ويكيليكس… تفضح زور تحقيق العدو

كشفت وثائق ويكيليكس عن وثيقة سرية حول لقاء السفير السابق للولايات المتحدة في «إسرائيل» جيمس كنينغهام في شباط 2010، مع المدعي العام العسكري «الإسرائيلي» الجنرال أفيحاي مندلبليط، اعترف خلاله الأخير بأن «إسرائيل» تستخدم طائرات مسلحة بدون طيار لاغتيال فلسطينيين لبنانيين في حرب تموز.
وبحسب ويكيليكس فإن تفاصيل المحادثة بين مندلبليط وكنينغهام وردت في برقية سرية أرسلت من سفارة الولايات المتحدة في تل أبيب إلى الخارجية الأميركية في واشنطن، كشف عنها منذ يومين، على موقع ويكيليكس.
وجاء في الوثيقة أن مندلبليط كان يطلع السفير الأميركي في حينه على مستجدات تحقيقات الجيش في مقتل مواطنين فلسطينيين خلال الحرب العدوانية على قطاع غزة في 2008- 2009، ومن ضمنها قصف مسجد في غزة بطائرة بدون طيار، الأمر الذي أدى إلى مقتل 16 مدنياً فلسطينياً كانوا يصلون داخل المسجد، وعلى لبنان في تموز 2006.

وجاء في البرقية التي أرسلت إلى الخارجية الأميركية أن مندلبليط يدّعي أن «الحقائق معروفة، طائرة بدون طيار أطلقت النار على اثنين من مقاتلي حركة حماس وقفا أمام المسجد، والنتيجة مقتل 16 مدنياً كانوا يصلون داخل المسجد بسبب إصابتهم بالشظايا لأن باب المسجد كان مفتوحاً ، وفي لبنان نتيجة لوجود اسلحة في اسفل المسجد .
من جهتها نقلت "هآرتس" النبأ، مشيرة إلى أن منظمات حقوق إنسان ووسائل إعلام أجنبية نشرت منذ سنوات، أن الجيش «الإسرائيلي» يستخدم طائرات بدون طيار مجهزة بالصواريخ لقصف أهداف في قطاع غزة، وهو ما أكده موقع "ويكيليكس" استنادا إلى أقوال المدعي العسكري «الإسرائيلي» العام.

تحقيق مزوّر
يذكر أن الحادثة المشار إليها في الوثيقة كان قد «حقق» فيها جيش الاحتلال مع نفسه فور وقف الحرب العدوانية. وادعت نتائج التحقيق أن الجيش لم يكن يعلم بوجود المسجد في المنطقة، وأنه كان لا يزال في مراحل البناء والثاني ليس بمسجد. وبعد نشر تفاصيلها في تقرير غولدستون واتهام «إسرائيل» بالمس المتعمد بالمصلين قرر الجيش إعادة التحقيق مرة أخرى.

وادّعى التحقيق الثاني أن القصف استهدف اثنين من ناشطي حركة حماس شاركا في إطلاق الصواريخ باتجاه «إسرائيل»، وأنه "حصل خطأ في الاعتبارات المهنية للضابط الذي أصدر أمرا بتنفيذ الهجوم"، وأن رئيس أركان الجيش في حينه، غابي أشكنازي، اتخذ إجراءات ضده وتم نقله من منصبه.
وادعى المدعي العسكري العام، مندلبليط، أن نتائج التحقيق تشير إلى أنه لم يحصل أي خرق لقوانين الحرب في الهجوم، بادعاء أن الصاروخ لم يكن موجها باتجاه المسجد، وإنما باتجاه مقاتلي حركة حماس، وأنه لم يكن يتوقع أن يؤدي القصف إلى إصابة مدنيين. كما ادعى أنه كان هناك 5 من ناشطي حركة حماس بين القتلى المدنيين.
وكانت وثيقة أخرى قد أشارت إلى اجتماع جرى في كانون الثاني 2010 ضم مساعدة سكرتيرة الدولة لحقوق الإنسان مايكل بوزنر، وأعضاء هيئة أركان الجيش ومن ضمنهم رئيس الأركان أشكنازي، والقائد العسكري لمنطقة الجنوب يوآف غالنط وقائد سلاح الجو عيدو نحوشتان، جاء فيه: أنه «تم إطلاق صاروخين؛ أخطأ الأول، وأصاب الثاني«.

السابق
فتفت: قرار استقالة الحكومة يملكه حزب الله
التالي
حمـلة بيئية لتقليـل نسبـة التلـوث في صـور