قبلان: لتشكيل فريق من الخارجية والمجلس الشيعي للذهاب إلى ليبيا للعمل على كشف مصيرالامام الصدر ورفيقيه

 ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة واستهلها بالقول: "يجتمع المؤمنون يوم الجمعة لأداء هذه الفريضة وللعمل بما يرضي الله تعالى والسعي إلى طاعته ورضاه وللتعاون مع إخوانه في الأمور الاجتماعية والتوبة الى الله تعالى لما قدمه المؤمن من تقصير وتسويف وإهمال".

اضاف:" ان يوم الجمعة هو يوم استراحة المقاتل والسكون لمرضاة الله والعمل من جديد ليكون الإنسان يقظا محاسبا نفسه مراجعا لأوامره يؤدي واجباته ويسد الثغرات التي ابتلى بها ويهيئ نفسه لعمل فيه رضا الله تعالى، فيتوب عن التقصير ويجدد إيمانه بالعمل تقربا إلى الله تعالى، وعلينا ان نكون دائما في طاعته من خلال تصحيح العمل وإصلاح الخلل فنكون في حالة يقظة واستعداد لكل طارئ و جديد، ان يوم الجمعة هو يوم عبادة يحتم علينا العمل لإصلاح الأمر وتصحيح المسيرة من خلال العمل الدؤوب الذي يرضي الله فنحسب الحساب لكل جديد ونتصدى لكل متطفل ولكل متآمر وبخاصة ان يوم الجمعة يوم تجديد للعمل واغتنام الفرص التي في طاعة الله لان الطاعة مشكاة نور فيها تأمل وبصيرة وزيادة يقين مما يستدعي منا ان نخلص في عباداتنا فنكون في حالة صحوة ونتنبه لكل ما يدور حولنا ويعرقل مسيرتنا".

وأكد "ان تقوى الله باب مفتوح وعمل رابح ونور يضيء الدرب، فالصلاة معراج المؤمن الذي يوصله إلى الدرجات العليا فيسمو الإنسان من خلال الصلاة مما يحتم علينا ان نحسن العمل ونتوب إلى ربنا ونحسن أداء الصلاة ونهتم بها لان الخير فيها، من هنا فان علينا ان نسرع لأداء الصلاة ونتحرر من العقد والكوارث والنكبات، فالمصلي إنسان مطيع لربه عامل لمرضاه، وعلى المؤمن ان يتذكر ان الدنيا مزرعة الآخرة والآخرة محط رحالنا والعاقبة للمتقين والراحة والسكون لم يعمل لرضا الله تعالى، لذلك فإننا مطالبون بتحسين العمل والابتعاد عن كل مراوغة ونفاق لنكون في مسيرة الحق والإصلاح نحسن الأداء في كل عباداتنا حتى نخرج من الدنيا بخير وعافية وسلام وأمان، وعلينا ان نعمل بجدية وصدق وإخلاص واطمئنان لتنظيف أنفسنا وتحسين الأداء للعمل الخير والموزون والحسن فنعمل باستمرار للمراجعة والتوبة والمحاسبة".

ورأى ان "بلادنا تعيش حالات صعبة والتآمر على الشعوب من كل حدب وصوب مما يحتم ان نعمل باستمرار لتكون الأيام المقبلة أفضل من أيامنا الحاضرة فنتواصل ونتعاون ونعمل ونتجاوب في كل مضمار خير ونبتعد عن كل سوء وشر، فلا خلاص للانسان الا بالتزام الدين الذي ينجي الإنسان من كل شر وسوء فهو خلاص ونجاة، لذلك علينا ان نتمسك بسيرة النبي محمد وأهل بيته والأئمة المعصومين، فلقد وفقنا الله تعالى لولاية الأنبياء والأوصياء الذي أرادوا لنا الخير والعافية وعلينا ان نكون عند حسن ظنهم عاملين في خطهم متوازنين في العمل بعيدين عن الإساءة".

