البناء: سباق مع الوقت للتوافق على الكهرباء قبل جلسة الحكومة غداً والأسد يُشيد بعمل الصليب الأحمر الدولي ومواقف تحريضية لأمير قطر

دخلت الاتصالات لحل أزمة الكهرباء في سباق مع الوقت قبيل اجتماع مجلس الوزراء في جلسته المقررة غداً، حيث لم تنجح المشاورات المكثفة التي عقدت يوم أمس ومساء أول من أمس في الوصول إلى توافقات حول خطة الكهرباء، خصوصا ما يتعلق بالإشراف على الأموال التي ستخصص لهذه الخطة، وأيضاً ما يتعلق بتشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء.
وبدا من خلال ما انتهت إليه اجتماعات يوم أمس أن الأمور لا تزال تدور في حلقة مفرغة من دون إقفال الباب أمام استمرار المساعي والاتصالات اليوم وغداً. وأما إذا بقيت الأمور كما كانت عليه مساء أمس، فإن الخلاف سيطرح أمام جلسة مجلس الوزراء بعد ظهر غد في قصر بعبدا للخروج بموقف من الخطة.
وإذا كانت أوساط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد لخصت مساء أمس مسار الاتصالات بالقول إن المسألة لا تزال قيد البحث ولا يمكن الحسم لا سلباً ولا إيجاباً، فإن وزير الطاقة جبران باسيل الذي تغيّب عن الاجتماع الذي عقد برئاسة ميقاتي بعد أن كان قد التقاه صباحاً أكد أن لا تسوية على خطة الكهرباء، وإذا لم تنجزها الحكومة فلن تنجز شيئاً".
حركة الاتصالات والمشاورات
وكانت قد تكثفت الاتصالات طوال يوم أمس استكمالاً للعشاء الذي جمع مساء أول من أمس في منزل مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم جنبلاط ورعد ووزراء جبهة النضال الوطني بالإضافة إلى ممثلين عن الرئيس بري.
واستهلت الاجتماعات أمس بلقاء بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الطاقة جبران باسيل، أعلن بعده باسيل أنه لن يحضر الاجتماع الوزاري في السراي الحكومي. وفهم من مصادر مطلعة ان الاجتماع لم ينته إلى توافق حول قضية الكهرباء بين الرجلين.
ومن ثم اجتمع ميقاتي مع النائب وليد جنبلاط بحضور وزراء جبهة النضال الوطني والوزير نقولا نحاس حيث أقام ميقاتي مأدبة غداء على شرف جنبلاط وتمحور النقاش حول خطة الكهرباء.
وبعد الظهر ترأس ميقاتي اجتماعاً وزارياً في السراي الحكومي حضره الوزراء محمد الصفدي ومحمد فنيش وعلي حسن خليل وغازي العريضي ووائل أبو فاعور ونقولا نحاس، خصص للبحث في الأفكار المطروحة للخروج بتوافق حول خطة الكهرباء. وعلم أن الاجتماع بحث في عدد من الأفكار والمقترحات أبرزها خطة الوزير محمد الصفدي التي تقضي بتجزئة خطة الوزير جبران باسيل حيث يعتبر الصفدي أن الأموال الممطلوبة للخطة غير مؤمنة حالياً، ولذلك فالأفضل أن تجري تجزئتها.
وقد اتفق الاجتماع على إيفاد الوزير علي حسن خليل للقاء الوزير جبران باسيل ووضعه في أجواء ما دار خلال اللقاء.
ومساء أمس زار الرئيس ميقاتي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وجرى البحث في موضوع خطة الكهرباء.
أوساط السراي
وقالت أوساط السراي لـ"البناء" عن أجواء الاجتماع إن المسألة لا تزال قيد البحث ولا يمكن الحسم لا سلباً ولا إيجابا.
واعتبرت أن الوزير باسيل بدا سواء بعد لقائه الرئيس ميقاتي أو من خلال مؤتمره الصحافي أنه لم يقفل الباب نهائياً أمام أي تسوية، وهو بانتظار ما سيتبلغه من أحد الوزراء عن اجواء المناقشات التي دارت خلال الاجتماع ومجموعة الأفكار التي طرحت على الطاولة والتي تتمحور بمجملها حول العديد من التفاصيل التقنية انطلاقاً من خطة الوزير باسيل نفسه.
