فوجىء المزارعون الجنوبيون بفساد موسم العنب والبصل والتين وبعض المزروعات الصيفية الأخرى، وكان لافتاً يباس أشجار العنب باكراً وسقوط العناقيد أرضاً قبل نضوجها في معظم المناطق الجنوبية، خصوصا في قرى بنت جبيل ومرجعيون: "لا تحليل علمي دقيق لما يحصل لهذه المزروعات"، يقول الخبير الزراعي محمد يعقوب، ابن بلدة حولا، "لكن ما حصل لهذا الموسم شبيه بما حصل بعد حرب تموز 2006، عندما أصيبت أشجار العنب والزيتون وشتول التبغ باليباس، وكان لافتاً هذا العام اصابة موسم التين والبصل الذي اسودّ لون أوراقه ويبست باكراً فأصبحت حباته صغيرة جدا، كما تراجع موسم التين الذي تأخّر نضوجه كثيراًً".
أحمد شحيمي، من بلدة مركبا في مرجعيون، يؤكد كلام يعقوب، ويزيد أنّ "معظم مزارعي البلدة فوجئوا هذا العام بيباس كروم العنب وأشجار التين والصحاري، سيّما البندورة، وقد حدث هذا الأمر سابقا بعد حرب تموز وتراجع قليلاً بعد ذلك لكنه اشتدّ هذا الصيف دون أن نعرف السبب الحقيقي لذلك، رغم أن معظم أبناء البلدة المقيمين فيها يعتمدون على الزراعة، وهم يعتقدون أن القذائف الكثيرة التي سقطت في أراضي البلدة أثناء الحرب قد سمّمت التربة، لذلك نناشد المسؤولين بالكشف عن السبب الحقيقي لمعالجة المشكلة".
هذا الكلام يردّده أيضا رئيس بلدية مركبا جهاد حمّود اليذ يعتبر أنّه "قد يكون لهطول الأمطار في بداية الصيف دور في ذلك، فقد سبق أن أصيبت شتول التبغ باليباس وقد عمدنا الى مساعدة المزارعين على تجاوز هذه المشكلة".
ويلفت المرشد الزراعي حسين حمدون، من بلدة عربصاليم في إقليم التفاح، أن "من أهم أسباب يباس المزروعات وتراجع الموسم الزراعي هذا الصيف هو تغيّر المناخ واستمرار هطول الأمطار في فصل الربيع مع ارتفاع نسبة الرطوبة ودرجة الحرارة، اضافة الى عدم اعتماد المزارعين على الارشاد الزراعي واستخدام الأسمدة الكيميائية بشكل عشوائي". ويعتبر أن "الحرارة المرتفعة المترافقة مع هطول الأمطار أثناء نموّ المزروعات تؤدي حتماً الى الاصابة بأمراض مختلفة، وهذا ما حصل للبصل والبندورة والعنب والتين، وكان على المزارعين أن يستخدموا الأسمدة العضوية، أما القذائف التي انتشرت في الحقول الزراعية بعد حرب تموز فلها دور أيضاً ولكن فقط في المناطق التي سقطت فيها".
ويرى حمدون أن "ما حصل هذا العام يجب أن تتمّ متابعته من قبل المعنيين للتأكد من الأسباب وتوجيه المزارعين ومساعدتهم قبل حلول الموسم القادم".
