فنار صور معطل منذ 30 عاما وصيادوها يطالبون بإعادة تشغليه

يروي "فنار" صور الواقع عند الطرف الغربي لحارتها الشمالية، عن حكاية عشق بين ضوئه البرتقالي وصيادي الأسماك ربابنة المراكب التجارية المبحرة إلى مرفأ صور، من مصر، وتركيا، وقبرص، وغزة، وحيفا، قبل احتلال فلسطين. فقد كان الفنار، الذي أنشأه الفرنسيون في أوخر ثلاثينيات القرن الماضي، دليلا تهتدي من خلاله المراكب والبواخر إلى المرفأ والميناء، ويبشر بحلول الفرج بعد وقت طويل من المسير البحري الخالي من أي ضوء سوى أنوار البواخر، التي تمخر عباب البحر. ويحافظ الفنار على بنائه المتماسك، برغم الأمواج التي تلاطمه ليل نهار، فيما يفتقد منذ أكثر من ثلاثين عاماً إلى ضوئه المميز، الذي يستذكره البحارة من كبار ومتوسطي السنّ. فيما ما تزال رئاسة المرفأ في صور تستوفي رسومه، كغيره من المرافئ اللبنانية، من البواخر.

وفي رحلاته البحرية العديدة، التي فاقت المئة إلى جانب والده، ثم وحيدا بين مرفأ صور والمرافئ الأخرى، يستعيد علي شمعوني (أبو عباس) شريطاً من الذكريات مع الفنار، يقول: "ان ضوء الفنار، الذي كان يعطي إشارات برتقالية متلاحقة من أعلى برجه المكشوف على نواحي البحر، كان يخبرنا باقتراب الوصول إلى المرفأ بعد عناء طويل من السفر". واليوم يسأل أبو عباس عن ذلك الضوء، "الذي لا يحتاج إلا إلى القليل من الاهتمام والمتابعة، وتزويده بكل ما يلزم حتى يستعيد بريقه، والحفاظ على تاريخه، بعدما أصبح جزءا من ذاكرة الصوريين، وباتت المنطقة تعرف باسمه". ويرى شمعوني أن "تشغيل ضوء الفنار المتوقف منذ زمن طويل أمر ضروي للبواخر ومراكب الصيادين، حيث يحدّ من المخاطر، التي قد تتعرض لها مراكب الصيادين العائدة إلى الميناء". من جهته، يستغرب نقيب صيادي الأسماك في مرفأ صور خليل طه "اللامبالاة لناحية تشغيل ضوء الفنار، وهو من اختصاص وزارة الأشغال العامة والنقل"، ويقول: "إن عملية التشغيل بسيطة جداً، ولكن السؤال لماذا لا يتم تشغيله، برغم كل المناشدات التي ننادي بها؟".
  

السابق
وفد من نقابة الممثلين اللبنانيين في مخيم البرج
التالي
ألماني يشعل النار في نفسه