تيرو جينس.. باب أمني عبر مراقبة مواقع المقاومة

في ظل التركيبة الأمنية المعقدة، التي يقوم عليها كيان العدو الصهيوني، ومؤسساته، يبرز الحقل الأمني، كواحد من أكثر الحقول رواجاً ونجاحاً، والذي تعتمد عليه «اسرائيل» في سياسة خرق المجتمعات وتخريبها من الداخل، وذلك في التوازي مع سياسات التقسيم العامة التي تنتهجها «اسرائيل» بحق المجتمعات المستهدفة، عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.

تيرو جينس Terrogence هي واحدة من شركات الاسترزاق «الإسرائيلية» التي تتاجر بالمعلومات الأمنية، حيث تمثل عملية التجسس على المعلومات الأمنية مصدر دخل لهذه الشركة التي تبيع المعلومات التي تجمعها لأجهزة الاستخبارات المختلفة.
تقوم Terrogence برصد المواقع الفلسطينية والعربية وبيع معلوماتها لمن يدفع أكثر!

تعريف :
تعرف شركة Terrogence الإسرائيلية نفسها على أنها شركة خاصة في مجال الاستخبارات الالكترونية، وهي بالأساس تهتم بمراقبة ما ينشر على صفحات الإنترنت من معلومات وترجمتها وتحليلها واستخلاص النتائج منها، تضم الشركة 20 موظفاً مثبتاً وعشرات الموظفين والمترجمين المتعاقدين، المتمكنين من اللغات: العربية والفارسية والانجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية وغيرها.
كانت الشركة تعمل تحت أسماء عدة منها Hazard Threat Analysis أي تحليل التهديدات الخطرة، تأسست هذه الشركة على يد غادي أفيران.

أما غادي أفيران، فهو ضابط سابق برتبة ميجور تصفه الصحف «الإسرائيلية» بأنه أحد كبار الخبراء اليهود في القنابل والعبوات الناسفة، وأحد الباحثين السابقين في شؤون «الإرهاب» في شعبة الاستخبارات العسكرية.
وبعد خدمته لخمس وعشرين سنة ترك الوظيفة الرسمية وبدأ يعمل كمرتزق لمن يدفع أكثر، فأسس في تشرين أول 2004 شركته الجديدة Hazard Threat Analysis، وذلك بالتعاون مع بعض معارفه السابقين من الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية»، وعلى رأسهم كل من: شاي شيلر ودورون ديبي وشاي عربيل.
كما يعمل معه المدير العام، أفيرام هليفي، نائب قائد "دورية رئيس الأركان"، وهي الوحدة المختارة في الجيش التي تنفذ أخطر العمليات العسكرية وراء «خطوط العدو»، والباحث العسكري ميكي سيغال، الخبير في الشؤون الإيرانية والطائفة الشيعية بشكل عام، وغال ونتسان، وهما خبيران في المتفجرات، ونوعام وهو باحث وخبير في انتاج الأسلحة غير التقليدية.
 
.  
إنشاء الشركة :
توفر الشركة خدمات لوجستية لمتتبعي الجهاد و المقاومة خاصة ما يسمى بالجهاد العالمي (القاعدة)، و تنقسم خدماتها إلى فروع رئيسية عدة:
خدمات التقارير الدورية، و تضم :
مشروع هايدرا: رصد وتحليل للمواقع والمنتديات الإسلامية والجهادية خصوصاً والمشاركات و المواضيع المنشورة فيها.
العدسة المكبرة: تحليل وربط بيانات لكبار النشطاء الجهاديين على الإنترنت.
موبيوس: إصدار تقديرات بشأن القدرات والإمكانيات اللوجستية للمنظمات الإسلامية.
الكيمياء: تحليل المنشورات المتعلقة بالتفجيرات وشروحات المواد الناسفة على الإنترنت.
مشروع HIWIRE – : الواجهة البشرية لخدمات البحث الاستخباري على الإنترنت:
وتضم تحتها برنامج بحوث المصادر المفتوحة للمجال الاستخباري، و برنامج التقنيات البشرية المحسنة.
من أجل كل ما سبق تقوم الشركة بعملها على جزئين :
جمع و ترجمة المعلومات.
 تحليلها وإجراء الأبحاث عليها بهدف إصدار التقارير إلى الزبائن المشتركين.
كما تقدم الشركة خدمات الدعم الفني، وعمل برامج، والتدريب على رصد المواقع الإسلامية ومحاولة شرح كيفية تفكير العرب والمسلمين لأعدائهم، وتقيم لذلك ورشات عمل، وقام أفيران بنفسه إعطاء دورات كهذه في أميركا وقامت بعض المواقع الأمنية الأميركية بالتسويق له باعتباره خبيراً عالمياً في مكافحة ما يسمى بـ«الإرهاب»! ومن أمثلة البرامج التي تقيمها الشركة برنامج الجهاد 2- من الافتراضي إلى الواقعي (Jihad 2.0 – From Virtual to Physical) وهو برنامج جرى تسويقه على مدى واسع، في كل مجتمعات العالم، خصوصاً في أوروبا، وذلك عبر تهويل مخاوف هذه المجتمعات من «الإرهاب»، الذي تزرع «اسرائيل» أساساته في ذهنية المجتمع، كطريقة «ذكيّة»، لتعميق التقاء المصالح والسياسات.

مهام أمنية أخرى:

العمل على اختراق مواقع البريد الإلكتروني ومنتديات الانترنت للمئات من الحركات الفلسطينية والتنظيمات الاسلامية في العالم من خلال الاحتيال الإلكتروني، وإنشاء اشتراكات وعضويات في المنتديات تحت أسماء وهمية، تهدف للوصول لمعلومات ذات اهمية تفضي إحباط عمليات عسكرية وعمليات إلكترونية مقاومة.

تقديرات وهمية
رغم محاولة الشركة تقديم نفسها كشركة مهنية تبيع ما يرصد على المواقع الفلسطينية والجهادية لأجهزة أمنية غربية وشرقية، إلا أن عملها لا يخلو من شبهات النصب و الاحتيال، حيث أن كثيراً من التحذيرات التي تسوقها لزبائنها توجد شبهات بأن من نشرها في الواقع مرتبط بالشركة من أجل تسويق التهديدات لدى الأجهزة الأمنية الزبونة، وفي 95% من الحالات يثبت أن هذه التهديدات غير حقيقية وليست ذات جدوى، بل إن بعض زبائن الشركة تخلّوا عنها بعد أن تبين كذب المعلومات التي توردها الشركة والمبالغة الكبيرة فيها.
والحقيقة أن سياسة الشركة هي جزء من سياسة الكيان الصهيوني الذي حاول دائماً تصوير الفلسطينيين كأعداء همجيين وحاقدين لكل من يخالفهم على وجه الأرض، خصوصاً أن عناصر الشركة هم من مرتزقة الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية» 

السابق
تصدع نظرية المؤامرة
التالي
إسرائيل.. أسوأ من الأبرتهايد