ودعا "شعوب المنطقة إلى التزام تعاليم الله تعالى فلا يغفلوا عن ذكر الله تعالى فهم يريدون الإصلاح الذي يشكل مطلبا كبيرا، فكلنا مع الإصلاح، ولكن لا يكون الإصلاح بالعنف والتعدي والظلم، فالإصلاح يتحقق بالروية والحكمة والموعظة والهدوء والأدب والعفو والإعراض عن الجاهلين، وعلينا ان نكون في مضمار الخير فيعمل الجميع لما ينفعهم ويرضي الله تعالى، فالمعاصي تضر والحسنة تنفع والتعاون بالطريقة المثلى ينتج الايجابية والمنفعة والحق، فالأمة لا تنجح إلا بالدعوة إلى الله ومن كان الله معه يتبصر ويصل إلى النتيجة الخيرة لذلك علينا ان نبتعد عن كل إساءة وشر".

واعتبر ان "ما يجري في البلاد العربية مسيء جدا وعلى الجميع ان يتأدبوا بآداب الله فيصححوا الأخطاء والمطالب التي يطالبون بها ليكونوا نعمة على العباد ولا يكونوا نقمة عليهم، فيصححوا مسيرتهم ويكونوا عونا لبعضهم البعض فمن لا يملك التزاما دينيا يستعمل العنف وعلى الشعوب العربية والإسلامية ان تتبع خطى النبي محمد الذي أمرنا بالانفتاح وعدم تحدي الآخرين وظلمهم، فالنبي محمد كان رحمة للعالمين وسلاما على عباد الله وأمنا في ارض الله تعالى، نقول لكل الثائرين والمعارضين حسنوا الخطاب وصححوا المسيرة وابتعدوا عن العنف والظلم وكونوا عاملين لما يرضي الله تعالى وعلينا ان نكون في خدمة الإنسان ليكون هذا الإنسان في طاعة الله تعالى بعيدا عن الخداع والنفاق، فإذا أرادت الشعوب العربية الإصلاح فعلينا ان نصلح أنفسنا ونبتعد عن الشر والمنكر والبغي فنكون في طاعة الله متعاونين في ما بيننا على البر والتقوى متمسكين بمطالب الخير والإصلاح، فالله وحده الناصر والحصين وهو وحده يدعم عباده الصالحين ويهزم الظالمين ويفرقهم، فإذا أسندنا أمرنا إلى الله تعالى فسيكون بعوننا ونصيرنا ويسدد خطانا.نطالب الحكام بالعدالة وإحقاق الحق وإزهاق الباطل وإنصاف الشعوب والمساواة في ما بينهم، فنعمل لاعمار البلاد ونبذ العنف والظلم".

وتابع:" لقد مضى وقت طويل على تغييب الإمام موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين والآن انهار حكم الطاغية معمر القذافي لذلك نطالب الشعب الليبي والمجلس الانتقالي بالعمل لإنقاذ الإمام ورفيقيه والإعلان عن مصيرهم، ونطالب الدولة اللبنانية بتشكيل فريق مشترك من وزارة الخارجية اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى للذهاب إلى ليبيا ليعمل على كشف الحقائق، نطالب كل العارفين والعاملين في هذا المجال بالتحرك السريع للوصول إلى نتيجة والى عاقبة حميدة، فنعمل جميعا في سبيل إحقاق الحق".

وطالب "الدول الإسلامية والخليجية بوضع حد لما يجري في البحرين، فشعبها عربي مسلم، والمطلوب انصافه ووضع حد لنزيف الدم والظلم والاعتقالات غير المبررة، فشعب البحرين يطالب بالإصلاح والإنصاف ولا يجوز بأي صورة وحال ان نتغاضى عما يجري في البحرين، فما يجري هناك من أبشع صور الظلم".

ودعا المعارضة في سوريا إلى الهدوء والحفاظ على بلدها، فسوريا دولة الممانعة التي تتصدى للمشروع الصهيوني وهي وقفت إلى جانب المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، والرئيس بشار الأسد يمد يده للاصلاح وهو يقوم بالإصلاحات، لذلك لا يجوز إراقة الدماء وتخريب المؤسسات وهدم المجتمع المدني وعلى المعارضة ان تلتزم الإنصاف وتتجاوب مع الإصلاح وأول إصلاح للأمر يكون بإصلاح ما بيننا وبين الله لنكون أحسن خلق الله مؤمنين مطيعين لله نعمل لأوامره وننهى عن نواهيه وننبذ العنف". 

السابق
بزي: يبدو ان مراهقي السياسة فقدوا رشدهم الوطني
التالي
ترو: الجسم الحكومي غير معرض للاهتزاز