وحسب أحد الوزراء الذين شاركوا في الاجتماع، فإن ما طرح من قبل المشاركين هو مجموعة أفكار جديدة لكيفية مقاربة خطة باسيل وتوضيحها، على أن تنقل كل هذه المشاورات والطروحات إلى الوزير باسيل ليعطي رأيه فيها.
وشددت الأوساط نفسها على أن الطروحات الجديدة لا "تنسف" خطة باسيل، وإنما تتكامل معها وفق العديد من الرؤى التي تستند إلى معطيات علمية بما يسهِّل تنفيذ هذه الخطة.
وعن مصير جلسة مجلس الوزراء غداً الأربعاء، حيث مشروع الكهرباء هو البند الأول على جدول أعمالها، قالت هذه الأوساط إن الأمور مرهونة بجواب الوزير باسيل على ما دار خلال اجتماع السراي.
… ومصادر وزارية
من ناحيتها، أكدت مصادر وزارية أن الاجتماع شهد حلحلة ملحوظة وأن المشاورات باتت تتركز الآن حول موضوع التمويل، وإن من بين الحلول المطروحة أن يقوم وزير الطاقة بتنفيذ خطته بتمويل من الدولة لأول ستة أشهر، على أن يموّل ما يتبقى من المشروع من صناديق وهبات عربية، وفي حال لم يتأمن ذلك، فساعتئذٍ تقوم الدولة بالتمويل.
كذلك اكتفى أحد الوزراء الذين شاركوا في اجتماع السراي بالقول إن "توافقاً حصل حول بعض الاقتراحات والأمور التي لا تزال قيد التشاور ولم يستبعد الوزير المعني الوصول إلى مخارج قبل جلسة مجلس الوزراء لأن المشكلة فنية وتقنية لا سياسية".
المؤتمر الصحافي للوزير باسيل
وفيما كان الاجتماع الوزاري منعقدا في السراي الحكومي برئاسة ميقاتي، عقد الوزير جبران باسيل مؤتمرا صحافيا تناول فيه بالتفصيل ما يمكن ان توفره خطة الكهرباء على الخزينة والتي تصل الى حدود الملياري دولار، كما توفر على الاقتصاد الوطني ستة مليارات دولار.
واشار الى أنه "أصبح امرا محسوما انه لن تكون هناك أي تسوية على هذا الموضوع"، معتبرا "انه حان الوقت ليعبر كل فريق عن المشكلة اذا كان هناك مشكلة".
وأكد: "نحن لا نريد ان نكسر أحدا ولا نريد ان يكسرنا أحد"، لافتا الى ان "هذا الموضوع اما نوافق عليه واما لا نوافق عليه".
وقال: "لم أفهم ما المشكلة وأين هي نقطة الخلاف لانه في كل يوم نسمع قصة جديدة" في ما يتعلق بخطة الكهرباء. ولفت الى ان المشروع هو انتصار لكل لبنان لا لفريق على آخر.
واضاف: "قلنا منذ البداية الا يتحدث معنا احد بالمحاصصة والـcomission وان امر خطة الكهرباء غير خاضع للمقايضة والوقت حان كي يقول كل فريق للرأي العام ما هي المشكلة اذاً. الموضوع بكامله لا يحمل اي تسوية".
وطالب باسيل من يطرح فكرة الخصخصة وتشكيل الهيئة الناظمة للاتصالات بان يعلن "ما الذي يقصده وهل يريد بيع الكهرباء بالوضع الذي هي عليه اليوم".
وتمنى باسيل حصول توافق في جلسة الحكومة غدا الاربعاء، لكنه لفت الى أنه "اذا لم تنجز الحكومة هذا الملف لن تنجز شيئا".
وتطرق الى موضوع التمويل، وشدد على أنه "لا قيمة للتوفير بالفوائد امام الخسارة التي يتكبدها لبنان". ورفض الحديث عن تجزئة التمويل، مشيرا الى أنه "لا يمكن لأي شركة ان تأتي لتعمل من دون ان تضمن التمويل بقانون".
