الانباء: الفاتيكان وراء مواقف الراعي من أحداث سورية

وصف السفير الفرنسي ديميس ياتون زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى فرنسا بـ «المهمة» وقال بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ان كل المواضيع قد طرحت خلال زيارة البطريرك من المحكمة الدولية الى اليونيفيل وصولا الى الثورات العربية والوضع في سورية.

وأضاف: لقد كانت مناسبة ذكّر فيها المسؤولون الفرنسيون، بضرورة التزام لبنان بكل القرارات الدولية وان تتمكن الكتيبة الفرنسية العاملة مع القوات الدولية من التحرك بأمان خارج منطقة عمل اليونيفيل.

وعن الوضع السوري قال السفير الفرنسي ان البطريرك تناول الوضع في سورية بالإطار الاقليمي، مبديا قلقه حيال المأزق الذي يتخبط فيه نظام الرئيس الاسد، آسفا ان تكون زيارة الراعي الناجحة اثارت كل هذا الجدل والانقسام في صفوف اللبنانيين، مؤكدا ان الزيارة بالنسبة للفرنسيين كانت تاريخية وفق ما يقتضيه التقليد.

يذكر ان السفير ياتون رافق زيارة الراعي الى فرنسا والتي دامت اسبوعا وسيجول السفير الفرنسي على المرجعيات اللبنانية لوضعها في اجواء الزيارة من وجهة نظر بلاده.

ويلتقي الرئيس ميشال سليمان البطريرك الراعي في الديمان الخميس على هامش الاحتفال السنوي بحديقة البطاركة الموارنة ويطلع منه على الاجواء، بينما يلتقيه الرئيس ميقاتي الجمعة، في حين طلب أركان 14 آذار المسيحيون مواعيد للقائه.

واستمر الجدل حول تصريحات البطريرك في فرنسا، خصوصا دعوته لاعطاء الفرص للرئيس السوري بشار الاسد، ولربطه سلاح حزب الله بحل قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتركز الاخذ والرد حول خلفية هذا التحول في الاتجاه السياسي للبطريرك الراعي المعروف بتشدده لبنانيا وبكونه يقف على يمين البطريرك السابق نصر الله صفير. وقد طرحت «الأنباء» هذا السؤال على عدد من الشخصيات الوثيقة الصلة بالراهب المريمي الذي صار بطريركا، والتقت معظم الاجابات على ربط مواقفه هذه بالتوجهات الفاتيكانية الجديدة التي تستشعر خطر هجرة المسيحيين من سورية كما هجروا من العراق، ظنا بأن النظام السوري الأقلوي هو الأفضل لحماية الاقليات الدينية في سورية خلافا لرأي فرنسا.

وكان البطريرك الراعي استقبل الاعلاميين الملحقين بمقره في بكركي فور وصوله من المطار. وآثر عدم الدخول في الردود على المواقف التي صدرت بحقه، في ضوء ما نقل عنه في باريس. لكنه اوضح ان ما نقل عنه أُخذ مجتزأ من اطاره لذلك ُهم في غير محله، وانه لم يربط سلاح حزب الله بحق العودة، بل قال للفرنسيين: هل محكوم علينا ان تبقى إسرائيل على قلبنا والفلسطينيون عندنا.

وحول الموقف من سورية، الذي اثار اللغط الكثير، قال: لقد ابرزنا في باريس المخاوف من ثلاثة أمور: الانتقال من الانظمة التي توصف بالديكتاتورية الى انظمة متشددة. والخوف من الانتقال من السيئ إلى الأسوأ عبر حروب أهلية

ولاسيما ان المجتمعات مؤلفة من طوائف ومذاهب، ومخاطر التقسيم الى دويلات.

ولاحظ الراعي ان الرئيس ساركوزي لم يبد اي تحفظات على ملاحظاته هذه مذكرا بان بكركي لم تكن يوما مع اي نظام او ضد اي نظام، وجدد اسفه للنظرة السطحية التي تعاطى بها البعض مع مواقفه ازاء سورية وسلاح حزب الله.

الرئيس نجيب ميقاتي، قال ان كلام البطريرك الراعي عن حزب الله وسلاحه يعبر عن رأي غالبية اللبنانيين، لافتا الى انه في مسألة الاصولية والملف السني ثمة التباس، مفضلا ان يكون اللبنانيون حياديين.

ميقاتي وفي اطلالة متلفزة من قناة الجديد دعا حزب الله الى توكيل محامين للدفاع عن المتهمين الاربعة امام المحكمة الدولية معلنا أنه متأكد من براءة حزب الله في قضية الحريري.
 
حزب الله ورم لكن غير خبيث

كما برر ميقاتي ما ورد في وثائق ويكيليكس، من وصفه حزب الله بالورم، بالقول: هذا الكلام قيل على اساس ان اي مؤسسة تقوم مقام الدولة هي ورم، لكنه غير خبيث ويمكن استئصاله.

وقال ميقاتي: كل ما ورد على لساني قلته، لكن هناك بعض التحريف والاستنتاجات، وقال: الجميع تكلم في وقت من الاوقات وفي ظروف معينة وتمنى انهاء الجدل والسجال بين رئيس مجلس النواب نبيه بري و«المستقبل».

السنيورة: لا أوافق الراعي

الرئيس فؤاد السنيورة قال امس انه لا يوافق البطريرك الراعي على ما قاله في فرنسا، داعيا الى معالجة هذا الامر بحكمة وروية، واشار الى ان الرغبة في وجود ديموقراطية هدف يطمح اليه المسيحيون والمسلمون، ومصلحة الطرفين ان يقفا الى جانب الانتفاضات العربية.

وذكر السنيورة ان المسيحيين كانوا قياديين في كل العمليات التغييرية في المنطقة معتبرا ان هذا الموقف للراعي يتناقض مع الدور الذي لعه المسيحيون في السنوات الماضية، مؤكدا ان الضمانة الحقيقية لمكونات اي شعب لا تكون بربط مصائد مجموعة معينة بنظام او بشخص بل بربطها بما يؤمن استمراريتها من خلال نظام يؤمن الديموقراطية والحرية.

اما وزير الخارجية عدنان منصور فقد اعتبر ان موقف لبنان في مجلس الامن لن يكون مع اي قرار يدين سورية.

ورأى معارضون في هذا القول، استمرارا لربط لبنان بسورية، ووصفها اكثر فأكثر بالمواجهة مع الشرعية الدولية.

ووصفت صحيفة «المستقبل» الوزير عدنان منصور بانه وزير خارجية سورية، وليس لبنان، الذي سيدفع ثمن تواطؤ بعض الحكومة مع نظام الاسد. 

السابق
فتح وحماس تتابعان من بيروت خطوات تنفيذ المصالحة
التالي
اللواء: الخلافات السياسية تحاصر حكومة ميقاتي ·· وإنهيار الثقة بين حزب الله وجنبلاط