المطران سليم غزال: سيرة العطاء والتجديد من العمل الديني الى البعد الاجتماعي والثقافي

 بدا الاب سليم رحلة الخدمة عام 1961 وكتب هو نفسه " في صيف سنة 1961 جئت منطقة صيدا تلبية لرغبة المطران باسيليوس خوري راعي ابرشية صيدا ودير القمر الذي طلبني من رئاسة الرهبانية المخلصية".
وقال :" حدد المطران باسيليوس الهدف من طلبي للخدمة وهو ان اكون رسولا متجولا في قرى الابرشية، ومرشدا لحركات الشبيبة فيها. كنت في ذلك الوقت كاهنا فتيا وجديدا، وكانت تنقصني خبرة العمل الراعوي. وبدأت عملي بدون سابق برمجة وتخطيط، متكلا على عمل الروح والهاماته. ومحبتي للمسيح واخوته البشر كانت تحثني، فكنت اتجول بين هذه القرى المتناثرة على الساحل وفي الجبل، واغلب الاحيان سيرا على الاقدام".
رسم الاب سليم نفسه صورة لبدء عمله في صيدا كرسول متجول فقال :" قادتني عناية الله الى ابواب صيدا كما قادت قبلي بولس الرسول والرسل الاولين الى دمشق وانطاكية وروما والى ارجاء المعمورة كلها. وفي صيدا عملت اولا في الحقل الرسولي، واكتشفت الرسالة من خلال العمل مع الاطفال والشباب في القرى والمدارس المتعددة، فنشأت الحركات الرسولية التي شكلت مدرسة جديدة لهم على صعيد الايمان والعلاقة مع الانسان الآخر، والسعي الى تطوير المجتمع والالتزام بالمبادئ الوطنية الواحدة".
تجديد العلاقة مع الكنيسة
في اطار التجديد والتحديث بدأ الاب سليم عمله الرسولي في الابرشية الصيداوية الملكية واستمر ناشطا في عمله الرسولي وفق اساليب حديثة كانت الكنيسة قد بدأت العمل بها في العالم الغربي والعربي وفي لبنان خصوصا. فقامت بمساعيه حركات للشبيبة، و للأولاد، وبدأت براعم نهضة اجتماعية دينية تتفتح وتزهر، لأن الاب سليم رأى انه لا بد من الاخذ بها واتباع نهجها رغم انها لا تعجب كثيرين، لكنها تتلاءم مع تطلعات الشعب وتتوافق مع مرتجياته. وهكذا خرج الرسول الشاب عن الاطر التقليدية لأنه اقتنع بأنه حان الوقت للكنيسة لتغيير اساليبها ولتسير في خط تجددي وعصري حتى تكون حقيقة شاهدة للمسيح وخادمة للشعب " الذي يريد ان يرى يسوع". واقتنع هذا الرسول المتجول خصوصا ان الكنيسة يجب ان تقترب الى الشعب الذي اخذ في الابتعاد عنها، وان تتفهم واقعه الاليم الذي يعشه الاولاد اليتامي، والشباب الحائر والقلق، واكثرية الشعب المعذب والمحروم.

وصف الاب لسيم نفسه رسالته المتجولة فقال :" كنت ادخل الى الكنائس اقدس واصلي وأعظ، وفي المدارس الرسمية اعلم التعليم الديني، وفي ساحة البلدة اجمع الاولاد ثم اقيم لهم اجتماعات تهذيبية وترفيهية تحت السنديانة والزيتونة واللوزة. وعندما كان يحل فصل الشتاء صرنا نجتمع في بعض البيوت، وكان الاولاد يفتشون عن امكنة للعب والاجتماع، واذا لم يجدوا، كانوا يتسلقون اسوار المدارس ليلعبوا، او يضعون اليد على بيوت مهجورة فيصلحوها بعض الشيء ويحولونها الى نواد وصرنا نجتمع فيها … ".
