رؤساء سابقون..ما المشايخ فصامدون!

دعا الوزير السابق غسان سلامة، اللبنانيين الى تجاوز فكرة انه ليس في أي بلد عربي رئيس سابق، للدلالة الى ديموقراطية يتيمة في هذا العالم العربي محورها، بل مركزها، لبنان.
تبدلت الأمور وصار زين العابدين بن علي رئيساً سابقاً، وصار حسني مبارك رئيساً سابقاً ويخضع للمحاكمة، وعلي عبد الله صالح رئيساً مجمداً في السعودية، وبشار الأسد قد يتحول رئيساً سابقاً، إما بالسقوط أو بالآليات الديموقراطية بعد حين.
لم يعودوا رؤساء مدى الحياة، وحتى الأنظمة الملكية والأميرية صارت مهددة في استمرارها وفي توريثها للأشقاء والأبناء والأحفاد.
ورغم كل ذلك سيبقى في لبنان نظام يحمي الوراثة السياسية بل ويضمن استمرارها، وسيظل الناس هنا ينادون "بك" و"أفندي" و"الشيخ" و"المير" و"السيد"… ويعمد لبنانيون الى التقدم بدعاوى قضائية لإضافة اللقب الى أسمائهم بعدما "سقط في التاريخ" كما يقولون، وهو حق لهم.
ويل لهذه الأمة التي فاخرت بأنها صدّرت الديموقراطية الى المحيط، وانها بدأت ثورتها في 2005 لتصيب العدوى آخرين! ويل لها لأنها صدّرت الحرف أيضاً، ولكنها صارت تنام على أمجاد غابرة.

القذافي في كتابه الأخضر تنبأ بنهايته؟

في كتابه الأخضر تحدث "العقيد" معمر القذافي عن نظريات عدة لرؤيته للحكم في "الجماهيرية الليبية الإشتراكية العظمى"، وأبرز شعار كان يرفعه في الإعلام واللافتات والإحتفالات الكبرى للدلالة الى انه واحد من أفراد الشعب الليبي، وانه لا يملك أي صلاحيات في الحكم، بل هي الهيئات الشعبية التي ترسم الخطط وتقرر ما تشاء لحاضرها ومستقبلها. الشعار هو "السلطة الثروة، السلاح بيد الشعب"… وظل هذا الشعار معلقاً مدة 40 سنة، اذ لم تكن السلطة يوماً في يد الشعب الليبي، بل كان القذافي يحكم وفق القول الشعبي "بالجزمة"، ولم تكن الثروة للشعب، اذ أظهر سقوطه القصور الفارهة التي يملكها وأبناؤه، فيما كثيرون من شعبه لا يملكون المأوى ولا يجدون مأكلاً.
وأما السلاح الذي كان يتحدث عنه لتهديد الغرب والعرب به، فهو أيضاً لم يكن في متناول أحد، اذ كان "العقيد" يخاف بإستمرار من حركة انقلاب ضد حكمه الظالم، حتى الإعلام رأى فيه سلاحاً فتاكاً، فعمد الى تأميم محطة تلفزيونية واذاعة "أف أم" يملكها نجله سيف الإسلام، بعدما لاحظ رواجهما في الأوساط الشبابية، فلم يجرؤ على السفر خارج البلاد قبل تنفيذ التأميم كضمانة لعدم الإنقلاب عليه.
لقد كان "العقيد" المتخفي عالماً بمكامن القوة في المجتمع، وأشار اليه في كتابه الأخضر، وعندما تحولت نظريته واقعاً "بيد الشعب" هرب كالجرذ، كما وصف الثوار، الى الصحراء يختبئ هناك ويراجع نظرياته، وربما يفكر في سحب "الكتاب الأخضر" من الأسواق، أملاً في ان تعود عقارب الساعة الى الوراء.

Costume المدارس والقرطاسية

استمعت الى أهالٍ يشكون عبر برنامج اذاعي بدل القرطاسية في المدارس الخاصة الذي بلغ نحو 300 ألف ليرة، ولا يقابله الا دفاتر قليلة لا تتجاوز قيمتها العشرين ألف ليرة، الى الأجندة السنوية بقيمة عشرة آلاف ليرة، مما يعني عشر المبلغ المسدد من التلميذ.
أضف الى ذلك اللباس الموحد المفروض من ادارات المدارس، وقد وصفه أحد الأهالي بأنه "أسوأ نوع سيء" اذ ان ابنه "الشيطان"، كما قال، يحتاج الى ثلاثة costumes في العام الدراسي الواحد، ولا يجوز ابتياعها الا من المدرسة، في حين ان ثياباً مماثلة تباع في الأسواق بنحو نصف القيمة.
ستجد ادارات المدارس حتماً الذرائع للرد على هذه الكلمات، وستقول للأهالي ان في امكانهم نقل أبنائهم الى مدارس أخرى أقل تكلفة. هذا صحيح، لكن الصحيح أيضاً ان الكثير من المدارس، وليس كلها، صارت مؤسسات محض تجارية.

  

السابق
“الأركتيك”… يَدقّ ناقوس الخطر!!!
التالي
دورة تدريبية حقوقية لطلاب فلسطينيين في منطقة صور