البناء: ارتياج لمواقف الراعي … و14آذار تنقلب على بكركي

من المتوقع ان تنشط الحركة الحكومية في غضون الفترة القريبة سعيا وراء تفعيل العمل الحكومي على مستويات مختلفة، بعد ان ثبت ان الخلاف او التباين حول بعض التفاصيل المتصلة بقضايا مطروحة للمعالجة مثل خطة الكهرباء، لن تهز التضامن الحكومي، ولا الرغبة في انجاز العديد من الملفات المستعجلة وتلك المتراكمة منذ سنوات عديدة، او التي لم يعد تأجيلها مفيدا للبلاد، بدءا من ملف التنقيب عن النفط الغاز في المياه الاقليمية اللبنانية.
إلا أن مصادر سياسية بارزة أكدت أن ملف التعيينات الإدارية سيعاد وضعه على نار حامية انطلاقا من الحاجة الى إنجاز هذا الملف وبالدرجة الاولى اقرار بعض التعيينات الضرورية في عدد من المواقع الادارية والأمنية بما في ذلك تعيين المحافظين وبعض المدراء العامين.
وأوضحت المصادر ان اتصالات بعيدة عن الأضواء سُجّلت في الساعات الماضية وستستكمل في غضون الأيام القليلة المقبلة، بهدف التوافق على دفعة جديدة من التعيينات، مرجحة ان يقر مجلس الوزراء الاربعاء المقبل بعض التعيينات اذا ما انجز الاتفاق حولها. كما أشارت الى ان كل المعنيين باتوا مقتنعين بالحاجة الى هذه التعيينات لما لها من مردود ايجابي على عمل الإدارات والمؤسسات العامة.
أوساط رئيس الحكومة
وقالت مصادر قريبة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان موضوع التعيينات سيستكمل وهو مطروح على جدول أعمال الحكومة، والأمور تسير في الاتجاه المطلوب.
كما أوضحت ان موضوع الموازنة سيكون من اهتمامات الحكومة في الفترة القريبة، حرصا منها على انجازها في الفترة القانونية المحددة لذلك.
وعلم في هذا الاطار، ان وزير المال محمد الصفدي سيعقد سلسلة اجتماعات اعتبارا من اليوم مخصصة لموضوع الموازنة.
أسئلة حول تمويل المحكمة
في مجال آخر، من المتوقع ان يكون موضوع تمويل المحكمة الدولية احد الملفات المطروحة أمام الحكومة انطلاقا من ضرورة حسم هذ الموضوع، في ضوء اللغط الحاصل حول تمويلها ومطالبة الاميركيين والغرب بأن يواصل لبنان تمويل المحكمة على حساب الكثير من الامور الضرورية الداخلية التي تحتاج الى تمويل ومعالجة.
وذكر مصدر وزاري، ان هذا الموضوع مطروح انطلاقا من مطالبات وفود المحكمة التي زارت لبنان أخيرا والتي تضغط على الحكومة من اجل اقرار "حصة لبنان" التي كانت قد أقرتها حكومة السنيورة من دون اي مسوغ قانوني.
وقال المصدر ان هناك 38 مليون دولار لم تدفع في عهد حكومة سعد الحريري. كما ان هناك مبلغا مماثلا مستحقاً عن العام الحالي، لكن لم يتقرر اي شيء على الصعيد الحكومي بهذا الخصوص. اضاف المصدر الوزاري ان حسم هذ الملف مطروح امام الحكومة، لكن من المبكر الحديث عن الوصول الى مخارج، لأن هذا الملف يعالج بعيدا عن الأضواء للوصول الى حلول مقبولة من الأطراف المشاركة في الحكومة.
مصدر وزاري آخر، شدد من ناحيته، على ضرورة اتخاذ مواقف واضحة في هذا السياق لا تُحمِّل لبنان تبعات مالية، خصوصا بعد الشكوك التي تثار حول عمل المحكمة وما تقوم به من تسييس لعملها، وبالتالي تحولها إلى اداة لاستهداف المقاومة وخلق الفتنة بين اللبنانيين.
ارتياح لمواقف البطريرك الراعي
في هذا الوقت، تركت مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الأخيرة في باريس ارتياحا لدى معظم القوى السياسية والشعبية والحزبية كونها وضعت الأمور في نصابها بما يتعلق بتوجهات بكركي من قضايا كبرى مثل النظرة الى سلاح المقاومة او ما يتعلق بالوضع في سورية.
ومما يذكر ان البطريرك الراعي كان قد أكد ان "حزب الله يقاوم "إسرائيل" التي تحتل الأراضي اللبنانية، ونقول للمجتمع الدولي لماذا لا تطبقون قرارات مجلس الأمن التي تنص على انسحاب "إسرائيل" الكامل من الأراضي اللبنانية لسحب ذريعة سلاح حزب الله".
وبخصوص الوضع في سورية، قال ان "الرئيس الأسد منفتح وقد اطلق سلسلة من الإصلاحات السياسية ويجب اعطاؤه فرصة اضافية للحوار الداخلي ولدعم الإصلاحات الضرورية".
ولاحظت مصادر سياسية مراقبة، ان مواقف البطريرك الراعي تصب في خانة تهدئة الأمور في لبنان. وفي الوقت نفسه تزعج فريق "14 آذار" بدءا من "تيار المستقبل" الذي يقود حملة توتير واسعة على خلفية النصائح التي يتلقاها من الاميركيين لتشويه سمعة سلاح المقاومة. كما ان مواقف البطريرك من الوضع في سورية تقطع الطريق على محاولات بعض أطراف "14 آذار" التدخل في الشأن السوري وحتى تمويل وتسليح بعض المجموعات المسلحة .
إنزعاج "القوات" و"الجماعة"
لكن بعض اطراف "14 آذار" بدءا من "القوات" اظهرت انزعاجا شديدا من مواقف البطريرك الراعي، وكذلك ظهرت مواقف مماثلة من "الجماعة الإسلامية".
وادعى نائب رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات" النائب جورج عدوان ان مواقف البطريرك الراعي هي "تبرير لوجود سلاح خارج الدولة".
وحاول عدوان تحريف موقف الراعي من الوضع في سورية وقوله ان "تصوير المسيحيين كأنهم طرف في سورية لا يخدم المسيحيين"، بينما في حقيقة الأمور من يتدخل في الشأن السوري هي "القوات" وحلفاؤها.
كذلك أبدت "الجماعة الإسلامية" انزعاجها من تأكيد البطريرك ان اي تغيير في سورية سينعكس سوءا على العلاقة بين اللبنانيين". واعتبرت ان "هذا ما يدحضه التاريخ الطويل".

