الانباء: عون يشعل ملف التعيينات بعد الكهرباء وجنبلاط يرفض المزايدات

الجدل السياسي في لبنان، كعمر الشقاء لا نهاية له.. من أزمة الكهرباء الى تمويل المحكمة الدولية الى التعيينات الإدارية والقضائية، الى فضائح ويكيليكس اليومية، وصولا الى الموقف المستجد للبطريرك الماروني بشارة الراعي الموجود في باريس، حول مستقبل الأقلية المسيحية في سورية ودعوته لإعطاء الرئيس الأسد الفرصة مجددا.

ملف الكهرباء سلك طريقه الى مجلس النواب وفق المسار الذي رسمه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالتفاهم مع الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري والنائب وليد جنبلاط، وتمويل المحكمة الدولية، على نار هادئة في وزارة العدل، في حين ترتفع حرارة التعيينات في المراكز الحكومية الكثيرة الشاغرة.

رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، تحول كما يبدو عن محور الكهرباء الهامد الى جبهة التعيينات المشتعلة متهما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتغطية المخالفات، وقد رد عليه النائب وليد جنبلاط مطالبا بعدم تعريض ملف التعيينات الى المزايدات التي ظهرت في موضوع الكهرباء.

جنبلاط وصف ما تم على صعيد الكهرباء بالإنجاز للجميع، آملا ان نكون قد خرجنا من حفلة المزايدة، وحث على ان يأخذ العمل الحكومي مداه وعلى تحقيق إنجازات اضافية، خاصة التعيينات الإدارية التي قال انها ستأتي.

عون واصل تصويبه على بعض القيادات الإدارية التي يعتبرها مناوئة له، فأبلغ المؤسسة اللبنانية للارسال بأن المهلة القانونية لأمين عام مجلس الوزراء (القاضي سهيل بوجي) انتهت، وان المدير العام لقوى الأمن الداخلي (اللواء أشرف ريفي) عليه دعاوى من الضباط الأربعة (الذين أوقفوا بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ثم افرج عنهم)، ويجب عليه التنحي مع القاضي سعيد ميرزا وآخرين حتى البت بهذه الدعاوى المقامة في سورية! وشملت حملة عون المدير العام لمؤسسة «اوجيرو» التي تدير الهاتف الثابت في لبنان بأنه «يتصرف في خلاف للقانون»، ورئيس فرع المعلومات وسام الحسن «لأن لديه جهازا غير قانوني»!

العماد عون، الذي وصفه الرئيس ميقاتي في إحدى وثائق ويكيليكس بـ «الاضحوكة» قال ان على رئيس الحكومة إقالة كل هؤلاء، وإلا فإنه يكون كمن يعتبر نفسه فوق القانون ولا يمكن لرئيس حكومة ان يحمي مخالفات واضحة وضوح الشمس.

وعندما قيل له ان وزير الداخلية مروان شربل اعلن تمسكه باللواء ريفي والعقيد الحسن، قال: الوزير شربل عسكري مخلص وقد كان من أشرف الضباط، كما أعلن عن ثقته بقائد الجيش العماد جان قهوجي، لأنه عسكري مخلص ووطني. وعن علاقته بالرئيس ميشال سليمان قال: جيدة، لكن لديه جماعة يخربون الوضع على الأرض دائما.

وفي إشارة إلى رفضه تمويل المحكمة، قال عون ان هذه المحكمة اثبتت انها مسيسة.

أما عن الوضع في سورية فقد اعلن عن تأييده لموقف البطريرك الراعي الداعي لاعطاء فرصة للرئيس بشار الاسد.

وكان البطريرك الراعي ابلغ قناة «العربية» خشيته من حروب اهلية في دول المنطقة وعلى المسيحيين في العالم العربي في ظل ولادة انظمة متعصبة.

وعن الوضع في سورية قال ان الابرياء يموتون، داعيا الى اعطاء الرئيس بشار الاسد الفرصة لاستكمال الاصلاحات.

