سادت عند بوابة فاطمة أمس حالة من الاستنفار المتبادل بين الجيش اللبناني وقوات الاحتلال "الإسرائيلي"، في أعقاب بدء ورشة للعدو، عملت على شق طريق في الجانب "الإسرائيلي" إلى موقع بوابة فاطمة، بطريقة استفزازية، وتركيز دشم إسمنت، بحماية ثلاث عربات هامر مدرعة وسيارة جيب عسكرية، لتحصين الموقع العسكري المحاذي للسياج الفاصل، ما أثار حفيظة قوة الجيش اللبناني المنتشرة في محيط البوابة، لمراقبة الأشغال الجارية في الجانب الآخر من الخط الأزرق.
في حين انتشر أفراد دورية للعدو وأطلقوا السباب والشتائم بحق قوة الجيش المتمركزة في محيط بوابة فاطمة، وقوبل استفزازهم باستنفار أفراد الجيش الذين اتخذوا احتياطات أمنية. وللحال تدخلت قوة من الوحدة الإسبانية العاملة في قوات اليونيفيل، ووقف عناصرها بمحاذاة السياج التقني للحؤول دون تطور الأمور، وعملوا على تهدئة الوضع إلى أن عادت الأمور إلى طبيعتها.
وترافقت حالة الاستنفار مع مواصلة جيش العدو بناء تحصينات، وحفر مخابئ للدبابات، ورفع سواتر ترابية في محيط مواقعه المتقدمة على محاور جبهتي القطاعين الغربي والشرقي، من أفيفيم غرباً إلى العباسية شرقاً، وفي المواقع الأمامية على تخوم مزارع شبعا المحتلة في مرتفعات جبل الشيخ. ترافق ذلك مع أعمال صيانة الشريط الشائك وأجهزة التحسس والإنذار، وكاميرات المراقبة وتسيير دوريات مؤللة بشكلٍ غير اعتيادي، على الخط الفاصل ما بين المنارة وتلة الشيخ العباد إلى مستعمرة مسكفعام، ومحلة الثغرة المواجهة للمدخل الشرقي لبلدة العديسة في قضاء مرجعيون، حيث شوهدت ورشة تؤازرها جرافة تقوم بأعمال الحفر وتمهيد الطريق الترابي المحاذي للسياج. وتواكب الأشغال آلية "كامنكار" عسكرية "إسرائيلية" مزودة بقوة حماية من أربعة جنود مدججين، فيما يقوم الفنيون بتأهيل وصيانة السياج الشائك الفاصل، وبوابة الحديد بمحاذاة طريق عام العديسة – كفركلا، عن طريق فرعي تعبرها دوريات الهامر المؤللة إلى داخل منطقة البساتين، حيث تقيم كمائن ونقاط مراقبة لرصد الحركة في الجانب اللبناني.
في هذا الوقت، تواصلت الأشغال الجارية في الموقع المستحدث عند تخوم السياج التقني مقابل بلدة العباسية المحررة، وشوهدت جرافتان تقومان برفع السواتر الترابية ووضع جداريات في محيط الموقع، لحجب الرؤية من الجانب اللبناني، وسط إجراءات أمنية مشددة من جنود العدو، وتحليق متواصل لطائرة استطلاع "إسرائيلية" من طراز MK فوق الخط الفاصل.
إلى ذلك، استمر العدو "الإسرائيلي" بتماديه في انتهاك السيادة اللبنانية والقرار1701، وخرقت طائراته الحربية وطائرات الاستطلاع من دون طيار الأجواء اللبنانية بعد ظهر أمس وحلقت على علو متوسط في طلعات جوية، منفذة طيراناً دائرياً فوق المناطق الجنوبية المتاخمة لفلسطين المحتلة وفوق القطاعات: الغربي والأوسط والشرقي، كما نفذت طيراناً فوق منطقتي مرجعيون – حاصبيا، وصولاً إلى الشمال.