أردوغان يكشف عن وجهه الأميركي
في هذا الوقت، لم تفلح كل محاولات الابتزاز والتآمر التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بالتناغم مع بعض انظمة الخليج، وصولا الى نظام أردوغان في زحزحة ثبات الشعب السوري وراء قيادته، وفي التأثير في الدور الوطني الذي يقوم به الجيش السوري، على الرغم من كل محاولات التحريض واثارة الأكاذيب حول الوضع في سورية والتي كان آخرها يوم امس ما صدر عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بزعمه ان "ظلالا تخيم على شرعية الرئيس الأسد ونظامه".
ويبدو، بحسب المراقبين، ان أردوغان لجأ الى تمثيلية طرد السفير "الإسرائيلي" في تركيا بهدف تبرير تصعيد الموقف ضد سورية، بعد ان تكشف مدى ارتباط نظام انقرة بالمشروع الأميركي في المنطقة ومحاولات أردوغان التفتيش عن دور في المنطقة العربية بعد ان اقفل الاتحاد الأوروبي الأبواب أمام دخوله إليه.
وقد حذّر أردوغان الرئيس السوري مما وصفه "أن حكمه قد ينتهي بشكل دامٍ، إذا استمر في قمع الاحتجاجات"، وزعم أن: "مَن جاء بالدم لا يخرج إلا بالدم".

وأدعى أردوغان، في حديث لقناة "الجزيرة": "إن ظلالاً تخيّم على شرعية الرئيس السوري ونظامه"، مشيرا الى أنه ليس على اتصال بالأسد ولا يعتزم الاتصال به بعد الآن". ورأى أن "الأسد ومن حوله أدخلوا سورية في وضع لا يمكن الخروج منه"، ولفت إلى أن "تركيا ستقول كلمتها النهائية بشأن هذه الأزمة".
روسيا تكرر رفضها التدخل الأجنبي
في المقابل، جددت روسيا رفضها أي تدخل أجنبي في شؤون سورية. وقال رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس الاتحادي الروسي ميخائيل مارغيلوف ان بلاده لن تؤيد التدخل الخارجي في سورية.

وأعلن مارغيلوف بعد محادثات اجراها مع وفد من "المعارضة السورية" بقيادة عمار القربي رئيس ما يسمى "المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان".
ان "الشعب السوري بنفسه ودون تدخل خارجي لديه الحق والوسائل لحل المشاكل التي تواجه المجتمع السوري".

