نفقٍ جديد تحت الماء في جعيتا

لبنان يسابق الزمن عبر الولوج في الأعماق، متحديّاً الغرب في أصالة أرضه، وما تخبئه من مكنونات طبيعية، تضعه في المراتب الأولى عالمياً، على الرغم مما اعتراه من حروب ومآسٍ وويلات، التي ربما لو انتفى وجودها، لاستعجل لبنان هذا التبوّء العظيم.

في الماضي البعيد، كان اللبنايون يتغنوّن بمغارة جعيتا عبر البطاقات البريدية، وفي الماضي القريب، سَهُلَ هذا التغنّي، حيث استغل اللبنانيون صفحات الشبكة العنكبوتية «الانترنت» لنشر جمال هذه المغارة ومناظرها الخلابة، أما اليوم فالآتي كان أعظم، مغارة جعيتا تتحدى العالم لتصبح إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، حيث نافست مئات «الأخصام»، لتواجه منذ مدة منافسةً 441 معلماً، ثم انتقلت لتكون خصماً «عنيداً» لـ 28 معلماً وصلت إلى التصفيات النهائية قبل 11/11/2011.
لكن ما فاجأ اللبنانيين، والعالم ربما، أن هذه المغارة اختارت الوقت المناسب، لتزيد من عناصر عجائبها، ومن جماليتها، حيث اكتشفت معالم أخرى في عمقها، معالمٌ لن تستغل سياحياً «إلى الآن» نظراً لخطورة الولوج إليها، وستقتصر الاستفادة على «الطاقة والمياه».

في لبنان، الطبيعة تتحدى العالم، وفي لبنان الدولة تتحدى طبيعته، فتهملها تارةً، و«تقصف» عمرها تارةً أخرى، عبر السماح بتدمير هذه الطبيعة بالكسارات والمحافر، عسى أن يكون هذا الاكتشاف الجديد في مغارة جعيتا، دافعاً قوياً للدولة كي تنظر في أمر لبنان وطبيعته، وتستثمر غناه بما فيه مصلحة للوطن.   

السابق
نام تحت الباص للتهرب من دفع غرامة
التالي
كبـرتُ فـي الضاحيـة