وشدد وزير الطاقة والمياه على أن "من يتحدث عن عدم وجود التمويل، عليه ان يتحمل المسؤولية"، مستغربا كيف ان "من يتحدث عن عدم وجود الاموال يؤمنها لوزارات اخرى".
وأكد: "لا نبحث عن مشاكل ولا نريد سقوط الحكومة ونريدها ان تنجح"، مشددا على ان "نجاح الحكومة هو نجاح لنا وفشلها هو فشلنا".
نحاس لـ "البناء"
وزير العمل شربل نحاس كان اكثر صراحة ووضوحا برده على سؤال لـ "البناء" عن رأيه في ما طرح من مقاربات وافكار جديدة حول خطة الكهرباء في اجتماع السراي، فأكد عدم الموافقة عليها في مجملها، لأننا أمام خطة كاملة ومتكاملة بمجملها وبكل عناصرها، وهي اشبعت درسا وشرحا، وهي أفضل الممكن، وان كل ما طرح خلاف ذلك هو للعرقلة لا اكثر ولا أقل، فلماذا اللف والدوران وكل الامور واضحة أمامنا.
وأضاف نحاس: يغدقون الأموال على مشاريع من هنا ومشاريع من هناك، وعندما تصل الامور الى مشروع حيوي يهم كل اللبنانيين كالكهرباء يمتنعون ويختلقون الحجج والأعذار.
وعن إمكانية تجزئة تمويل الخطة لتصبح على دفعات اولها لفترة ستة اشهر، أكد نحاس الرفض المطلق لهذه التجزئة لأن أي تمويل آخر سيكون على حساب الضرائب والدين، وخطة كالتي نحن بصددها لا يمكن ان يجزأ تنفيذها على مراحل زمنية، فهي خطة متكاملة ويجب ان يسير التنفيذ بصددها بشكل كامل.
وعن مصير جلسة مجلس وزراء غد الاربعاء قال نحاس: اعطينا مهلة كافية لدراسة الملف، واذا لم يصر الى التوافق فنحن ذاهبون الى التصويت، واذا ما سقط المشروع، لن يكون هناك مجلس وزراء آخر إلا ويكون مشروع الكهرباء في أول جدول الأعمال.
الوضع في سورية
على صعيد آخر، شهدت سورية في الساعات الماضية مزيدا من الخطوات التي من شأنها المساهمة في عودة الاستقرار واقرار الاصلاحات، في وقت استمرت حملات التحريض سعيا وراء محاولات ضرب الاستقرار فيها، وهو ما يستشف من تصريح امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي رأى أن حركة الاحتجاج لن تتراجع.

لقاء الأسد ورئيس الصليب الأحمر
وأمس، أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر على أهمية إطلاع اللجنة الدولية للصليب الاحمر على حقيقة الأوضاع في سورية خصوصا في ظل التشويه الإعلامي الكبير للحقائق.
وأعلن بيان رئاسي سوري "إن الرئيس الأسد رحب خلال لقائه كلينبرغر بعمل اللجنة طالما انها مستقلة وتعمل بموضوعية بعيدا عن التسييس".
بدوره، شكر كلينبرغر الرئيس الأسد على التعاون الكبير والتسهيلات الكثيرة التي قدمتها الحكومة السورية للوفد للوصول إلى مدن ومناطق سورية متعددة وتقييم الأوضاع فيها وزيارة مراكز الاعتقال.
انطلاق الحوار في المحافظات
وأمس ايضا، انطلقت جلسات الحوار الوطني على مستوى المحافظات في كل سورية، وتستمر لغاية العشرين من الشهر الجاري بهدف تحقيق أوسع مشاركة شعبية في الحوار حول الرؤية المستقبلية لبناء سورية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وتتألف اللجان التحضيرية للحوار في كل محافظة وجامعة من ممثلين عن الأحزاب والحكومة والمستقلين والمعارضة. وتشارك في الحوار الفاعليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وممثلون عن المجتمع الأهلي وكل أطياف المجتمع.