" وعندما توسع عملنا مع الطلاب في مدارس صيدا شعرنا بحاجة الى مكان فسيح نلتقي فيه، فقدم لنا المطران باسيليوس خوري قاعة فسيحة في بناء تابع للمطرانية في صيدا عُرفت ببيت الطالب… كما ان الرهبانية المخلصية قدمت لنا الروف في بناية الوكالة المخلصي حيث سكنت مع الاب الياس كويتر عدة سنوات. فكان مقر سكني وبيت الطالب محطتين للقاء معظم الشباب، من مختلف الطوائف والاديان …".
وكنت اهتمامات الاب غزال تتناول :
1- الحركة الرسولية للاولاد "ميداد"
كتب الاب سليم :" قبل ميداد انطلقت في عملي من خبرة بسيطة جدا اكتسبتها من حياتي الكشفية قبل انخراطي في الحياة الرهانية وهي تعتمد بالدرجة الاولى على اللعب الذي يشكل الجزء الاهم من حياة الطفل.ومن خلال اللعبة الموجهة حاولت ان انقل الرسالة الروحية والاخلاقية والانسانية التي كنت اريد نقلها.عن طريق اللعب والاغنية تقربت من الاولاد وجعلتهم يأتون متحمسين في كل اسبوع لملاقاتي حيث اسسنا فرقة صغيرة منظمة عرفت " بفرسان المسيح ". وكانت اول فرقة من هذا النوع في بلدة الصالحية قرب صيدا، وتوسعت حلقة النشاط، واصبح هناك فرقة في كل قرية يجتمعون اسبوعيا للعب وللحوار حول موصوعات معينة. وفي ايام عطلة الصيف كنا نقيم المخيمات لعدة ايام في الجبال وكان برنامجها مليء بالنشاطات الرياضية والترفيهية والتثقيفية. وبعد تسع سنوات من هذه البداية المتواضعة انتشر عملي في عشرات القرى والبلدات وتحولت هذه الفرق الى حركة منظمة دعيت لاحقا باسم "الحركة الرسولية للاولاد ". وفي العام 1966 دعينا الى لقاء عالمي في مدينة روما حيث انضممنا رسميا الى الحركة الرسولية العالمية للاولاد ( ميداد ) ووقتها اعترفت الكنيسة الكاثوليكية رسميا بهذه الحركة. والمهم انه بعد انضمامنا الى الحركة في العالم لم نفقد خصوصيتنا اللبنانية بل سعينا لكي نبقى ضمن برنامج يتلاءم وتقاليدنا وروحانياتنا وعاداتنا الاجتماعية".

2- الشبيبة الطالبة المسيحية : JEC
"أولى هذا الرسول المتجول الشبيبة الطالبة المسيحية التي اسسها هو في الجنوب عام 1962 اكثر اهتمامه كما كتبت مجلة " نفحة المخلص " لأن جوهر هذه الحركة يقوم على ان الطالب المسيحي هو خير رسول للبيئة الطلابية. ولهذه الغاية عُقد لهذه الشبيبة عدة مؤتمرات : مؤتمر المسؤولين في دير المخلص من 10 تموز الى 14 تموز سنة 1965، ومؤتمر التكميلين من 31 آب الى 14 ايلول بحثت خلاله مواضيع عقائدية واجتماعية واخلاقية. كما ان الشبيبة الطالبة المسيحية اشتركت في مؤتمر الارز الذي دبرته مصلحة الانعاش الاجتماعي في 15 تموز سنة 1965، وقد اجتمع فيه ستون شابا وشابة من مختلف المناطق اللبنانية منهم تسعة من الجنوب". " وقد دلت بعض الاحصائيات على ان عدد افراد الشبيبة الطالبة المسيحية في الجنوب كان يتراوح في سنة 1977 بين 200 و 250 شاب وشابة في صفوف المدارس التكميلية والثانوية". ونشير الى ان اعضاء جمعية الشبيبة الطالبة المسيحية سعت الى نشر الايمان بالموسيقى فأسست فرقة القلوب الرقيقة التي اشتركت في احياء الحفلات الدينية والترفيهية في المنطقة. واليوم ورغم تقدم المطران سليم بالعمر طلبت منه الدوائر الكنسية العليا بموافقة الفاتيكان ان يكون مرشدا عاما للشبيبة الطالبة المسيحية في الشرق الاوسط كله.
