اعتصام للمتعهدين اللبنانيين أمام مقر الكتيبة الإيطالية في شمع


رفع أصحاب 14 شركة ومؤسسة لبنانية تعمل في مجال التعهدات، من وتيرة تحركهم أمس، في وجه «شركة كوجيم» الإيطالية، التي أعلنت عن إفلاسها قبل فترة، بعدما كانت قد نفذت أعمال بناء وبنى تحتية لحساب الكتيبة الإيطالية العاملة في «اليونيفيل»، في مقراتها الرئيسية في كل من شمع، ومعركة، والمنصوري. 
ويتحدث أصحاب الشركات والمؤسسات اللبنانية عن حقوق لهم تقارب مليوني دولار أميركي في ذمة الشركة المذكورة. واعتصموا مع عائلاتهم أمس، أمام مقر قيادة القوة الإيطالية في بلدة شمع، رافعين الشعارات التي تستنكر ما سموه «عملية النصب» التي تعرضوا لها من جانب الشركة، إضافة إلى صورة طفلة تمدّ يدها، وتحتها المثل الشعبي «كل الحق على الطليان». ونظم الاعتصام السلمي وسط إجراءات أمنية مشدّدة للجيش اللبناني وعناصر القوة الإيطالية المتمركزين في المنطقة، وجاء بعد سلسلة من التحركات والاتصالات، كانت شملت السفارة الإيطالية في بيروت، والقوة الإيطالية، والجيش اللبناني، وسياسيين، من دون أن تسفر عن أي نتيجة. 
وقال أحد أصحاب تلك الشركات، باسم «رابطة المتضررين» كامل حيدر: «إن شركة كوجيم، التي عملت لصالح الجيش الإيطالي بناء لعقود موقعة مع الشركات والمؤسسات اللبنانية، قد أعلنت إفلاسها بعد فترة من مغادرتها لبنان، وقد تلقى أصحاب الشركات كتبا من محكمة الإفلاس الايطالية، تبلغهم فيها بإفلاس شركة كوجيم، مذيلة بعبارة: أنتم أصحاب حق، لكن من يريد منكم أن يحصل على نسبة بين 4 و18 بالمئة من أصل المبلغ فليرسل لنا موافقته». وفيما أكد حيدر «رفض هذا الطرح»، الذي يحرم أصحاب الشركات من حقوقهم المشروعة، ناشد رئيس مجلس النواب نبيه بري «التدخل من أجل حلّ هذه القضية الإنسانية المحقة». 
من ناحيته، جميل عليان، وهو أحد متعهدي أعمال البناء، وله بذمة الشركة الإيطالية أكثر من ثلاثمئة ألف دولار، أشار إلى أن «أصحاب الشركات قاموا بتحركات عدة، لكنهم لم يلقوا آذانا صاغية، وتحديدا من جانب القوة الإيطالية، التي كانت تشرف بنفسها على كل الأعمال وعمليات التسليم». وقال: «نطالب بالحصول على حقوقنا، ونأمل أن يتم التجاوب مع مطالبنا بأسرع وقت ممكن»، مؤكداً أن «المتضررين سيواصلون تحركهم في كل الاتجاهات». 

وأشار أحد المتعهدين، من منطقة البقاع، باسيل لامبسوس الذي نفذ أعمال الحديد (هنغارات) بقيمة تتجاوز مئتي ألف دولار، إلى «ضرورة بتّ القضية، وإعطاء أصحاب الشركات حقوقهم، لا سيما أن عمال تلك الشركات، يطالبون أيضاً بأجورهم». بدوره المتعهد حسن حسين، الذي ما زال في بداية تطوير عمله في أعمال الكهرباء، لفت إلى أن حقوقه لدى شركة كوجيم تقارب خمسين ألف دولار أميركي. وأضاف: «نفذنا كل ما طلب منا من أعمال داخل مقرات القوة الإيطالية، وبعد انتهاء الأعمال لم نحصل على حقوقنا، بعدما غادر مسؤولو الشركة الأراضي اللبنانية إلى إيطاليا ثم أتى إعلان الإفلاس». 

وعلى هامش الاعتصام، وزعت قيادة القوة الإيطالية العاملة في إطار «اليونيفيل» بياناً، أعلنت فيه انه «ليس للجيش الإيطالي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالقضية»، مؤكدة أن «أصحاب الشركات وقعوا عقود عملهم مع الشركة الإيطالية الخاصة».  

السابق
هل خسرت 14 آذار الراعي وقباني؟!
التالي
هواجس وتساؤلات حول مقعد فلسطين في مخيم عين الحلوة