يحيا العدل !

يحيا العدل في لبنان, ومبروك للجنرال الذي لم يرضه عدل لبنان في تخفيض مدة عقوبة العميد فايز كرم على جرم العمالة, والذي كان من المفروض أن ينال عقوبة الاعدام بتهمة خيانة بلده بدل أن تخفض إلى سنتين مع احتساب مدة تاريخ توقيفه لتصبح أشهرا عدة فقط, ومدة الحكم القصيرة هذه لن تغير حقيقة عمالة فايز كرم. وللتذكير, كان سماحة السيد حسن نصر الله مع احترامي له, يقول عن العملاء في خطاباته الطاهرة والعفيفة »جزاء كل عميل وخائن الإعدام«.
العدل في لبنان جميل ٌ جدا, على شرط أن ينصف جميع الذين تعاملوا مع العدو الإسرائيلي وتحديدا العائلات اللبنانية الموجودة في عهدة إسرائيل على الأراضي المحتلة الفلسطينية اسوة بالعميل فايز كرم.

الغريب واللافت في الأمر أن "حزب الله" لم يعلق أي أهمية للأمر علما أن »القديس« فايز كرم كان يجري لقاءات مع مسؤولين من الصف الأول في الحزب بصفته مسؤولا وقيادياً للتيار الوطني الحر, والسكرتير الخاص لأسرار الجنرال ميشال عون. وصمت "حزب الله" وعدم تعليقه على عمالة كرم والحكم عليه ما هما إلا ضريبة تحالفه مع التيار »الوطنجي« الحر.
في إطلالة مرئية صرح الجنرال عون أن كرم قد أرغم من قبل فرع المعلومات على الاعتراف بعمالته, وأنه قد أرغم على كتابة اعتذار لعائلته لعمالته, وأنه قد أعطيت له بعض العقاقير للاعتراف بشيء هو لم يرتكبه.

نظرية »الفوهرر« عون هذه في تغطيته على العميل فايز كرم يجب أن تطبق على كل المتهمين بالعمالة من أمثال طارق الربعة وشربل قزي وزياد حمصي وعلي الجراح … و… و,… ويجب ألا يكون هناك فرق أو استنسابية في الحكم على العمالة, فالعميل عميل والمتهم متهم والبريء بريء. فكان الأجدر على المحكمة العسكرية اللبنانية المسيرة والمحكومة من "حزب الله" أن تنصف بحكمها على العميل فايز كرم بالإعدام أو المؤبد كحكمها على العميلين علي حسين منتش بالإعدام وعلى مروان فقيه بالمؤبد. وكان الأجدر والواجب على "حزب الله" الذي يدعي بأنه "أشرف الناس" والمعروف عنه بأنه لا يتهاون في قضية العملاء, بألا يلزم الصمت تجاه هذه القضية الحساسة التي من الممكن أن تستفز أهالي العملاء في لبنان فيطالبوا الدولة بإنصافهم اسوة بالعميل فايز كرم.
هذا هو العدل والإنصاف في بلد أم الشرائع لبنان, على طريقة الحزب والتيار »الوطنجي« الحر اللذين يبرئان العميل والمجرمين المقدسين ويتهمان المحكمة الدولية الخاصة بالشهيد رفيق الحريري بالتسييس والعمالة لأميركا وإسرائيل, ويحيا العدل.

السابق
التنظيم البرتقالي… والإخفاقات المفتوحة
التالي
التعليم جنوباً: المحاصصة اصل البلاء