العربي في دمشق غدا
الى ذلك، يزور الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دمشق يوم غد الأربعاء للقاء كبار المسؤولين السوريين وفي مقدمهم الرئيس الأسد للتباحث في الأوضاع التي تمر بها سورية، وما يمكن القيام به لتهدئة الأمور على خلفية اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة نهاية الشهر الماضي.
موقف منحاز لأمير قطر!
في هذا الوقت، صدر موقف لافت، عن امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يتناغم فيه مع ما يحصل في سورية من محاولات لضرب الاستقرار والأمن. وذهب امير قطر في تصريح لقناة "الجزيرة" الى حدود التكهن بأن حركة الاحتجاج لن تتراجع "مدعيا" أن القتل شبه يومي، فهذا واضح وان الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه بحيث لم يفرق أمير قطر بين مسعى الدولة الى إعادة الاستقرار وما تقوم به التنظيمات الإرهابية المسلحة من اعتداءات وتخريب.
أضاف: "ان السؤال المطروح الآن هو كيفية الخروج من هذا الانسداد الداخلي في سورية"؟
… ودمشق تنتقد تحريض حمد
وانتقدت وسائل الإعلام السورية تصريحات أمير قطر ووصفتها بأنها "تحريضية" و"تشجع على الفوضى" في سورية.

واعتبرت قناة الإخبارية السورية ان تصريحات أمير قطر "تشجع على الفوضى، وتخدم سياسات أعداء سورية، وتستهدف الشعب السوري المسالم والأصيل"، فيما اعتبر التلفزيون الرسمي السوري تصريحات الشيخ حمد بأنها "تصب الزيت على النار"، ورأى أن هدفها "التحريض ضد سورية، وإحداث غطاء عربي لتدخل الناتو في سورية".
تزوير الوقائع من جانب "الإعلام" المشبوه
الى ذلك، واصلت وسائل الإعلام المعروفة بتوجهاتها المشبوهة ضد سورية حملاتها التحريضية في سبيل اثارة المزيد من الاضطرابات، وصولا الى تزوير الوقائع والاكتفاء بنقل ما تدعيه تنظيمات ما يسمى المعارضة السورية، والتي لا هم لها سوى دفع سورية نحو مزيد من التأزم ولو من خلال الحملات الإعلامية المشبوهة، واشاعة الاخبار الكاذبة عن حصول عمليات امنية للقوى الرسمية.
وزعمت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عمن سمته الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سورية عمر ادلبي ان شخصين قتلا في حمص خلال عملية امنية امس. كما زعم ادلبي ان 30 آلية عسكرية دخلت مدينة حماه وسط اطلاق نار كثيف.
كذلك، استمرت قناة "الجزيرة" بنشر واذاعة الاخبار الكاذبة نقلا عمن تسميهم "ناشطين" مدعية ان الأمن اقتحم بلدة خان السبيل واعتقل اكثر من مائة شخص. كما ادعت ان قتيلين سقطا في قصف لمدينة تلكلخ.
بدورها، واصلت "قناة المستقبل" بث الاخبار الملفقة والكاذبة، فادعت ان اطلاق نار كثيفا حصل قرب الساعة القديمة في حمص.
بدوره زعم "المرصد السوري لحقوق الإنسان" التابع للمعارضة ومقره لندن أن 6 أشخاص قُتلوا في محافظة حمص. وادعى ان قوات عسكرية قامت باقتحام قرية خان السبيل في محافظة ادلب واعتقلت 70 شخصاً.

وقال المرصد في بيانات "إن شهيدين سقطا في حي الخالدية في حمص خلال اقتحام قوات الأمن للحي. كما سقط شهيد من حي البياضة باطلاق رصاص عندما كان متوجهاً إلى عمله. واستشهد رجل وابنه في حي بستان الديوان باطلاق رصاص بينما كان على دراجة نارية، ومواطن برصاص قناصة في مدينة تلكلخ في محافظة حمص".

السابق
من الانتخاب إلى التعيين !!
التالي
السفير: خطة الكهرباء.. التزام بنصف تمويل لبناني!