كرامي: ليرجع الجمهور للملاعب

في «دردشة» سريعة مع وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي جرت في مكتب مدير عام الوزارة زيد خيامي قبل دقائق من تسلمه الوزارة من سلفه الدكتور علي عبد الله، سألته عن تصوره لإعادة الجمهور الى ملاعب كرة القدم، لأن اللعبة تأثر مستواها الفني كثيراً لغياب الجمهور عن ملاعبها 5 سنوات متتالية، وهو مرشح لدخوله سنته السادسة.
وقبل أن أسترسل بسؤالي، قاطعني الوزير كرامي بالقول: «أنا فوتبولجي، وأحب كرة القدم كثيراً، وسأبذل قصارى جهدي مع الوزارات الأمنية وبالتنسيق مع اتحاد كرة القدم لإعادة منظمة للجمهور الى الملاعب، فأي كرة قدم هذه التي تقام مبارياتها بغياب الجمهور 5 سنوات متتالية، ولبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي يلعب كرة قدم بلا جمهور».
وأضاف كرامي يومها: «غياب الجمهور لا يؤثر سلباً فقط على أداء اللاعبين ويقتل فيهم روح الحماس، بل يضر أيضاً بسمعة لبنان، ناهيك عن حرمان اللعبة من مداخيل مهمة ومن الاعلانات والرعايات».
ما قاله الوزير كرامي في تلك «الدردشة» ظهرت مفاعيله الايجابية في أول استحقاق رسمي لمنتخب لبنان على أرضه في تصفيات الـ«مونديال» مع نظيره الاماراتي، حيث بذل «الأفندي» جهوداً كبيرة مع الجهات الأمنية التي لبت طلبه، ففتحت أبواب المدينة الرياضية أمام الجمهور ووقف حوالى 8 آلاف مشجع خلف منتخبهم وكانوا اللاعب الرقم الـ12 الذي ساهم في تحقيق الفوز، مع استنكارنا الشديد لما قام به بعضهم من اطلاق شتائم غير مبررة (…)، تحديداً بحق دولة الامارات الشقيقة، أساءت الى لبنان قبل أن تسيء الى الآخرين. علماً، بأن «الشتائم» موجودة في كل ملاعب العالم من دون استثناء، بحضور رجال الأمن الذين لا يتدخلون الا لمنع الاشتباك بين الجمهور أو للتصدي له.
خطوة «الأفندي» الأولى، أفرزت ايجابيات كبيرة مقابل «سلبية صغيرة»، ونأمل منه مواصلة مساعيه مع الجهات الأمنية والتنسيق مع اتحاد كرة القدم والأندية لإعادة منظمة للجمهور عشية افتتاح الموسم الجديد الذي ينطلق غداً بمباراة العهد والراسينغ بكأس النخبة.
وهنا، لا بد من توجيه كلمات محبة وتقدير الى الجمهور اللبناني الحبيب، مع دعوته لمساعدة الوزير والجهات الأمنية والاتحاد، بعودته الى الملاعب، عبر التزامه بالتشجيع الحضاري والتحلي بالروح الرياضية، والابتعاد عن أي نوع من أنواع «الشتائم والهتافات السياسية والدينية»، لأنه يكفي لبنان ما يكفيه مما يحصل فيه على الصعيد السياسي وما ينتج عنه من ويلات معيشية واقتصادية وأمنية.
ايها الجمهور الحبيب، ستعود الى ملاعب كرة القدم، التي هي عنوان للمحبة والتلاقي والفرح. مشجعاً ناديك المفضل، ولاعبك الذي تحب، ولتساهم بتعزيز الانتفاضة التي حققها المنتخب الوطني، على أمل أن تمتلئ مدرجات ملعب المدينة الرياضية عن آخرها في 11 تشرين الأول المقبل في مباراتنا مع المنتخب الكويتي الشقيق، ونهتف بصوت واحد «كلنا للوطن…كلنا للمنتخب»، بعيداً عن أي هتافات أخرى.
شكراً للوزير كرامي سعيه، شكراً لاتحاد كرة القدم على إلحاحه بطلب إعادة الجمهور، شكراً للجهات الأمنية تجاوبها، والشكر الأكبر للجمهور، وهو العنصر الاساس في تثبيت قرار عودته الى الملاعب بعد غياب 5 سنوات، عبر التزامه بالروح الرياضية.

السابق
ما بعد الثورات الراهنة
التالي
تكريم ناشطين متميزين في محو الأمية