النهار: الراعي العائد يردّ على الاجتزاء و التحوير: لسنا مع أي نظام ولسنا ضد أي نظام

هل تضع عودة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى بيروت وتوضيحاته للمواقف المثيرة للجدل التي عبر عنها خلال زيارته لفرنسا، وحتى انتقاداته لما وصفه بالاجتزاء والتحوير لتصريحاته او للتفسيرات التي لم تكن في محلها، حداً لردود الفعل على هذه المواقف واكبت أسبوع الزيارة البطريركية لفرنسا؟
الواقع أن البطريرك الراعي لم ينتظر ما تردد عن رغبة كثيرين في لقائه لشرح حقيقة مواقفه، بل حرص فور عودته على عقد لقاء اعلامي مصغر حضرته "النهار" ورغب عبره في تفصيل بعض ما لم يقله في كلامه لدى وصوله الى مطار بيروت الدولي.

ورأى في هذا اللقاء ان كلامه في فرنسا "اجتزئ وأخرج من اطاره ولذلك فُهِمَ على غير محله او تم تحويره". وإذ كرر التعبير عن تقديره للاستقبال الفرنسي الرسمي له وحرص المسؤولين الفرنسيين الكبار وفي مقدمهم الرئيس نيكولا ساركوزي على استيضاح موقف البطريركية المارونية التي تربطها علاقات تاريخية بفرنسا، مما يجري في لبنان ومحيطه والمنطقة، أعلن انه ركز في محادثاته مع المسؤولين الفرنسيين على ثلاثة أمور هي: "أولا اننا مع الاصلاح في العالم العربي على كل المستويات بما فيها المستوى السياسي وفي كل الدول العربية بما فيها سوريا، كما أننا مع مطالب الناس بحقوقهم وبالحريات العامة. ثانيا اننا لسنا مع العنف من أي جهة أتى (…). وثالثا لسنا مع أي نظام أو ضد أي نظام ولا ندعم أي نظام".
وتساءل "عما كان عليه الموقف الدائم لبكركي من النظام السوري، إذ لم تقل مرة انها ضده ولم تقل مرة انها معه بل وقفت ضد الوجود السوري في لبنان على قاعدة الجيرة الطيبة والعلاقات الاخوية من دون تدخل منها في الشأن اللبناني، والعكس صحيح".
وذكر البطريرك الراعي "اننا أبرزنا مخاوفنا من ثلاثة أمور ايضا هي الانتقال من الانظمة القائمة التي تتصف بالديكتاتورية الى أنظمة متشددة (…) وتاليا فإن الخوف هو من الاختيار بين السيئ والأسوأ، كما نخشى ان نصل الى حرب أهلية، لأن مجتمعاتنا مؤلفة من طوائف ومذاهب (…) ولا يمكن ان ننسى احتمالات التقسيم الى دويلات مذهبية يذهب ضحيتها المسيحيون ايضا". واشار الى ان المسؤولين الفرنسيين أخذوا ملاحظاته في الاعتبار "ولم يبد الرئيس ساركوزي أي تحفظات"، لافتا الى "أنني تحدثت عن مخاوف للاستدراك وليس للتأكيد ان هذه الامور ستحصل" (راجع صف2).

وعلمت "النهار" ان لقاء سيجمع رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الراعي الخميس في الديمان على هامش مشاركتهما في الاحتفال السنوي في حديقة البطاركة. كما أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي سيلتقي البطريرك الراعي الجمعة في الديمان.
 
ميقاتي و"حزب الله"
وأعلن ميقاتي في حديث أدلى به مساء أمس الى محطة "الجديد" التلفزيونية، انه اتفق مع البطريرك الراعي على "لقاء مطول للاستبيان منه شخصيا عما قيل في باريس، لأن كلامه هناك فيه شقان، الاول المتعلق بالسلاح المقاوم وهذا لا مشكلة فيه لأن هناك إجماعا وطنيا حوله. أما الشق الآخر فيتعلق بالكلام عن السنة وأريد استيضاح البطريرك هذا الكلام".

وفي سياق آخر دعا ميقاتي للمرة الاولى "حزب الله" الى توكيل محامين للدفاع عن المتهمين منه أمام المحكمة الخاصة بلبنان. وإذ كرر تمسكه بالتزام لبنان القرارات الدولية قال: "أنا أرى المخاطر تماما ولن أسمح بأن يتعرض لبنان للخطر، لبنان ملتزم القرارات الدولية وغدا لناظره قريب وكل أمر في أوانه"، في اشارة الى وفاء لبنان بالتزاماته حيال تمويل حصته من موازنة المحكمة". وأضاف: "لأنني متأكد من براءة حزب الله أدعوه الى تعيين محامين للمتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري".
أما بالنسبة الى الموقف اللبناني من التطورات في سوريا، فقال: "موقفنا في الحكومة من اليوم الأول هو تحييد لبنان عن الانعكاسات التي يمكن أن تنجم عن التطورات في المنطقة ونحن لن نتدخل في الشأن السوري ونتمنى للشعب السوري ما يتمناه لنفسه". وعن موقف لبنان في مجلس الامن في الشأن السوري قال: "لن نأخذ أي قرار ضد سوريا واذا كان هناك إجماع وصدر قرار عن مجلس الامن فلا يمكننا أن نكون انتقائيين في التزام الشرعية الدولية". واعترف بصحة ما نقلته عنه وثائق ويكيليكس من حيث وصفه "حزب الله" بأنه "ورم". وقال: "ما نقل عني صحيح وجرى حديث في هذا الموضوع وانا قلت إن "حزب الله" ورم لكنني أكدت أنه ورم غير خبيث وهناك تحريف جرى من جانب من نقل الكلام". 

السابق
البناء: صدمة داخل 14آذار من مواقف بكركي … والمرَدَه يؤكّد: ينفّذون أجندة أميريكية
التالي
الحياة: كلام الراعي عن المسيحيين والسلاح يشغل بال المعارضة وسليمان لا يدعو لحوار من دون الحريري