الانباء: الراعي يدافع عن موقفه من أحداث سورية.. وشمعون ينصحه بأكل الزعتر!

عاد البطريرك الماروني بشارة الراعي الى بيروت، امس الاحد آتيا من باريس ليجد في استقباله عاصفة من التصريحات السياسية المعارضة لمواقف اعلنها في العاصمة الفرنسية، من سلاح حزب الله الذي ربطه بعودة الفلسطينيين الى ديارهم، ومن الوضع في سورية حيث دعا الى منح الرئيس بشار الاسد الفرصة للاصلاح.

والى جانب ردود الفعل الحادة من قبل مسيحيي 14 آذار في لبنان ومغالطة الرئيس الفرنسي ساركوزي لآراء الراعي، كان هناك رأي مصدر أميركي مسؤول نشر أمس، وهو لا يقل حدة وصراحة.

في مطار بيروت تحدث البطريرك الى الصحافيين واصفا الاعلاميين بـ «أنبياء» هذا الجيل، لكنه سجل عليهم انهم يجتزئون الامور ولا يقولونها بكاملها ومأخذي على القراء، في معظمهم او أقلهم او بعضهم انهم يكتفون بالعنوان ولا يقرأون الباقي.

البطريرك الراعي الذي كرر توجيه التحية لفرنسا شعبا ورئيسا ابدى اعجابه بهذه الدولة المنظمة والجدية والمسؤولة، وفي رد ضمني على الحملة التي استهدفته قال: علينا ان ننظر الى الامور بعمق والا نكون جماعة انتهاز، لان البطريرك الماروني يتكلم بموضوعية، واضاف: انا لا اسوِّد صفحة احد، ولا اشتكي على احد، لست رجل شكوى وتشكى، ومعظمنا ينظر الى الامور بسطحية ومن دون مسؤولية.

ورفض الراعي الرد على اي سؤال مكتفيا بالبيان الشفهي الذي ادلى به.

وبالعودة الى ردود الفعل على تصريحاته نقل مراسل «النهار» البيروتية في واشنطن عن مسؤول اميركي بارز، لم يسمه استغرابه الشديد لتصريحات الراعي المتعلقة بالانتفاضة الشعبية في سورية، ولموقفه من سلاح حزب الله، واعتبرها غير مبررة ومتهورة، اضافة الى انها تضر بسمعته وبمنصبه.

وانتقد المسؤول الاميركي اشارات البطريرك الى ان الانتفاضة السورية ستؤدي الى سيطرة التيار الاسلامي السني والمتشدد على سورية، ورأى ان هذه الادعاءات تمثل الدعاية النافرة للنظام السوري، وان اي مراقب يدرك ان المشهد السوري يختلف عن هذه النظرة المبسطة وغير الواقعية.

اما تصريحات الراعي حول سلاح حزب الله وربط تخلي الحزب عن سلاحه بحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين هي بمثابة مباركة منه لبقاء السلاح بيد الحزب الى امد مفتوح، مشيرا الى ان على البطريرك الماروني ان يدرك، ما يدركه الكثيرون في لبنان، وخارجه من ان سلاح حزب الله لا علاقة له بالدفاع عن لبنان، انما هو امتداد للنفوذ الايراني.

وواضح ان كل الامور اللبنانية الاساسية مرتبطة بتطورات الاوضاع في سورية، وسط انطباعات مختلفة بين فريق 8 آذار الذي يرى الوضع السوري مستمرا على حاله، وفريق 14 آذار الذي يرى ان النظام السوري في طريق الافول.

ويؤخذ باعتبار اللبنانيين الموقف التركي الحاسم، والموقف الروسي القابل للتبدل، الى جانب المراوغة الصينية والايرانية على حد مصدر ديبلوماسي في بيروت.

ومن تداعيات الواقع السوري الراهن، جاءت المواقف الاخيرة للبطريرك الراعي وما اثارته من جدل وتحفظات، ستكون على الطاولة في لقاءاته السياسية العاجلة في بيروت.

النائب مروان حمادة المستقيل عن جبهة النضال الوطني والذي كان ضحية موجة الاغتيالات التي استهدفت لبنان بدءا من الرئيس الشهيد رفيق الحريري قال انه بصدد الاجتماع الى البطريرك للوقوف على خلفية معلوماته وما إذا كانت لديه معلومات غير معلوماتنا ومعلومات ساركوزي واردوغان.

ولفت حمادة الى اعتقاده بأن لا نية لدى النظام السوري بالإصلاح، ونحن نوافق الرئيس ساركوزي على ان نظام الأسد انتهى.

وقال: هناك عائلة تسلقت عبر الدبابات على الحزب ومنه على سورية، وقتلت من العلويين من قتلت، وبالتالي يتعين تصحيح الانطباعات، وإزالة الاعتقاد بأن حماية الأقليات في الاقطار المحيطة بسورية تكون بحماية النظام القائم في سورية.. هذه الاقلية ضمن الأقليات في سورية لن تحمي الاقليات في مكان آخر، بل ستكون قضاء على الاقليات وعلى الوحدة الوطنية ايضا.

بدوره رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون ابدى دهشته من الفارق الكبير بين خطابات البطريرك الماروني بشارة الراعي السابقة، وخطاباته الحالية في باريس.

شمعون وفي مداخلة إذاعية استغرب هذا التحول المفاجئ، متسائلا عمن يكون قد اعطى البطريرك المعلومات التي جعلته يصرح بما صرح به، مطالبا البطريرك بالتخفيف من تصريحاته، لأنه كلما أطال بالكلام اخطأ.

ونصح شمعون البطريرك الراعي بأكل القليل من «الزعتر» لينشط ذاكرته ويسترجع ما فعله حكم الوصاية السورية في لبنان.

بالمقابل دعا النائب ابراهيم كنعان عضو تكتيك الاصلاح والتغيير، البطريرك الراعي الى اكمال مسيرة الصليب من اجل لبنان والمسيحيين، بعيدا عن الاحداث العالمية والديماغوجيات والتهجمات التي يتعرض لها.

عضو الكتلة عينها النائب نبيل نقولا، قال ان كلام البطريرك هو لحماية المسيحيين وليس تدخلا في السياسة الداخلية في لبنان وسورية.

الأب كميل مبارك رئيس جامعة «الحكمة» كان أول كاهن ماروني يعلن دعمه للمواقف البطريرك، وقد ابلغ «صوت المدى» الناطقة بلسان التيار العوني ان الهاجس الرعوي يجعل من البطريرك الماروني يحمل هم المسيحيين في كل المنطقة» ودعا السياسيين الى الادراك بأن الهم الرعوي يلبس احيانا الملابس السياسية.

بالمقابل فإن النائب الكتائبي فادي الهبر، أكد على حق البطريرك باعطاء رأيه في اي ملف، لكن مواقف الراعي جاءت خارج الاطار السليم هذه المرة.

واضاف الهبر يقول ان الكلام عن ربط سلاح حزب الله بعودة الفلسطينيين هو كلام بازار سوري وبازار حزب الله.  

السابق
هاشم: الراعي قارئ جيد لدقة المرحلة
التالي
اللواء: ميقاتي يؤكد أن تمويل المحكمة قائم وكلام عون ضد الموظفين السنَّة غير مقبول