يا ترى ما سر نجاح الاب سليم في عمله الرسولي مع الشبيبة؟ ندرك هذا السر عندما نتتبع خطوة خطوة مسيرة عمله الرسولي التي نقرأ عنها في المجلات المختلفة. فالاب سليم تعرّف على حركات رسولية غربية مختلفة انتشرت في الغرب وبدأت تنتشر في الشرق، واكتشف نظمها واساليبها، وتدرب في مدرستها، فأخذ من ثم يطبق نهجها الرسولي، مراعيا ظروف المنطقة وحالة السكان، واستعداد الشعب المسيحي لتفعيل حركات جديدة لم يتعود عليها، كحركة الجيش المريمي، والشبيبة الطالبة المسيحية، وخلايا الكرزماتيك والفوكولاري، وغيرها من الجمعيات والمنظمات الرسولية.
مع الشبيبة
في الاطار الاجتماعي والتربوي، انطلق الاب سليم يهتم بالتعليم المسيحي في المدارس، يتعرف شخصيا الى الشباب، ويدعوهم الى اللقاء معا خارج مدارسهم.
بدأوا يلتقون في صالون كنيسة مطرانية الروم الكاثوليك، ثم افرد لهم جناحا في المطرانية سموه " بيت الطالب ". بيت الطالب هذاـ اضحى يستقبل هؤلاء الشباب في اجتماعات اسبوعية، تؤمن ما نقص في تربيتهم، في تثقيفهم الروحي، وكانت لقاءاتهم في اطار الشبيبة تركيزا لمفاهيمهم، توجيها لانطلاقتهم في انفتاحهم الاجتماعي الجديد، باعثا لنشاطهم الفكري في مواكبة الافكار والتيارات. عملت الشبيبة الطالبة المسيحية، على ترسيخ ايمانهم بيسوع المسيح، حفظتهم من الانجراف السهل في موجة التيارات، في زحمة الافكار والعقائد، ثبتت عندهم القناعة بأن الايمان الذي به يؤمنون هو الاثمن والاغنى في مجالي اختبارهم والتزامهم الانسانيين. ووجهتهم خصوصا نحو المساهمة في تطوير مجتمعهم والانخراط فيه من خلال الجماعة التي ينتمون اليها.
ولقد اقتضت ضرورات العمل مع الشباب ان يتوسع فيتوزع شبيبة للتكميليين والثانويين ثم الجامعيين، فتكون لكل مرحلة برامجها المناسبة.
وانتشرت الحركة في معظم المدارس من رسمية وخاصة حتى بلغ عددها ست عشرة فرقة، كما امتدت الى القرى المحيطة بصيدا، حتى بلغت مدينة صور جنوبا وقرى الشوف الساحلي شمالا.
الحركة الاجتماعية
لم يكن الاب سليم وحده في العمل الاجتماعي. بادئ ذي بدء وجد الاب سليم، خاصة في المحيط الاسلامي، في الحركة الاجتماعية التي اسسها المطران غريغوريوس حداد بالتعاون مع الامام موسى الصدر، نعم المعين والنصير. فهذا الاسقف المصلح والرائد رأى " ان لبنان يحتاج الى تجديد وتحديث في مجالات التنمية الاقتصادية المندفعة ذاتيا، المتناسقة، الشاملة، في سبيل انسان اكثر انسانية ومجتمع اكثر انسنة". "وكذلك كانت الكنيسة هي ايضا بحاجة الى تجديد في اطرها واساليبها وانظمتها لكي تتماشى مع العصر. ولذلك عمل المطران حداد على ضم متطوعين للخدمة في مجال العمل الاجتماعي، وتنمية الروح الاجتماعية لديهم واعدادهم نظريا وعمليا لمعالجة القضايا الاجتماعية في البلاد، والاسهام في الانماء الشامل، وتنسيق الخدمات الاجتماعية الموجودة حاليا في البلاد واكتشاف مواطن النقص في الحقول الاجتماعية المختلفة، والسعي لشدها بطرق منظمة، والعمل على اثارة الاهتمام بالقضايا الاجتماعية، والاسهام في ايجاد الحلول لها …".
