كلاب القطيع

شكلت الذكرى العاشرة للعملية الارهابية الكبرى في نيويورك وواشنطن مناسبة "عظيمة" لما تبقى من أنظمة استبدادية لإخافة مواطنيها من "الغول" الإسلامي ـ السلفي ـ الجهادي.
نزلت على الناس أطنان من الأحاديث والكتابات عن تنظيم "القاعدة" وعن تنظيمات "الاخوان" وما شابه ذلك في محاولة للقول: إذا لم تبقوا عليّ فسيأتي هؤلاء إليكم.
في الواقع، لم يقدم ذلك الصنف من التنظيمات الايديولوجية المتطرفة أي دليل على انه من هذا العصر، بل العكس كان صحيحاً والأمثلة كثيرة.

لكن هذا ليس كافياً للاقتناع بأن مقاومة الارهاب المتطرف تكون بالإبقاء على الاستبداد الذي باسم الانفتاح "الحضاري" أمعن في سحق كرامات الناس وآمالهم.

لا بأس هنا من إضافة بعض الطرافة في التذكير بذلك الذي ترك ابنه عند الحلاق لعمل يشغله وعندما عاد لاسترجاعه وجد الحلاق يلعب بقفاه. قال له ماذا تفعل؟ أجاب الحلاق: أليس هذا أفضل من ان يلعب الطفل بالشفرة؟
أي خيار هذا بين ان تلعب الشعوب بالشفرة وبين ان تلعب بأقفيتها الأنظمة الاستبدادية؟
لكأنما ليس هناك خيار ثالث ورابع وخامس. لكأنما خُلقنا في هذا الجزء من العالم لنكون عبرة لمن يعتبر أو لا يعتبر.
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" قالها عمر بن الخطاب يوماً ونكررها اليوم وكل يوم.

ليس هناك سوى طريق واحدة لأن نستحق أو لأن نسترجع انسانيتنا هي طريق الديموقراطية زائد العدالة الاجتماعية زائد التنمية.
وحدها هذه الطريق توصلنا الى مرتبة نستحقها، هي مرتبة البشر وغير ذلك.. يراد لنا ان نكون قطيعاً من الغنم تحرسه الكلاب.  

السابق
سورية تستحق مستقبلاً أفضل
التالي
مفاوضات جديدة..