زعماء عملاء وقلة حياء

الوثائق التي تم العثور عليها في مكتب رئيس المخابرات الليبية السابق والتي كشفت عن تعاون وثيق بين المخابرات الأميركية ونظام القذافي منذ عام 2002، هذه الوثائق التي أشارت إلى أن وكالة المخابرات الأميركية «C.I.A» اختطفت عدداً من المشتبه فيهم ما بين عامي 2002 و2004 وسلمتهم إلى السلطات الليبية في طرابلس. وأنه كما أشار بيتر بوكارت المدير بمنظمة «هيومان رايتس ووتش» الدولية أن الأمر لم يكن مجرد اعتقال مشتبه فيهم من الإسلاميين وتسليمهم إلى المخابرات الليبية، بل كانت «C.I.A» ترسل الأسئلة إلى ضباط المخابرات الليبية لطرحها على المعتقلين، وأن هناك أدلة تشير على تواجدهم خلال تلك التحقيقات السرية. وقد اتهمت المنظمة المخابرات الأميركية بالتغاضي عن عمليات التعذيب التي كانت تحدث في ليبيا.

هذه الوثائق والتي تعتبر أدلة دامغة على مدى تواطؤ بعض الزعماء العرب مع الدول الغربية وفي مقدمها أميركا، في محاربة شعوبهم التي كان من المفترض أن يكونوا أول المدافعين عنها، لا أن يكونوا جلاديها.

القذافي نموذج لبعض الزعماء الذين يخدعون الشعوب العربية بإعلانهم عن العداوة للإمبريالية الأميركية كما يسمونها، ثم بعد سقوطهم تتكشف حقيقة عمالتهم لتلك الدول الغربية. وكم من نظام حالي يدعي الممانعة والوقوف ضد التوسع والهيمنة الأميركية الصهيونية، بينما ستكشف لنا الأيام بعد سقوطهم كم كانوا خونة لأمتهم وعملاء لأعدائها، وفي مقدمهم النظام «البعثي» في سورية.
هذه الأنظمة والزعامات هي كورق (الكوتشينة) في اللهجة المصرية و(الجنجفة) باللهجة الكويتية، يستخدمها الغرب لتحقيق مصالحه فإذا انتهت رماها وبحث عن غيرها، وخير دليل على ذلك (ياسر عرفات، صدام حسين، زين العابدين، حسني مبارك، القذافي…) والحبل على الجرار.
القذافي في إحدى القمم العربية استنكر على العرب سكوتهم عن شنق صدام حسين، وقال الدور سيأتي عليكم جميعاً، وبالفعل التف حبل المشنقة على أنظمة عدة وكان هو من بينها، وصدق من قال «خذ الحكمة من أفواه المجانين».

قلة حياء

موقفان أشعر بأن أصحابهما لا يملكون ذرة حياء، الأول لموظف الخطوط الجوية الكويتية، والذي خان الصداقة وقام بتسجيل حوار خاص دار بينه وبين رئيس مجلس إدارة المؤسسة، ثم قيامه بايصال مضمونها لآخرين بقصد الإضرار بالرجل من جهة، ولإثارة فتنة طائفية في البلد من جهة أخرى، وقد جاء في الحديث الشريف «إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة» وأعتقد أن هذا الموظف غير مؤتمن ويجب معاقبته على دناءة تصرفه.
وأما الموقف الثاني فهو لمجموعة محامين كويتيين أعلنوا عن مشاركتهم للدفاع عن رئيس عربي، خلعه شعبه بعد أن طغى وتجبر، وكان لسان حاله مقولة فرعون «أنا ربكم الأعلى» وحجتهم في ذلك رد الجميل.
ومن أطرف التعليقات التي قرأتها عبر التويتر لهؤلاء المحامين، هو تشبيههم بذلك الأعرابي الذي قام أثناء الحج بالتبول في بئر زمزم، فلما سأله الناس عن السبب؟ قال: حتى يذكرني الناس!

السابق
موقف جنبلاط !؟
التالي
جعجع: الخطر الأصولي السني مجرد افتراض