حلقة التنمية والحوار
مع مجموعة من الشباب المثقفين، مسلمين ومسيحيين، أسس الاب سليم في العام 1990 في مدينة صيدا جمعية ثقافية إنمائية من أهدافها العمل على ترسيخ العيش المشترك في المنطقة وخلق وعي وطني في وجه العصبيات الطائفية وتدريب الشباب على الحوار وحلّ النزاعات بالطرق اللاعنفية.
وفي سنة 2001 تم افتتاح مبنى " مركز التنمية والحوار" قرب دار العناية تم بناؤه وتجهيزه بمساهمة مالية من الاخوة زياد واليسار ووسيم عن روح والديهم موريس وليلى غزال.
وهذه اهم البرامج والنشاطات التي اطلقتها الحلقة :
برنامج حقوق الإنسان: يشتمل على ندوات دورية، الهدف منها خلق توعية واسعة عند المواطنين حول مواضيع أهمها : عمالة الأطفال – التمييز ضد المرأة – حقوق الخادمات الآسيويات في لبنان – شرعة حقوق الانسان وتطبيقاتها في لبنان والعالم العربي. وغيرها من الموضوعات التي تتعلق بالمواطنة والحقوق والواجبات تجاه الدولة والقوانين المرعية الاجراء.
لقاءات للطلاب الثانويين والجامعيين: هي ورش عمل شهرية بدأت في مركز التنمية والحوار الذي تأسس في العام 2001.وهي تضمّ مجموعات من الطلاب الثانويين في المدارس الرسمية والخاصة، وطلاب من الجامعة اللبنانية وثلاث جامعات خاصة في منطقة صيدا، بهدف التدرب على آليات الحوار والتواصل وقبول الآخر .
برنامج قروض انمائية : هدفه وقف الهجرة من الريف الى المدينة، ودعم المستوى المعيشي لاصحاب الدخل المحدود، ومساعدة المهجرين على العودة الى قراهم من خلال تقديم قروض انتاجية صغيرة وبفائدة ميسرة بالتعاون مع مؤسسة التضامن المهني اللبنانية. وقد استفاد من هذا البرنامج مئات العائلات اللبنانية المحتاجة منذ العام 1993.
البرنامج السكني : بالشراكة مع منظمة هابيتات فور هيومانيتي انطلق هذا البرنامج في العام 2001. والهدف منه مساعدة العائلات المحتاجة الى مسكن صحي وآمن ن خلال منح العائلة قرضا بدون فائدة لمدة ثلاث سنوات وفق شروط ومعايير محددة ضمن اطار جغرافي في الجنوب يضم 70 قرية من مختلف الطوائف. وقد بلغ عدد القروض الممنوحة وحتى اليوم حوالي 350 قرضا سكنيا. كما قامت حلقة التنمية والحوار بالشراكة مع هابيتات بترميم منازل مهدمة او متضررة بعد حرب تموز 2006. وقد تم ترميم اكثر من 400 منزل في 7 قرى جنوبية من قضاءي صور وبنت جبيل لإيواء العائلات التي نزحت من بيوتها وقراها خلال الحرب.
هذه هي اهم النشاطات التي قامت وتقوم بها جمعية التنمية والحوار والهدف دائما التركيز على بناء الانسان : كل انسان، وكل انسان.
