الانباء: الراعي يوضّح تصريحاته المجتزأة وجنبلاط يرفض ربط لبنان بنزاعات المنطقة

مازلت تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي في باريس تشغل الاوساط السياسية والديبلوماسية في بيروت، وجديدها امس، توضيحات اضافية صدرت عن البطريرك شخصيا خلال جولة رعائية في منطقة المتن، وابرز ما فيها قوله: «أؤكد لكم، انسوا ما ظهر من اجتزاءات عن حديث لي وكلمات قيلت في فرنسا، ليس لها علاقة بمواقفي الشخصية الاساسية».

واضاف نريد ان نتصالح ونحقق ثقة ونضع ثقة قلوبنا ببعضنا البعض ونزيل الحذر بين بعضنا البعض، ويجب ان نوقف التخوين والتشكيك لنعيش الشركة الحقيقية، شركة روحية اجتماعية.

واضاف: «لا نستطيع ان نفرط بأحد، ولا نريد ان نلغي احدا ولا تهشيم احد، فلبنان في حاجة الى كل ابنائه واحزابه وتياراته وطوائفه، لكن نحن في حاجة لان نبني الشركة الوطنية»، مبديا اسفه «لما حصل بعد الزيارة الى فرنسا»، مؤكدا ان «الشركة والمحبة هي الباقية»، وقال: «نحن عكس ما صدر من اجتزاء كلمات، من هنا وهناك وخلقت بلبلة، واريد ان اطمئن كل من يسمعونني فأنا لا اتخلى مع مطارنتنا وشعبنا وكنيستنا، عن شركة ومحبة، نحن لا ندخل بأي خلافات فئوية لا في لبنان ولا في خارج لنبان، وتابع: نحن مع السلام وفرح الجميع، وأؤكد لكم انسوا ما ظهر من اجتزاءات ربما متعمدة، اجتزاءات عن حديث لي وكلمات قيلت في فرنسا ليس لها علاقة بمواقفي الشخصية الاساسية، وشبهناها للذي يقرأ لا إله ولم يكمل الجملة، فلا تتأثروا في كل ما يخرج من الاعلام وبعناوين مجتزأة، فاذهبوا الى العمق، الى الينبوع وخلافات الناس عموما على سوء الفهم والتفاهم، وانا من المؤمنين بان 99% من خلافات البشر سوء تفاهم وعدم مصارحة الواحد للآخر.

واضاف: كونوا على ثقة، لن اتراجع عن شركة ومحبة، لكل الناس والفئات والاحزاب والتيارات والطوائف والمذاهب، ايماننا لبنان، لبنان لبناء شعب واحد، وحدة تنوع.

وقبل كلام الراعي هذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري اسف عبر «النهار» للهجوم المركز من قوى 14 آذار على البطريرك الراعي، معتبرا ان جريمة غبطته هي انه يدرك ابعاد ما يحصل في سورية والمنطقة وان هدفه الاول هو حماية المسيحيين وسائر اللبنانيين.

بدوره، النائب وليد جنبلاط كان له موقف مختلف حيث اعتبر ان ربط مصير لبنان بتحرير مزارع شبعا، وربط مستقبله بنزاعات المنطقة بأكملها مرفوض، كما شدد على ان ربط سلاح حزب الله، بموضوع التوطين «وفق ما جاء في تصريحات البطريرك الراعي» سيبقي لبنان معلقا الى مالا نهاية في اطار النزاعات الاقليمية.

وقال جنبلاط: اذا كانت بعض الاوساط قلقة على الوجود المسيحي في لبنان فان الطريقة المثلى التي يمكن للبطريرك الراعي انتهاجها، هي تشكيل لجنة من المتمولين المسيحيين للحيلولة دون بيع الاراضي وربما تسييل املاك الكنيسة لمصلحة الفقراء من المسيحيين، وقال ان الحل السياسي يخرج سورية من مأزقها رافضا الكلام التخويفي عن صعود السلفية والاصولية، مؤكدا انه غير دقيق ويستعمل كالفزاعات.

«المنار» تنتقد جنبلاط

وكانت قناة المنار الناطقة بلسان حزب الله قد انتقدت بشدة مواقف جنبلاط المستجدة، وحددت اولئك الذين يعيدون تموضعهم بحسب اتجاه الرياح الاقليمية وقراءة الامزجة.