واضاف: نخشى ان نضحي بأنظمة، مع كل ما فيها من سلبيات، الى انظمة متشددة تجعلنا نعيش بتوبة لا قيمة لها.

وتطرق الى مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي ينطوي على فتفتة العالم العربي في دويلات طائفية.

حديث البطريرك الراعي عن اعطاء الفرصة للاسد اثار لغطا في بيروت خصوصا في اوساط مسيحيي الرابع عشر من آذار الذين ينادون بترك القرار في سورية للشعب السوري وحده، ويرفضون القول ان هناك استهدافا للمسيحيين في العراق سابقا وفي سورية اليوم ويرون ان جميع الفئات العراقية كانت في مرمى النيران، والحال هذا في سورية اليوم.

وترفض «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب ومختلف القوى المسيحية في 14 آذار، فكرة حماية الاقليات الدينية في سورية والمنطقة، وتعتبر ان النظام السوري الذي يعمل على جمع الاقليات المسيحية والعلوية والدرزية في سورية بوجه الاكثرية، يستخدم هذه الاقليات، ولا يخدمها، يتخذها متراسا له يحتمي به دون ان يحميها، كما قالت مصادر قواتية لـ «الأنباء».

أما العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية المتحالفان مع سورية فيجاهران بدعم فكرة توحد الاقليات الدينية في المنطقة وخصوصا في سورية ولبنان، ومصر وعموم المنطقة.

وتعتبر اسرائيل ان اليهود جزء من الاقليات الدينية في المنطقة.

اما «الجماعة الإسلامية» فقد اعتبرت في تعليق لها على ما صدر عن البطريرك وما قاله رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون، عن الوضع في سورية، أنه «من حق أي شخص أن يعبر عن مواقفه وتطلعاته، ما كنا نتوقع هذا الموقف من البطريرك الراعي، خصوصا أنه توصل بالاستنتاج إلى أن أي تغيير يقدم عليه الشعب السوري سينعكس سوءا على العلاقة في لبنان بين المكونات اللبنانية، وهذا ما يدحضه التاريخ الطويل الذي أثبت أن العائلات اللبنانية عاشت مع بعضها لعقود طويلة من دون قلق أو خوف من بعضها، وأن المسلمين يحرصون حرصا كاملا على أفضل علاقة فيما بينهم ومع المكونات اللبنانية الأخرى».

بدوره رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، انه «عندما سئل البطريرك بشارة الراعي عن الوضع في سورية، قال انها حرب ابادة ولا توجد ديموقراطية ولا حرية، وكان هذا الكلام جيدا يصور الواقع افضل تصوير، لكن غبطته قال بعد ذلك كلاما يحتاج الى تفسير وتوضيح، وهذا ما ورد في حديثه في باريس: «نخاف أمرين هما الوصول الى حرب أهلية، أو أن نصل في سورية وغيرها الى انظمة اكثر تشددا وتعصبا»، ثم نصح بـ «عدم التسرع في تغيير الانظمة، وأبدى خوفه على الاقليات المسيحية، مستشهدا بما حدث لهم في مصر والعراق».

وقال: من باب الصداقة نود معرفة القصد من هذا الكلام، وهل هذا النصح جاء للتأثير على الموقف الفرنسي؟ وهل هذا في مصلحة الشعب اللبناني ام ضد مصلحته؟ ومن هم المتشددون من وجهة نظره؟ هل هم اهل سورية وشعب سورية؟ مشيرا الى انه «كلام خطير يحتاج إلى شرح واف من غبطته».

وأوضح «ان ما حدث في العراق كان غزوا اميركيا بتأييد من إيران. وما اصاب المسيحيين ليس شيئا يذكر بالنسبة لما اصاب المسلمين. وفي مصر بالذات كان التعصب والتشدد موجودا قبل تغيير النظام».

وقال «الحرب الأهلية في لبنان، كانت نتيجة التعصب الأعمى، وبفضل هذه الحرب دخل النظام السوري لبنان».   

السابق
النسبية.. والطائفية
التالي
معاناة اللبنانيين من الغباء..