اللواء: عون يهدّد بقلب الطاولة.. خطة باسيل أو الأزمة

فيما يتصرف <حزب الله> وكأن الصعوبات التي تواجه <خطة الكهرباء او العتمة> بحكم المنتهية، يجنح التيار العوني الى رفع سقف تهويلاته وتهديداته، قبل الاجتماع الوزاري – التقني عصر اليوم وجلسة مجلس الوزراء المخصصة لاتخاذ القرار السياسي بتمويل خطة الوزير جبران باسيل او تأجيل القرار في الجلسة المنتظرة بعد غد، أي في 7 أيلول·

والجديد في هذه التهديدات الايحاء الاعلامي الذي تزامن مع الاجتماع الذي عقد في منزل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، والذي اجرى مقاربة حول خطة الكهرباء وموضوع تمويل المحكمة، على خلفية تصريح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لصحيفة <الحياة>، والذي كان له صدى سلبي من قبل ممثلي <امل> و<حزب الله>، هذا الايحاء الذي حمل طابعاً استفزازياً لجهة ان التيار العوني يرفض <تجزئة مشروعه لاصلاح الكهرباء، ويصر على التعامل معه كوحدة كاملة متكاملة>·

وحضر الاجتماع في منزل اللواء ابراهيم، اضافة الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، كل من وزير الاشغال غازي العريضي ووزير الصحة علي حسن خليل ممثلاً حركة <امل> والمعاون السياسي للامين العام لـ<حزب الله> الحاج حسين خليل، والحاج وفيق صفا·

واوضحت مصادر المجتمعين، ان الاجتماع كان في الاساس مأدبة إفطار تكريماً لجنبلاط، لكن الظروف لم تسمح بذلك، فاستبدل بعشاء جمع الى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلين عن <حزب الله> وحركة <امل>·

وقالت ان المجتمعين تداولوا بقضيتي الكهرباء وتمويل المحكمة، إلا انه لم يتم التوصل الى أي تفاهم، إذ ان جنبلاط أصر على موقفه المعلن، من ان الحكومة لا تستطيع التهرب من تمويل المحكمة، طالما انها التزمت بالقرارات الدولية، وان الخلاف على خطة الكهرباء تقني صرف، ولا خلفية سياسية له، مشيراً إلى انه سبق أن اتفقا على مقاربة تقنية – مالية سنقدمها بالاشتراك مع وزراء حزب الله، لافتاً إلى ان الرئيس ميقاتي ووزير المال محمّد الصفدي اقترحا إمكان الاستفادة من بعض الصناديق العربية لأنها قد تعطي لبنان قروضاً بفوائد مخفضة·

واتصالاً بالتلويح العوني، بأن جلسة 7 أيلول مرشحة لأن تشهد موقفاً حاسماً من وزراء <التيار الوطني الحر>، وصف مصدر عوني المعطيات المتوافرة لدى النائب ميشال عون بأنها <ما تزال لا تبعث على التفاؤل>، وان التكتل، وفقاً للمصدر اياه، يتابع الاتصالات الجارية، ويدرس الخيارات، ومن بينها الدعوة إلى تحركات شعبية تسبق أو تلي جلسة مجلس الوزراء، يُشارك فيها نواب التكتل ووزراؤه الذين تلقوا تعليمات، من ان لا مناقشة لأي بند في مجلس الوزراء قبل إقرار الخطة، وأن المماطلة إذا ما تبين للوزير جبران باسيل لا تزال تحكم الموقف داخل مجلس الوزراء، فان الرد عليها يكون بالانسحاب من الجلسة كخطوة أولى تليها خطوات لاحقة، ومنها العودة إلى أسلوب <ملف شهود الزور>·

وقد أبلغ <حزب الله> بهذا التوجه، الأمر الذي سرّع من وتيرة الاتصالات لتجنب الوصول إلى حائط مسدود في جلسة 7 أيلول التي – طبقاً لمصادر وزارية – بقيت مدار مناقشات رئاسية، انضم إليها الرئيس نبيه برّي·

وأبلغ قيادي في التيار العوني الذين اتصلوا به أن عون لم يتلق بعد أي عرض جدي بالنسبة لموضوع الكهرباء وهو لا يزال يتمسك بموقفه·

وتوقع مصدر وزاري، في حال لم يتم التوصّل إلى تفاهم في جلسة 7 أيلول، أن تعطى المساعي اسبوعاً اضافياً·

صدمتان لعون

وفي تقدير مصدر سياسي، فان النائب عون، ليس بإمكانه أن يحتمل صدمتين في أقل من 24 ساعة، حيث تعتبر اوساطه أن إدانة العميد فايز كرم بجريمة التعامل مع إسرائيل، تندرج في إطار توجيه رسالة قوية ضده·

والصدمة الثانية، إذا لم تقر الخطة تكون استهداف الوزير باسيل بتهمة عدم الثقة من خلال الاصرار على تشكيل لجنة وزارية تدير معه ملف الكهرباء، الأمر الذي يخشى معه من ردة فعل عونية غير متوقعة، في مكان آخر، تبعاً لما كان قد وصف نفسه في إحدى تعليقاته·