من جهته، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قال بعد زيارته الرئيس السابق اميل لحود ردا على تصريحات النائب وليد جنبلاط: دعونا ننتظر قليلا حتى نتبين الامر. واضاف: المشكلة ان اللبنانيين يسمعون موقفا ويسارعون الى التعليق، فتتوتر الامور دون ان يتأملوا في ابعاد هذا الموقف سواء‍ من هذه الجهة او تلك وهذا ما حصل في التعليق على مواقف غبطة البطريرك الراعي، حيث لم يعطوا لانفسهم لحظة واحدة للتأمل فيما قاله البطريرك الراعي.

وطالب رعد «البعض» بعدم الذهاب الى اهانات خاطئة.

من جهته، رئيس حزب الكتائب أمين الجميل قال انه لم يفاجأ بمواقف جنبلاط الاخيرة، وأضاف بعد لقائه شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة: ان الأهم إيجاد القواسم المشتركة التي بوسعها الحفاظ على البلد. وقال: إذا جاءت مرحلة، ولأسباب معينة تأقلم فيها جنبلاط مع جو معين، هذا لا يعني انه يتنازل عن كل المبادئ التي ناضل من أجلها في مرحلة عصيبة، ولذلك انا لم أفاجأ بكلامه.
 
فهم خاطئ للحركة الجنبلاطية

من جهته، قال النائب أنطوان سعد عضو الكتلة الجنبلاطية تعقيبا على انتقاد قناة «المنار» لمواقف النائب وليد جنبلاط المستجدة، ان هذا فهم خاطئ للحركة الجنبلاطية، فجنبلاط لديه ثوابت، وليست المسألة مسألة قرب او ابتعاد عن هذا الفريق السياسي او ذاك، بل هي مسألة سياسية خاضعة لكل المتغيرات.

وأضاف: بعض قوى 8 آذار تريد من جنبلاط ان يمشي بالاتجاه الذي تريد، علما ان لدى جنبلاط حركته السياسية التي لا يستطيع أحد تغييرها.

وعن لقائه البطريرك الراعي مع نواب آخرين، قال لمسنا من مناخات وسمعنا من مواقف أراحنا، كتمسكه بثوابت الكنيسة المارونية، وفي طليعتها ثابتة الحرية. بمعزل عن المفردات التي استخدمت وردا على مقولات فريق 18 آذار حول حماية المسيحيين في الشرق قال النائب سعد: المسيحيون ليسوا بحاجة لحماية أحد، ولا توجد مخاوف توجب حمايتهم.

ونقل زوار البطريرك الماروني عنه نفيه ما تردد عن قيام وفد كنسي بزيارة سورية ولقاء الرئيس الأسد، وأكد في الوقت نفسه ان محادثاته في باريس تخللها تحليل للتطورات الجارية في لبنان والمنطقة ومستقبل المسيحيين في ضوء ما يتعرضون له من مخاطر وأدان الراعي اي شكوك حول دور بكركي، حضورها. وذكرت مصادر ان بكركي بصدد الدعوة لاجتماع للبطاركة الكاثوليك للتداول بالتطورات الخطيرة انطلاقا من مخاوف البطريرك الراعي.

نائب رئيس القوات جورج عدوان اكد الفصل بين البحث في المشاركة بالاجتماع القيادي في بكركي، والمشاركة في الاجتماعات المخصصة للبحث في القانون الأمثل للانتخابات النيابية.

ولفت في هذا الصدد الى ان رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون كان اول القيادات المارونية التي زارت الراعي بعد عودته من فرنسا وقال من بكركي، بعد لقائه البطريرك الراعي انه ليس جديدا ان يؤيد المواقف الصادرة عن البطريرك، لافتا الى ان الراعي مؤتمن على السينودوس من أجل المشرق.

النائب أبي نصر مدافعاً

النائب نعمة الله أبي نصر، عضو كتلة التغيير والإصلاح قال من جهته ان الوقت الذي يجعل فيه بعض السياسيين المسيحيين بكركي وراءهم، يخططون ويفرضون سياستهم عليها قد مضى.

واستهجن ابي نصر حملة 14 آذار على البطريرك الراعي، موضحا ان الراعي لا يستوحي مواقفه من اميركا او سورية بل يعبر عن قناعته. 

السابق
الحياة: موفد الكرملين يجول على سياسيين
التالي
المتي في وادي التيم: جلسات وطقوس خاصة