الاخبار: الحكومة تفتح البـاب أمام معالجة مشكلة الكهرباء

بعد ثلاثة أسابيع من النقاش الحاد، أقرت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أمس، خطّة الوزير جبران باسيل الخاصة بالكهرباء «بدون تعديلات جوهريّة» كما قال أحد الوزراء، ما كشف أن هواجس غير مهنية كانت تقف خلف الاعتراضات داخل الحكومة وخارجها. وما أقر أمس، أظهر أيضاً أنه لم يكن هناك من داع لكثير من مناقشات الفترة الماضية، ولا الحدّة السياسيّة بين أفرقاء الحكومة.
وبحسب ما أقرته الحكومة، سيتوافر التمويل من برامج الإنفاق العادية للموازنة العامة، بعدما برمجت عملية الدفع على مدى السنوات الأربع المقبلة. ولكن جرى تأليف لجنة وزاريّة برئاسة ميقاتي لدرس التعديلات التي سبق أن أرسلها الوزير باسيل على القانون 462، إضافة إلى تعهّد باسيل تعيين أعضاء مجلس إدارة شركة كهرباء بيروت خلال شهرين، وهي الخطوة التي يعد لها باسيل منذ فترة.
وشهدت الجلسة نقاشات مطوّلة «لكنها كانت غير ضروريّة، ووصل الأمر ببعض الوزراء إلى النقاش من أجل النقاش، من دون أن يُحددوا هدفهم من النقاش» بحسب مصدر وزاري قال إن الرئيس ميقاتي اضطر إلى أن يضرب يده على الطاولة ويقول لباسيل: «لقد اتفقنا على هذا الأمر خارجاً، فإمّا أن نمشي بالاتفاق أو بمشي أنا، وهذا على طريقتك».
ودام النقاش في خطة الكهرياء نحو ساعة ونصف ساعة، وبدا الاختلاف جدياً بشأن الهيئة الناظمة لقطاع الطاقة؛ إذ إن فريقاً واسعاً من الحكومة يرفض وجود الهيئة من أساسها، فيما يتمسك فريق آخر بتعيين أعضائها في أقرب وقت ممكن. أمام هذا الاختلاف، أرجئ بحث هذه القضية إلى ما بعد ثلاثة أشهر، على أن تُبحَثَ مع التعديلات المقترحة على القانون 462.
وبعد الجلسة، تحدّث ميقاتي معدداً النقاط الأربع التي اتفق عليها، مضيفاً أن الحكومة طلبت «أن أقوم شخصياً باتصالاتي لدى الصناديق والفئات الإقليميّة والدوليّة أو سواها لتوفير التمويل اللازم لهذا المشروع». ونفى ميقاتي حصول مقايضة، مؤكداً أن ما أقر اليوم هو خطة طوارئ «وضعت من الكهرباء الفرنسية؛ لأننا بعد سنتين إذا لم ننفذ هذه الخطة فسيحصل الانقطاع الشامل في الكهرباء في لبنان».
المعارضة: فالج لا تعالج
وبرغم الصدمة التي سادت فريق 14 آذار الذي كان يتوقع عدم إمرار الخطة، أعلن مصدر مأذون له في تيّار المستقبل لـ«الأخبار» أن موقف قوى 14 آذار من خطّة الكهرباء لا يزال على حاله، وأن هذه القوى ستصوّت ضدّ الخطّة في مجلس النواب. فيما رأى عضو كتلة المستقبل، النائب كاظم الخير، أن إقرار الخطة يؤكد أن «رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ليس سوى واجهة انقلابيّة»، لافتاً إلى أن ميقاتي تخلّى عن دوره لمصلحة باسيل.
بدوره، أعلن النائب عن «القوّات اللبنانيّة» أنطوان زهرا، أن الخسائر على الدولة اللبنانية ستزيد جراء خطة الكهرباء، ودعا إلى عدم غش الناس بأنه لم يعد هناك خسائر .

الراعي يدعم الأسد

من جهة ثانية، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي، خلال مؤتمر صحافي عقده في باريس، لإعطاء فرصة للرئيس السوري بشار للأسد؛ لأنه بدأ بالإصلاحات. وأكّد الراعي أن الغرب يرى أن حزب الله قوة تدير الشعب، وهذا يؤلمنا، مشيراً إلى أن «حزب الله يقول إنه يقاوم إسرائيل المحتلة لأرض لبنان، ونحن سألنا فرنسا وغيرها لماذا لا يطبقون قرارات مجلس الأمن الدولي لقطع الطريق وسحب الذرائع من حزب الله؟ ولماذا لا تطبّق القرارات الدوليّة؟ ولماذا لا تنسحب إسرائيل من الأراضي المحتلة؟ لكن لا أجوبة».
ورأى الراعي أن المشكلة الثانية هي «اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وحزب الله يقول إن عليه أن يدافع عنهم، فلماذا لا تطبق قرارات الأمم المتحدة التي طالبت بعودة اللاجئين، ولماذا لا يعود الفلسطينيون، ولا يبقون مسلحين في أرضنا؟ لا أجوبة؟».
ولفت الراعي إلى ضرورة معرفة إلى أين «نحن ذاهبون. وأمامنا صورة العراق، هل نحن ذاهبون نحو حروب أهليّة يدفع ثمنها الشعب، والمسيحيون خصوصاً؟».

السابق
المطالبة بتشديد الحكم ..
التالي
إسرائيل تتجه بإرادتها نحو العزلة