ماذا صمتت المراجع الإسلامية عن مذابح السوريين ؟

أكثر من ستة اشهر دموية قاسية و الشعب السوري بشبابه و نسائه وأطفاله وكل طوائفه و ملله و نحله يدفع دما عبيطا مقدسا في مقارعة القتلة و الطغاة من قادة نظام المخابرات و الإرهاب ويتحرك كل العالم الحر لنصرته , ويفرض الإتحاد الأوروبي عقوبات إقتصادية وسياسية , بينما العالمان العربي و الإسلامي مترددان حتى الموت وخائفان حد الجزع والجبن في مواجهة ذلك النظام العاجز الفاشل المجرم ,فبإستثناء خطوات خليجية خجولة شملت سحب السفراء من دمشق فلايوجد أي رد سياسي أو إقتصادي أو حتى إعلامي عربي في مواجهة قتلة الشام و طغاتها و ( شبيحتها ) ! وإذا كانت بعض الحكومات العربية كالحكومة العراقية مثلا ( حاشية الخنوع ) متورطة في ملفات تخادم و عمل و إرتباطات مع أجهزة المخابرات السورية وهي قصة معروفة ومفضوحة للجميع مما جعل الموقف الرسمي العراقي مخجلا و سخيفا و متهاويا ومجللا بالعار , فإن الحكومات العربية الأخرى لايوجد في ملفاتها ما يخشى عليه في حالة تضامنها مع الشعب السوري وإدانة مجازر نظامه المجرم ضده ! 

و لكن المصيبة ليست في موقف الحكومات العربية العاجزة و المترددة ولكنها في جانب المرجعيات الدينية الإسلامية خصوصا التي صمتت صمت القبور عما يجري من إنتهاكات فظيعة ضد كل المقدسات و المساجد ودور العبادة ودماء المسلمين و إخوتهم المسيحيين وغيرهم , فلم نسمع رغم مصرع آلاف السوريين الموحدين أي موقف إدانة حقيقي من أي مرجع ديني إسلامي يدين فيه نظام البغي و القتل السوري و يدافع عن حرمة الدماء الإنسانية و يطالب بوقف حمامات الدم و الإصغاء إلى صوت الشعب و الرحيل بعيدا تلبية وإستجابة لمطالب الجماهير السورية التي هي وحدها تمتلك شرعية إتخاذ القرار وحق تقرير المصير , بل على العكس شاهدنا مواقف مخجلة لوكلاء بعض الرموز و المراجع الدينية تصب للأسف في خدمة نظام البغي و العدوان بل أن بعضهم لم يخجل أو يتورع عن حشر إسم أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في إطروحة الدفاع عن النظام السوري حينما قال ( بأنه حلم بأن سيف الإمام علي يدافع عن عرش بشار و شبيحته )!! وذلك و أيم الله قمة الإفتراء و التجني و العدوان على الامام علي سلام الله عليه و تجديف غير مبرر و إنني أجزم بأنه لوكان الإمام موجودا بيننا لوقف بسيفه و لسانه و رأيه ضد زمرة الإرهاب في بلاد الشام!!
و لكنها المصالح قاتلها الله التي تجعل البعض يستسهل تطويع النصوص و الرموز الدينية المقدسة من أجل أهداف دنيوية فاشلة , أكرر للأسف لم يتبلور أي موقف مرجعي إسلامي في مواجهة نظام القتلة الذي لم يتورع عن قصف الجوامع و إهانة الأئمة وذبح المصلين وعباد الله في ليالي روحانية مقدسة كما حصل في رمضان الماضي و كما سيحصل كل وقت وكل حين , فالنظام لا يعترف بأي قدسية ولا مرجعية سوى مرجعية سلطته الفاشية المجرمة وهو مستعد لإبادة ملايين المسلمين و الموحدين من أجل أن يبقى , وجينات الإرهاب و الخديعة و القتل قد توارثها أهل النظام السوري كابرا عن كابر و لايجوز لأي مرجعية مسلمة الصمت عما يجري و خصوصا مرجعيات الدين في النجف وقم و خراسان التي شوه مواقفها الإنسانية و الإسلامية الموقف السياسي للنظام الإيراني المتواطئ مع النظام السوري في قتل شعبه ,

إننا على ثقة من أن المرجعيات الدينية الشيعية التي كانت رموزا جهادية شامخة عبر التاريخ لا يمكن أن تهادن نظام القتلة في الشام أو تغض النظر عما يجري ولكن هناك اليوم حملات سوداء هدفها طمر الحقائق و تشويه الوقائع و تزوير المعطيات وخلط الأوراق , فنظام البعث السوري هو في النهاية نظام فاسد متعجرف بعيد كل البعد عن الإسلام أو عن أي قيم سمحاء أرضية كانت أم سماوية , وتجاهل الدماء السورية أمر مشين و مؤشر على أبواب فتنة كبرى لا نريد لها أن تحفر أخاديدها في الجسم الإسلامي , البعث السوري يراهن على الفتنة من اجل تعويم نفسه و إنقاذ حاله من مصيره الحتمي و المعروف لأن الله يدافع عن الذين آمنوا و لأنه لا يمكن للمجرم و الشبيح أن يفلت بغنيمته أو ان يهرب من عقاب الله و التاريخ , بلورة موقف مرجعي إسلامي موحد ضد نظام الطغيان السوري هو أمر ستراتيجي في طريق الوحدة الإسلامية و اي تلكؤ في نصرة الثورة السورية إسلاميا ستكون له تبعات مؤلمة بكل تأكيد.

السابق
الحياة: التيار الحر يجدد رفضه الحكم على فايز كرم والمستقبل يستغرب صمت حزب الله إزاءه
التالي
أين حزب الله من زوبعة فايز كرم !؟