اللواء: الخلافات السياسية تحاصر حكومة ميقاتي ·· وإنهيار الثقة بين حزب الله وجنبلاط

ما خلا وضع خطة الكهرباء على سكة التشريع النيابي تمهيداً لاصدارها بقانون، ثم اصدار المراسيم التطبيقية، فإن الخلافات السياسية اطلت برأسها من جديد ايذاناً بتحولها الى معيقات تمنع تقدم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، من ضمن الاطار الذي كشف عن عناوينه شخصياً امس الاول، وعلى الاخص لجهة السياسة الخارجية لحكومته التي حملت مؤشرات اعتبرتها اطراف لبنانية وسورية من شأنها الا تحظى بتوافق داخلي·
وتأتي هذه المقاربة مع اهتزاز جدي يحمل في طيّاته بذور الانهيار للثقة بين <حزب الله> والنائب وليد جنبلاط رئيس جبهة النضال الوطني، على خلفية ما تصفه اوساط الحزب بأنه عدم ثبات في الموقع والتأرجح بين بين، واعادة تموضع بحسب اتجاه الرياح الاقليمية، او ما قالته قناة <المنار> في نشرتها المسائية من ان الذي لفت اقتراب النائب جنبلاط <للقوات اللبنانية> ومتفرعاتها، وانضمامه الى منتقدي البطريرك الماروني بشارة الراعي، ان كان لجهة الموقف من السلاح او من التوطين، او من التخويف من التيارات السلفية·

واذا كان الرئيس امين الجميل والدكتور سمير جعجع يتجهان بحسب ما تردد امس – لمقاطعة الاجتماع المسيحي في بكركي على مستوى الاقطاب الموارنة وفقاً لمصدر قيادي في 14 آذار، كاعتراض على دفاع البطريرك الراعي عن الرئيس السوري بشار الاسد، او خوفه من مشروع الاخوان المسلمين في سوريا، والدفاع عن حزب الله ما دامت اسرائيل باقية، فإن الجدل ازاء مواقف الراعي الاخيرة بدأ يقترب ليتخذ بعداً وطنياً وليس مسيحياً فحسب، نظراً للنتائج الخطيرة المترتبة على مواقف من شأنها ان تحدث الخلل في المعادلات الوطنية والذي لا يمكن ان ينجلي قبل البيان المرتقب لمجلس المطارنة، والذي وان تأخر، فلن يتعدى مطلع الشهر المقبل·

وجاءت زيارة النائب ميشال عون لبكركي امس، معلناً تأييده لمواقف الراعي المؤتمن على السينودس، لتزيد الشرخ حيال هذه المواقف، خصوصاً وان التوضيحات التي خص بها عدداً محدداً من الصحافيين فور عودته من باريس لم تشف غليل المعارضين لها، وبات مطلوباً من هؤلاء صدور بيان عن بكركي يعيد تأكيد الثوابت عوض الاكتفاء بتبرير الموقف ورمي الكرة في ملعب الاعلام و<الفهم الخاطئ> والا فإجتماع استثنائي لمجلس المطارنة الموارنة يضع النقاط على الحروف ويضع حداً لموجة الاجتهادات الجدل بعد اللغط الواسع في الوسط المسيحي القلق على ثوابته التاريخية·

وفيما نفت اوساط في المعارضة ما تردد عن اتجاه لاعلان وثيقة سياسية لمسيحيي 14 آذار، اوضحت ان موقف الراعي استدعى مجموعة لقاءات ثنائية قد تتوسع لبحث المفاعيل وقراءة المضامين، مشيرة الى ان مجموعة زيارات لعدد من رموز 14 آذار الى بكركي والديمان لاستيضاح البطريرك خلفية هذه المواقف، ومن بين هذه الرموز زار بكركي بعد ظهر امس النواب مروان حمادة، هنري حلو وانطوان سعد والوزيرة السابقة نايلة معوض·

جنبلاط على ان الرد الابرز على كلام الراعي في باريس، جاء من النائب جنبلاط، الذي التقى مساء امس الرئيس ميقاتي في دارته في كليمنصو وتناول معه العشاء، وتضمن رده عناوين رئيسيين:

