“جيشنا والقلم”.. وقفة تضامنية مع عسكر لبنان

رفضاً للحملات السياسية والإعلامية على المؤسسة التي تحظى بمحبة جميع اللبنانيين، المؤسسة التي تعتبر «خطاً أحمر» كقوةٍ ضابطةٍ للأمن داخل الوطن وعلى الحدود، قوة أجمع اللبنانيون شعباً ومؤسسات ودولة وأحزاب على عدم المساس بها، وقرروا المحافظة على وحدتها بوتقةً جامعةً لا مفرّقة، ألا وهي المؤسسة العسكرية، وفي اعتصام تضامني تداعى إليه شباب لبنانيون، كان رمزياً في الشكل، لكن رسائله كانت عميقةً في المضمون، عبّر هؤلاء الشباب عن «سخطهم» للتطاول على مؤسسة الجيش اللبناني، أفراداً ورتباء وضباطاً، وأتى هذا «السخط» من مدى عمق إيمانهم بهذا الجيش.
أمام نصب الجندي المجهول في منطقة المتحف، وبدعوة من «الحملة الوطنية للتضامن مع الجيش»، وهي مجموعات شبابية كانت قد وجهت دعوتها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» تحت شعار «جيشنا والقلم»، نفّذ أول من أمس السبت اعتصام تضامني ألقيت خلاله كلمات عديدة، كما أعلن أن هذا الاعتصام لن يكون الأخير، وستليه تحركات أخرى من أجل تحقيق مطالب الحملة التي ستبقى في موقفها الداعم للجيش الوطني، والرافض لأي تطاول عليه، والتي أكّدت أنّ الجيش اللبناني الباسل هو الضمانة الوحيدة للاستقرار وللسلم الأهلي.
لافتات
الاعتصام التضامني مع الجيش لم يشترك فيه العنصر الشاب فقط، بل سجّل مشاركة من قبل الأطفال كما الكبار، والنساء كما الرجال، وقد رفع هؤلاء لافتات عديدة، بعضها مندّدٌ بالحملة التي تشّن على الجيش، مثل: «لا تدخلو الجيش في دهاليزكم»، و«الهجوم على الجيش هجوم على مشروع الدولة»، وبعضها الآخر داعماً للجيش مثل: «جيشنا قوتنا.. جيشنا منعتنا»، و«نعم لرفع الحصانة عن كل من يحرّض على الجيش»، و«التضامن مع الجيش.. تضامن الوطن مع نفسه»، و«الجيش.. المقاومة.. والشعب فدى ترابك يا وطني»، و"معادلة القوة.. الجيش الشعب والمقاومة".
الخطيب
بداية الكلمات كانت لماهر الخطيب أعلن فيها رفض الحملة التي تشن على الجيش الوطني اللبناني وعلى قائده العماد جان قهوجي من قبل بعض النواب والتيارات السياسية. ثم عدّد مطالب الحملة وهي:
– رفع الحصانة عن النواب الذين تطاولوا على الجيش في مواقفهم وإحالتهم على القضاء العسكري.
– الالتفاف حول الجيش الذي قدّم آلاف الشهداء والجرحى دفاعاً عن لبنان وعن السلم الأهلي.
-عدم لفلفة القضية على الطريقة اللبنانية وترك الأمور تأخذ مجراها القضائي السليم.
– التشديد على وزيرَي الدفاع والعدل بضرورة متابعة القضية وعدم السكوت عنها.
كما ناشد الخطيب باسم الحملة رئيس الجمهورية «بوصفه المؤتمن على الدستور وعلى المؤسسات، وباعتباره ابن المؤسسة العسكرية، متابعة القضية والتشديد على رفض التطاول على الجيش. وشدّدت على أن الحملة خارج الاصطفاف السياسي القائم وترفض استغلال القضية سياسياً من قبل أي فريق سياسي".
غندور
من جهته رأى رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي عمر غندور في كلمته «أنهم لا يتعرضون للجيش وحسب، بل لآخر معقل مؤسساتي رسمي لم تدنسه السياسة ولم تفسد عقيدته، وهم يتعرضون للعيش المشترك والسيادة والضمانة الوطنية والرمز الذي توافق عليه اللبنانيون وأبقوه خارج حلبتهم السياسية".
وتساءل غندور عن "توقيت هذه الحملات، وعن تجاوز الوقاحة حدود الأدب، وعما إذا كانت هي خطة لتعميم الفوضي لخلق دافع جديد يستدرج تدخلات خارجية؟".
ولفت إلى أن "التهجم على الجيش ليس زلّة لسان أو انفعال، بل خيانة للشعب اللبناني واستباحة لأمنه واستقلاله، وأن الجيش سيبقى صمام الأمان الذي سنحيطه بقلوبنا وسيبقى الحلف المقدس الشعب والجيش والمقاومة الضمان لاستقرار لبنان".
كما ألقيت خلال الاعتصام كلمات شدّدت على أنه لن يبقى من لبنان الكثير إن تطاولنا على الجيش، لأننا بذلك نمسّ الوطن كله، معتبرة انه ليس من المقبول أن يبقى بعض السياسيين يمدّون أيديهم الى جيوبنا ليسرقوا مشاعرنا بعد أن سرقوا الوطن.
جونية
وبالتزامن مع الاعتصام في المتحف نفّذت مجموعة من أنصار الجيش اللبناني اعتصاماً رمزياً في جونية قرب ملعب فؤاد شهاب الرياضي احتجاجاً على الهجوم الذي يتعرض له الجيش اللبناني من قبل بعض النواب والتيارات السياسية.

السابق
بري: لا خوف على الحكومة والكهرباء سُيِّست
التالي
سعوديات قدن سياراتهن بلا مضايقات