وفي هذا السياق، ذكرت مصادر مطلعة أن وعوداً أعطيت لعون بتمرير ملف الكهرباء، مقابل القبول بـ <هضم> الحكم المخفف على كرم، لكن عون رفض هذا العرض الذي عزز لديه الشكوك بوجود نوايا لفتح أبواب جانبية للمساومات <بحسب مصدر عوني الذي أكد نية وكلاء الدفاع عن كرم بتمييز الحكم اليوم، انطلاقاً من اعتقادهم بأن العناصر الجرمية للإدانة، وهي سوء النية والضرر بأمن الدولة غير متوافرة>·

وقالت مصادر في التيار العوني إن وزراءه لا يمكن أن يقبلوا بأن يتعاطى مجلس الوزراء مع ملف الكهرباء بطريقة مغايرة لتعاطيه مع ملفات أخرى، ذلك أن هذا الملف لا يحتمل التجزئة، كما هو مطروح، وأن حدود البحث التي سمح بها التكتل لن يتجاوزها، وإلا فالشلل الحكومي·

وأضافت المصادر أنه على الرغم من الضغوط التي يمارسها حزب الله، فإن وزراء التكتل ما زالوا على موقفهم من نقطتين على الأقل، وهما

: إدارة المشروع والمناقصات، وما زالوا يرفضون أن يكون قرار عقد النفقة في يد الحكومة مجتمعة طالما أن الدستور ينص على أن عقد النفقة هو من صلاحية الوزير·

إجتماع السراي

وفي المقابل، قالت أوساط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي عاد ليلاً إلى بيروت، أن طرح ما قبل عيد الفطر بصدد الكهرباء، ما زال قائماً، مشيرة إلى أن هذا الطرح والذي يتضمن 4 نقاط، سيناقش في اللقاء الوزاري عصر اليوم في السراي، والذي يفترض أن يبلور التفاهم عليه، قبل أن يتابع مجلس الوزراء، الأربعاء، الموضوع من زواياه المختلفة·

ولفتت هذه الأوساط إلى أن الجميع يريد حلاً يؤمّن علاجاً استراتيجياً لوضع الكهرباء في لبنان، وفي الوقت نفسه تكون لديه القدرة على تمويل الخطة·

ولم تشأ المصادر التأكيد عما إذا كان الوزير باسيل سيحضر اجتماع السراي اليوم، لكنها أشارت إلى أن التواصل بينه وبين الرئيس ميقاتي قائم ومستمر، وأن هناك لقاء مرتقباً بينهما يفترض أن يتم قبل مجلس الوزراء، بحسب ما اتفق على ذلك الاثنان قبل سفر رئيس الحكومة·

رعد

وكان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أكد في حفل افتتاح مجمّع الإمام الصادق في كفرفيلا – إقليم التفاح، ان مشروع الكهرباء سيمشي، وقال مخاطبا الاخيرين من دون ان يحدد من هم: <تستطيعون الارباك ولكن لا تستطيعون ايقاف مسيرة الحياة؛·

الا ان رعد ألمح بشكل او بأخر إلى ضرورة التجاوب مع مطالب عون، عندما قال: <اننا نعيش عهدا حكوميا يحتاج دوما إلى صيانة، والسبب لا لخلل في تركيبة هذه الحكومة، ولكن هناك قوى سياسية في هذه الحكومة يجب ان تتمثل>·

وحمل رعد بعنف على تيار <المستقبل> من دون ان يسميه، لافتا إلى ان هناك اناسا في لبنان عندما خرجوا من السلطة تحولوا إلى مجانين، واصبح قدس اقداسهم ان يدمروا البلد من اجل ان يعودوا إلى السطة، وقال: <اذا كان هناك احد يستغل صبرنا وتسامحنا، فهذا له حدود (···) وطالما اننا قادرون على المحافظة على وحدة بلدنا وقوته بصبرنا سنبقى صابرين، ولكن اذا رأينا ان الامور سوف تمتد من الخارج إلى داخل البلد فهذه اليد سوف نقطعها>·

بشارة وساركوزي

على صعيد آخر يلتقي البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي اليوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد ان كان ترأس امس قداساًَ في كنيسة سيدة لبنان في باريس ويشارك فيه عدد من ابناء الجالية في فرنسا·

واوضح الراعي ان الزيارة الرسمية إلى فرنسا بدعوة من ساركوزي التي تستمر إلى نهاية الاسبوع <تتيح امكانية اللقاء مع كبار مسؤولي الادارة الفرنسية لنقوم معا، بتحليل مشاكل لبنان والتغييرات الحاصلة في التركيبة الجيوبوليتيكية لبعض بلدان الشرق الاوسط، هذه التغيرات التي لا تزال تربكنا وتشغلنا ولا سيما ان نتائجها ما تزال مجهولة>·

ودعا الراعي <اللبنانيين المنتشرين في العالم تسجيل اولادهم في السفارات، فلبنان قائم على الديمقراطية ويجب ان يستمر التوازن بين اللبنانيين لانه ضرورة وطنية بين كل الشرائح اللبنانية>·

وكان الراعي اكد لدى مغادرته بيروت إلى فرنسا <ان الجيش هو العمود الفقري للبنان وعزته وكرامته ولا يجوز التهجم عليه>·

السابق
الانباء: جنبلاط يجدد رفض النسبية وتمويل المحكمة مفيد ولا حواجز مع 14 آذار
التالي
التشبيح في موضوع التعامل مع العدو أيضاً!