لماذا يكرهون أردوغان؟

استطاع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن يلفت أنظار الشعوب العربية والإسلامية إليه، ويكسب إعجابها به، من خلال المواقف المشرفة التي يتخذها، والإنجازات العظيمة التي قام بها.
هذا الإعجاب الذي كان أحد أسبابه ندرة الزعماء والرؤساء الذين يتخذون مواقف بطولية مشابهة، أو يحققون انجازات ملموسة تكون على مستوى طموح وتطلعات تلك الشعوب.
ولعل من آخر هذه المواقف قيام تركيا بطرد السفير الإسرائيلي من أراضيها، وتجميد الاتفاقيات العسكرية، والتوعد باتخاذ اجراءات جديدة، ما لم تعتذر الحكومة الصهيونية عن جريمتها تجاه اسطول الحرية.
وبرغم ما حصل عليه أردوغان من مكانة في قلوب ملايين العرب والمسلمين، إلا أن هناك في المقابل من ناصبه العداء، فبدأ بالسعي في تشويه صورته، أو الطعن في نياته، والتقليل من شأن إنجازاته وآثار مواقفه.
ولو أردنا تصنيف هؤلاء الخصوم، لوجدنا منهم زعماء عجزوا عن اتخاذ مواقف شجاعة مشابهة، فآلمهم أن يقوم بها رئيس غيرهم، ناهيك عن أنه غير عربي، فحسدوه على ذلك يصدق فيهم القائل:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
فالناس أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها
حسداً وبغضاً إنه لدميم

وهذه سمة العاجزين، فالبخيل يحسد الكريم على سخائه، والجبان يحقد على الشجاع لإقدامه، وفتاة الليل تتألم لرؤية المرأة المستورة لصيانتها عرضها.
وهناك أصحاب توجهات وأفكار مخالفة (ليبرالية، علمانية، شيعية) تحزن أن ترى من يحقق هذا البطولات، رجل ذو توجهات اسلامية سنية، فيخشون من تكرار هذه النماذج، ويكرهون أن يقوم بسحب البساط من تحتهم من يخالفهم في الفكر والتوجه، خاصة وأن البعض أراد اختزال المقاومة ودعمها بطائفة محددة، ولذا لم يعد خافياً لكل متابع تلك الهجمة التي يشنها بعض الكتاب، ضد أردوغان وحزبه.
فالبعض يطنطن دائماً حول موقف أردوغان من الأكراد، والعمليات العسكرية التي تقوم بها حكومته ضد اولئك المتمردين، وأن أردوغان مصاص دماء، وقاتل للأبرياء، فلا تغتروا بمواقفه التي يزعم من خلالها نصرته للمظلومين.
والعجب أن يغض هؤلاء طرفهم عن بعض المكتسبات التي حصل عليها الأكراد في عهد حكومة أردوغان، وهو الذي اتبع سياسة الانفتاح معهم، فأعاد لمدنهم وقراهم الأسماء الكردية، وسمح رسمياً بالخطبة باللغة الكردية، وتم في عهده افتتاح تلفزيون رسمي ناطق بالكردية، وقام بإخلاء سبيل مجموعة من المتمردين تم القبض عليهم بحجة الانضمام لـ «حزب العمال الكردستاني»، ولم يثبت ما يدينهم.
بل إن هذه المواقف جعلت بعض أحزاب المعارضة من مثل («حزب الشعب الجمهوري») يندد بهذه الإصلاحات، ويعتبرها وضع مخزيا، وأنه لا بد من إنقاذ تركيا من الدمار والأضرار التي ستلحق بوحدتها بناء على سياسة الانفتاح التي يتبعها أردوغان وحزبه.
وكم كنت أتمنى لو أتحفنا هؤلاء الكتاب، بالكشف عن سياسة القمع التي تمارسها الحكومة الإيرانية ضد معارضيها، سواء من السنّة أو الشيعة، أو نقرأ لهم سطراً حول المجازر الوحشية التي تقع يومياً على أرض الشام، والتي يتساقط الضحايا فيها ما بين طفل صغير وشيخ كبير.
على كل حال سيمضي أردوغان محبوب الجماهير العربية والإسلامية في تحقيق أهدافه التي رسمها سواء على المستوى التركي أو العربي والإسلامي، وسيتشدق خصومه ببطولات وهمية سيكشف التاريخ زيفها، وستظهر الحقيقة للشعوب العربية والإسلامية، لتعرف من بكى ممن تباكى، وإن غداً لناظره قريب.

السابق
لقاء بين ممثل الامم المتحدة في لبنان ومسؤول العلاقات الدولية في حزب الله في الامس
التالي
بسِحر ساحر..وافق الجنرال