جنبلاط، قال جنبلاط: لم أفهم ما قصده رعد. إخلالاً بما سبق أن التزم به عام 2009 مع الحزب كما بالبيان الوزاري للحكومة الحالية، فضلا عن انه محاولة لفرط الحكومة.

وعلق جنبلاط على قول الوزير السابق ميشال سماحة، المحسوب على دمشق، انه اي جنبلاط فتح قنوات اتصال مع جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بالقول: لم اسمع كلام سماحة واعتقد انه يفهم بملفات الصين اكثر. وعن رأيه بتصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي اوضح الكثير منها قال: ان البطريرك لم يقرأ مقررات الحوار الوطني وهذا ما دفعني الى التذكير بها. مصادر وزارية كشفت ان السيد نصرالله اوفد الوزير محمد فنيش والنائب علي عمار الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لينقلا استياءه من تصريحات جنبلاط حول سلاح الحزب.

لم أطلب موعداً من نصرالله أو دمشق

وقال جنبلاط ردا على سؤال إنه لم يطلب موعدا للقاء السيد حسن نصرالله. وحول ما تردد عن رفض سورية استقباله قال جنبلاط: لم أطلب موعدا لزيارة دمشق.

لا خلاف مع حزب الله

وفي نفس السياق، أكد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبوفاعور خلال جولة له في عكار انه «لا خلاف سياسيا مع حزب الله ولا مشكلة سياسية بيننا وبين حزب الله والكلام الذي صدر على قناة المنار، التي نحترم دورها الإعلامي، هو اجتهاد إعلامي ليس خلفه اي نيات سياسية مبيتة او اي اغراض سياسية كما ابلغنا».

وأشار الى أنه «لا داعي لتضخيم الأمور فوليد جنبلاط لم ينطق كفرا عندما ذكر بمقررات الحوار وليس هناك ما يستدعي اثارة كل هذا الغبار حول هذا الموضوع».
 
أما بالنسبة لموقف رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، فاعتبر أنه «دائما ينفرد العماد عون ببعض المواقف وما من داع للهجوم على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لانه ايضا لم يقم بأي خطيئة ونفضل ان نستند الى الروح الايجابية التي تم التعبير عنها في اصدار خطة الكهرباء دون اثارة مزيد من الإشكالات او افتعال إشكالات يوميا».

وأضاف: «لقد قيل ان لوليد جنبلاط خلفية سياسية في الموقف من الكهرباء ولقد ثبت ألا خلفيات سياسية لديه وعندما تم الاتفاق على الأمور التقنية تم إقرار خطة الكهرباء وسلكت طريقها الى المجلس النيابي. اذا الادعاء بأن هناك خلفيات سياسية هو ادعاء ساقط. والمواقف الاخيرة للعماد عون بكل احترام وبكل تقدير لا اعرف لماذا هذه الرغبة لديه دائما في اثارة الغبار دائما وفي اطار اثارة الاشكال في كل نهار».

وشدد على ان «الهجوم على ميقاتي وبعض الهجومات غير المباشرة التي طاولتنا ايضا لا مبرر لها. الناس تنتظر من هذه الحكومة ان تكون مؤتلفة وان تكون متفقة لا ان يثار في كل يوم خلاف جديد ولا يستطيع اي طرف داخل الحكومة ان يقول اما ان يكون ما اريد او لا يكون.

هناك ائتلاف واسع يشكل هذه الحكومة ويجب ان نحترم آراء بعضنا البعض وتوافق بعضنا وان ينصرف جهدنا وجهد العماد عون لمزيد من العمل المنتج لأجل اللبنانيين داخل الحكومة بدل الاستمرار في تقاذف الاتهامات والخطابات فوق المنابر التي لا تسمن ولا تغني من جوع في حياة اللبنانيين».

أما بالنسبة لتمويل المحكمة الخاصة بلبنان فقال ابوفاعور: «ان الجدل الإعلامي سبق النقاش السياسي، حتى اللحظة لم يتم التداول بهذا الموضوع بشكل جدي وهذا الأمر خاضع للنقاش. هناك قوى في هذه الحكومة والتي نحن منها اعلنت موقفها بخصوص التمويل وننتظر النقاش الفعلي داخل الحكومة حول هذه النقطة بالذات». 

السابق
بؤس 14 اذار امام ربيع العرب
التالي
البناء: فرنسا تواسي 14 آذار وبييتون ينقل خيبة أملها إلى بكركي