– أن ربط السلاح بمسألة التوطين سيبقي لبنان معلقاً إلى ما لا نهاية في إطار النزاعات الإقليمية·

– وأن الكلام التخويفي حول صعود التيارات السلفية أو الأصولية هو كلام غير دقيق ويستعمل كالفزاعات·

وبين هذين العنوانين، أعلن جنبلاط رفضه بوضوح ربط مصير لبنان بتحرير مزارع شبعا، وربط مستقبله بنزاعات المنطقة بأكملها، داعياً إلى ضرورة رسم خطة دفاعية يتم من خلالها الاستيعاب التدريجي للسلاح في إطار الدولة اللبنانية، كما نص اتفاق الدوحة، من أجل تعزيز قدرة الدولة في التصدّي لاي عدوان إسرائيل محتمل·

ويبدو أن تذكير جنبلاط بهذين العنوانين، دفع بحلفائه الجدد إلى فتح النار عليه، خصوصاً وانه رفض اعتبار ثورات الشعوب العربية مؤامرة أميركية، مجدداً موقفه من أن الحل السياسي وحده يكفل خروج سوريا من المأزق رافضاً أي تدخل خارجي، الا انه اكد أن مطلب الحرية والديمقراطية والتعددية هو مطلب واحد غير قابل للتجزئة·

ولاحظت مصادر في الأكثرية الجديدة، أن مواقف جنبلاط تكشف عمق الهوة التي باتت تفصله عن دمشق، وسط علاقة يشوبها كثير من الغموض، مشيرة إلى أن الوزير غازي العريضي جهد خلال الأسابيع الماضية لثلاث مرات متتالية لتأمين موعد لجنبلاط في دمشق، لكنه لم يلق جواباً، في حين أن الرئيس الأسد استقبل أمس وزير الدفاع فايز غصن، مؤكداً أن التنسيق بين جيشي البلدين افشل الكثير من محاولات تهريب شحنات من الاسلحة التي تستهدف أمنهما واستقرارهما·

وبدوره، أكّد الوزير غصن امام نظيره السوري أن أمن لبنان من أمن سوريا، مشدداً على أن لبنان لن يكون شوكة في خاصرة سوريا، وانه ماض في حماية أمن الحدود والمعابر المشتركة ووضع حدّ لتهريب الأسلحة والأشخاص·

عشاء كليمنصو ولم تستبعد مصادر مطلعة أن تكون كل هذه المواقف والتطورات قد جرى تداولها بين الرئيس ميقاتي وجنبلاط في عشاء كليمنصو، إلى جانب الوضع الحكومي ومشروع النسبية في قانون الانتخاب، خصوصاً وان الانتقادات التي إستهدفت جنبلاط، شملت أيضاً الرئيس ميقاتي الذ ي كان موضع حملة عنيفة من الوزير السابق ميشال سماحة عبر محطة NBN المملوكة من قبل حركة <أمل>، على خلفية موقفه من تمويل المحكمة وحماية الموظفين السنّة، واصفاً ميقاتي <بالأب الروحي> لهؤلاء الموظفين، لافتاً الى برودة من الأخير إزاء تعاطيه مع الوضع في سوريا بعدما اتهمه بتقديم التزام للأميركيين لمحاصرة سوريا في لبنان·

ولم تشأ أوساط ميقاتي الرد على هذه الانتقادات أو الدخول في سجال مع الوزير جبران باسيل الذي اعتبر في حديث مع قناة MTV أنه لا يمكن لرئيس الحكومة أن يغطي عدداً من الموظفين بسبب طائفتهم، لافتاً إلى أن هناك فرصة مع هذه الحكومة لإنجاز أمور لم نقم بها سابقاً لكن التسامح مع الأخطاء لن يُنجح الحكومة·

وقالت إن اهتمامات الرئيس ميقاتي هي أبعد من هذه الحرتقات، مشيرة إلى أن جلسة مجلس الوزراء غداً في السراي ستكون دسمة بمجموعة من البنود التي وزعت في جدول الأعمال السبت·

ولفتت إلى أن الجدول حافل بمواضيع على الصعد الإدارية والمالية والاقتصادية، إلى جانب المواضيع التربوية، فضلاً عن المنطقة البحرية والضابطة السياحية·