واضاف: "نفهم تماما ان تكرار السيناريو الليبي في سورية سيكون غير مقبول على الاطلاق". واكد ان بلاده "ستبذل اقصى جهد حتى لا تتبع سورية السيناريو الليبي".

 
تحريف تصريحات الرئيس الإيراني
وأمس، أكدت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن "بعض وسائل الإعلام الأجنبية المغرضة قامت بتحريف تصريحات الرئيس محمود أحمدي نجاد لقناة "ار بي تي" البرتغالية حول تطورات الأوضاع والأحداث في المنطقة".
وأوضحت الوكالة أن "الرئيس أحمدي نجاد قال في تصريحه لقناة "ار بي تي" في رده على سؤال حول الأحداث في سورية إن إيران ترى أن المشكلات القائمة تنبغي معالجتها من الحكومات والشعوب، مشدداً على أن تدخل قوات حلف شمال الأطلسي العسكري لا يحل المشكلة". ‏
وقال أحمدي نجاد إن "التهديدات الأميركية لسورية هي تدخل صارخ في شؤونها الداخلية"، مؤكداً أن "هذا التدخل ليس لمساعدة الشعب السوري بل لإنقاذ الصهاينة ومصالح أميركا". ‏
وأكد الرئيس الإيراني أن "بإمكان شعوب المنطقة نفسها المساعدة على قيام الشعب والحكومة في سورية بإجراء الإصلاحات اللازمة من خلال مساعدة البعض للآخر ومعالجة مشاكلهم". ‏
وأضافت الوكالة: "إن الرئيس أحمدي نجاد أكد أن على الحكومات والشعوب القبول بالحق والحرية، وأن يحلوا مشاكلهم بالحوار ولا حق للآخرين مطلقاً بالتدخل في شؤونهم الداخلية، موضحاً أن التدخلات لا تساعد في حل القضايا وأن تجربة الناتو في ليبيا تشكل دليلاً على هذا الأمر".
في هذا السياق، رأى العضو المستقل في مجلس الشعب السوري عبد الكريم السيد في حديث لقناة "روسيا اليوم" إن "عدم تجسيد أفكار الإصلاح التي طرحها الرئيس السوري بشار الأسد، وبخاصة فكرة تعديل الدستور أو تغييره، جاءت بسبب عراقيل تضعها أطراف في السلطة ترى نفسها متضررة من ذلك".

"المعارضة السورية" تحرّض على التدخل الأجنبي

في المجال الأمني، لوحظ ان ما يسمى "المعارضة السورية" اندفعت نحو استدراج التدخل الأجنبي ضد بلادها من خلال ما دعت اليه "جمعة الحماية الدولية"، ما يؤكد مدى ارتباط العديد من أطراف هذه المعارضة بالخارج وسعيه المكشوف لدفع الغرب الى التدخل في شؤون سورية.
… وأكاذيب عن الوضع الميداني
وكانت بعض المواقع المرتبطة بـ "المعارضة السورية" واصلت حملة بث الأكاذيب عن الوضع داخل سورية معتمدة في ذلك على الدور التآمري الذي تلعبه بعض الفضائيات المأجورة مثل "العربية" و"الجزيرة".
وقد زعمت "قناة العربية" نقلا عما وصفته "الهيئة العامة السورية" ان قوات الأمن اطلقت النار على متظاهرين في راملكا في ريف دمشق.
وادعت ايضا ان "الطيران الحربي حلّق فوق جبل الزاوية". كما نقلت عمن وصفتها بـ "هيئة الثورة السورية" ان ثلاثة جرحى وقعوا في الكسوة في ريف دمشق.
كما أدعت القناة انه جرى قطع الاتصالات الخلوية والثابتة والتيار الكهربائي عن مدينة تلبيسه في ريف حمص. كما ادعت ان تظاهرات حاشدة حصلت في دير الزور. كذلك نقلت عمن وصفتهم بـ "ناشطين أكراد" ان اكثر من 25 الف تظاهروا في القامشلي.
بدورها، زعمت قناة "المستقبل" ان الدبابات حاصرت باب دريب وباب السباع في حمص. كما دعت نقلا عمن يصفون نفسهم بـ"تنسيقيات الثورة السورية" ان الأمن حاصر مسجد الدقاق في دمشق ومنع التظاهر، وان تظاهرة حاشدة خرجت من مسجد في حلب. 

السابق
السفير: المتظاهرون يقتحمون سفارة إسرائيل … ويسقطون عَلمها مصـر: الـقـوى المدنـيـة تعـيـد الـتـوازن إلـى الشـارع
التالي
النهار: استحقاق انتخابات 2013 يقتحم جدل ويكيليكس وساركوزي للراعي: نظام الأسد انتهى