نادي المسنين:
نذكر ان الاب سليم غزال في نطاق حلقة التنمية والحوار اسسا نادي المسنين. ولا اخفي على احد دهشتي واعجابي بهذا المشروع الرائع. فقد دخلت الى هذا النادي، فالتقيت مسنين كثيرين يقضون ساعات طيبة في رعاية الراهبة تريز ركارد وكوكبة من المتطوعات، لا هم لهم الا اضفاء جو عائلي، بعيد عن الانغلاق والقوقعة، وفي جو من العمل الاجتماعي الذي يتجه الى كل الفئات والى كل الاجناس والى كل المحتاجين. وكم سررت لهذا النشراح الذي كان يبدو على الذين التقيتهم، فإنهم يبلغون نحو ستين شخصا من النساء والرجال من المسنين، يقضون ساعات في لعب الورق، ولعب الطاولة، والاشغال اليدوية، ويسمعون الاخبار، ويتناولون وجبة غداء مرة في الاسبوع، ويحضرون فيلم فيديو او يسمعون اغاني شعبية، ويذهبون معا في رحلات الى اماكن كثيرة ربما لم يسمعوا بأسمائها، ولا رأوها في حياتهم الطويلة.
وزادت دهشتي لمعرفتي ان هؤلاء المتطوعات لا يعملن فقط في المركز، بل يتعدى عملهن الى البيوت. فهناك مسنون لا يستطيعون المجيء الى المركز، فيذهبن هن اليهن، ويقدمن لهم اي نوع من المساعدة يحتاجون اليها للتخفيف من آلام الوحدة او المرض او الاهمال الذي يعانيه هؤلاء المسنون. والاكثرية الساحقة من هؤلاء المسنين هم من المسلمين.
 المطران سليم غزال
• ولد في بلدة مشغرة من أعمال البقاع الغربي في 7 تموز 1931 .
• سيم كاهناً في الرهبانية المخلصية في 22 حزيران 1958 ثم أبرز نذوره الرهبانية في 28 تشرين الثاني 1959 .
• بدأ حياته الكهنوتية كرسول متجول في قرى ورعايا أبرشية صيدا سنة 1961 .
• أسس حركة رسالة الأولاد في صيدا وجوارها سنة 1962 وحركة الشبيبة الطالبة المسيحية سنة 1963 .
• مارس التعليم الديني في مدارس صيدا الرسمية والخاصة لعدة سنوات أمام الطلاب المسيحيين والمسلمين على السواء .
• عمل في الحقل الاجتماعي مع المطران غريغوار حداد وسماحة الإمام موسى الصدر في فترة الستينات من خلال الحركة الاجتماعية ومن خلال تأسيس مستوصفات صحية ومكافحة الأمية .
• اشترك في تأسيس دار العناية – الصالحية مع البطريرك الحالي غريغوريوس الثالث لحام والمطران جورج كويتر سنة 1966 وهي مؤسسة للرعاية الاجتماعية والتعليم المهني .
• اشترك مع غبطة البطريرك الحالي في تأسيس رابطة الرسل العلمانيين وخلايا الصلاة ومركز التثقيف الديني واللاهوتي في دار العناية – الصالحية .
• قاد حركة الحوار المسيحي – الإسلامي في صيدا والجنوب منذ أواخر الستينات وكان من الدعاة الأوائل لترسيخ صيغة العيش المشترك .
• بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 وعقب أحداث شرق صيدا انتدبه سينودس الروم الكاثوليك مدبراً بطريركياً سنة 1985 على أبرشية صيدا ودير القمر لمدة سنتين .
• ناضل من أجل عودة المهجرين الذين تركوا بيوتهم وأرزاقهم في قرى شرق صيدا وإقليم الخروب بعد أحداث نيسان سنة 1985 إيماناً منه بوحدة لبنان ونموذج العيش المشترك إلى أن تحققت هذه الأمنية في صيف 1991 .
• أسس حلقة التنمية والحوار في العام 1990 مع مجموعة من المثقفين، مسلمين ومسيحيين لمتابعة العمل على بناء السلام وتنمية الإنسان والمجتمع، وبعد إنجاز مركزها الخاص سنة 2001 في بلدة مجدليون شرق صيدا انتقلت نشاطات الجمعية إلى هذا المركز الجديد .