وقالت إن دفعة ثانية من التعيينات تُطبخ بهدوء وتشمل مراكز أساسية في الإدارات العامة، لكنها تكتمت عن هذه المراكز، وإن كان مفهوماً أنها تشمل الجامعة اللبنانية، والهيئات الرقابية، ومجلس القضاء·
 
ولفتت إلى أن المشاورات بخصوص مسألة تمويل المحكمة بدأت، لكن ليس بالضرورة أن تنجز قبل سفر رئيس الحكومة إلى نيويورك في أواخر الشهر الحالي، مشيرة إلى أن أجواء <حزب الله> من هذه المسألة مريحة، وإن كانت بعض أطراف قوى 8 آذار لا تعبّر عن ذلك·

الكهرباء أما بخصوص خطة الكهرباء التي تراجعت من واجهة الأحداث بعد التوافق عليها في مجلس الوزراء، فقد كانت آخر فصولها، تسلم الامانة العامة لمجلس النواب امس مشروع القانون المعجل الوارد في المرسوم 6313 الرامي الى اقرار قانون برنامج لإنتاج 700 ميغاوات ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية· وفي ضوء ذلك، دعا رئيس المجلس نبيه بري الى عقد جلسة للجان المشتركة في العاشرة صباح بعد غد الخميس لدرس المشروع·

واكدت المصادر النيابية، ان رئيس المجلس الذي استعمل صلاحياته ضمن النظام الداخلي لمجلس النواب، هو بهذه الحالة حاول امساك العصا من منتصفها، بين تسريع القانون وبين المطالبة النيابية وخصوصاً المعارضة بالمناقشة الجدية رغم موافقة الحكومة على معظم الملاحظات التي كانت تقدمت به خلال مناقشة الاقتراح الذي تقدم به النائب ميشال عون خلال الجلسة التشريعية الاخيرة، وتقول ان هذا لا يعني القبول الحتمي بالمشروع كما ورد، فهناك الكثير الكثير والمشروع الحكومي جاء مجتزءاً وهو إجراء من اصل 22 اجراء سبق وكان موجوداً من حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعليه فإن اللجان المشتركة ستكون ميني جلسة او جلسة تمهيدية تؤمن إنتقالاً هادئاً للمشروع الى الهيئة العامة·

اشكال برج البراجنة أمنياً، اصيب 14 شخصاً بجروح في اشتباكات جرت مساء امس بين مجموعة من حزب الله واخرى تضم سلفيين لبنانيين في حي الاكراد عند تخوم مخيم برج البراجنة، ونقل منهم 12 الى مستشفى الرسول الاعظم وسط تكتم شديد على الاسماء، فيما سقط عدد من الجرحى الفلسطينيين تردد انهم اربعة نقلوا الى مستوصف داخل المخيم· وكان الاشكال قد بدا اثر القاء قنبلة يدوية في الشارع تبعه اطلاق نيران، وعملت قوة من الجيش اللبناني المرابطة في محيط المخيم على تطويق المكان، وضبط الاوضاع في المنطقة·

ونفى الحزب ان يكون طرفاً في الاشكال، مؤكدا انه تمّ فضه بعد تدخل الجيش اللبناني، كما نفت الجماعة الاسلامية وجمعية المشاريع الاسلامية علاقتهما بالحادث·

واكد مسؤول التنسيق واللجان الامنية في المخيمات الفلسطينية العقيد ابو راتب، ان ما حصل هو اشكال فردي بحت، وان الفصائل واللجان الامنية سيطرت على الموقف بأقل من دقائق بالتنسيق مع حزب الله وتم توقيف المشاركين في الاشكال·

ووجه رسالة لمن يسعى لزعزعة الامن في المخيمات بأن هذه المخيمات لن تكون ملجأ لزعزعة الأمن في لبنان الذي هو غال علينا، معلنا وضع كل الموقوين وكل التحقيقات في ايدي السلطات اللبنانية·

وفهم ان وزير الداخلية مروان شربل، وضع الرؤساء الثلاثة الذين كان يحضرون مؤتمر العنقودية في الاونيسكو بتفاصيل الحادث تباعاً·
 

السابق
الانباء: الفاتيكان وراء مواقف الراعي من أحداث سورية
التالي
في خطأ عابر..