• تسلم الرئاسة العامة للرهبانية المخلصية لمدة ست سنوات بين عامي 1995 – 2001 .
• انتخبه سينودس الروم الكاثوليك مطراناً في حزيران من العام 2001 ثم عيّن معاوناً بطريركياً لغاية العام 2006 .
• يشغل حالياً مركز رئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي في لبنان .
• شارك في مؤتمرات عديدة في لبنان والخارج منها :
• سينودس من أجل لبنان "رجاء جديد للبنان" انعقد في الفاتيكان وكان له مداخلة في حضور البابا يوحنا بولس الثاني من 25 تشرين الثاني إلى 14 كانون الأول 1985 تركزت حول الوحدة الوطنية وتطوير النظام السياسي في لبنان .
• مؤتمر باريس في 5 و 6 كانون أول 1997 وكان له مداخلة حول العيش المشترك .
• لقاء عالمي حول الهرسك والبوسنة في سلوفاكيا سنة 1998 وقد قدّم شهادة حول تجربة العنف وصيغة التنوع في لبنان .
• اشترك في البعثة الدولية من أجل السلام في روندا بعد المجازر العرقية بين الهوتو (Houtou) والتوتسي (Toutsi) سنة 1994 لتقديم شهادة شخصية حول لبنان .
• شارك عدة مرّات في الأيام الرومانية في روما حول العلاقات المسيحية الإسلامية وكان له عدّة مداخلات حول موضوع "الرجاء في قلب العاصفة" .
• رشحته جريدة لاكروا الفرنسية في عددها 19/10/1992 إلى جائزة حقوق الإنسان وكان بين ستة أشخاص اختيروا من دول العالم لمشاريع يقومون بها في بلدانهم لخدمة أغراض السلام وحقوق الإنسان وجاء في إعلان الترشيح "إن اختيار الأب سليم غزال كان نتيجة للجهود التي بذلها خلال سنوات الحرب اللبنانية في سبيل الحفاظ على العيش المشترك وإعادة اللحمة إلى أبناء الشعب الواحد وقد تجسّد هذا النشاط في دير المخلص والمنطقة المحيطة به من خلال المشاريع الآتية :
أ‌- استحداث دورات مهنية لتأهيل الشباب الخارجين من الحرب ومن أفراد الميليشيات السابقة من أجل تعلّم مهنة معينة.
ب‌- إعادة فتح المدرسة الثانوية لاستقبال طلاب المنطقة من جميع الطوائف .
ج- إطلاق المراكز الصيفية للشباب والأطفال ضمن برنامج التربية على السلام .
– في 4 تشرين الثاني سنة 2007 نال جائزة السلام على الارض العالمية تقديرا لسعيه الدائم لنشر السلام عبر الحوار والتعليم. يمنح هذه الجائزة سنويا تحالف يضم : ابرشية دافنبورت في ولاية ايوا الاميركية – وجامعة القديس امبروسيوس الكاثوليكية – والجامعة اللوثرية اغسطينا كولدج – والكنيسة المتحدة الانجيلية – وباكس كريستي وجمعية تواضع مريم. تمنح هذه الجائزة سنويا منذ 1964 احياء لرسالة الباب يوحنا الثالث والعشرين " السلام على الارض التي اطلقها سنة 1963 ". في 22 حزيران 2008 احتفل بيوبيله الكهنوتي الذهبي.
من أقواله المأثورة :
" لا نخاف على كنيسة فقيرة خادمة وعلى كنيسة تمرّ في الضيقات بل نخاف أن نكون كنيسة بدون رجاء" .

السابق
بري: نصر على كشف حقيقة كل ما جرى في حرب تموز أمام الرأي العام
التالي
أصدقاء الشيخ مشيمش: نطالب بالإفراج الفوري عن الشيخ مشيمش لأنه سجين رأي