السفير: سوريا.. حوار المحافظات يبدأ اليوم تمهيداً للمؤتمر الوطني روسـيا تؤكّد أن دول البريكس تعارض السـيناريو الليبـي

أعلنت دمشق أمس أن جلسات الحوار الوطني على مستوى المحافظات ستنطلق اليوم وتستمر حتى 20 أيلول، وذلك «تمهيدا لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني»، في الوقت الذي قتل فيه 27 سوريا، بينهم ستة من العسكريين، خلال اليومين الماضيين، بينما يستقبل الرئيس السوري بشار الاسد اليوم رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر الذي نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عنه قوله، بعد اجتماع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، «ارتياح اللجنة الدولية للإجراءات التي تقوم بها القيادة السورية في تحمل مسؤولياتها للدفاع عن حياة مواطنيها وما أبدته من تسهيلات كبيرة خلال زيارة وفد اللجنة الدولية إلى سوريا».

الى ذلك، اعلنت موسكو، التي ترفض أي تدخل خارجي في الشؤون السورية، أن الدول الناشئة الخمس في مجموعة «بريكس» تعارض تكرار السيناريو الليبي في سوريا، التي يزورها الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «هذا الأسبوع لنقل القلق العربي».
وذكرت «سانا» ان جلسات الحوار الوطني على مستوى المحافظات ستنطلق اليوم وتستمر حتى 20 أيلول، وذلك «تمهيدا لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني وبهدف تحقيق أوسع مشاركة جماهيرية حول الرؤية المستقبلية لبناء سوريا في مختلف المجالات». وأضافت «تتركز جلسات الحوار الوطني الفرعية في ثلاثة محاور: محور الحياة السياسية والإصلاح السياسي المنشود، والمحور الاقتصادي الاجتماعي، ومحور احتياجات المحافظة والرؤية المحلية لتطويرها في مجال الخدمات والتنمية والإدارة».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البرازيلي انطونيو باتريوتا في موسكو، أن الدول الناشئة الخمس في مجموعة «بريكس» تعارض تكرار السيناريو الليبي في سوريا.

وتضم «بريكس» الدول الخمس الكبرى الناشئة: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وتمثل 40 في المئة من سكان العالم و18 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي العالمي.
وقال لافروف «إذا كان الأمر يتوقف على مجموعة بريكس فان السيناريو الليبي لن يتكرر». وأضاف «نقترح أن يطلب مجلس الأمن الدولي بحزم من كافة أطراف النزاع احترام حقوق الإنسان وإطلاق حوار». وتابع «لا يمكننا تشجيع قوى المعارضة في سوريا على تجاهل الحوار».

وكان لافروف أعلن، أمس الأول، أن روسيا تعارض الحظر الأوروبي على النفط السوري. وقال، في دوشنبه، حيث تنعقد قمة لمجموعة الدول المستقلة، «لقد سبق وقلنا ان فرض عقوبات أحادية الجانب ليس بالأمر الجيد. ذلك يقضي على فرص اعتماد نهج مشترك ازاء اي ازمة». واضاف «ان العقوبات نادرا ما تؤدي الى حلول».
إلى ذلك، ذكرت (سانا) أن المعلم عرض لرئيس الصليب الاحمر كلينبرغر، في دمشق، «جهود الحكومة لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد وتعزيز مسيرة الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس السوري بشار الأسد». كما شرح «الأوضاع الراهنة في سوريا، وما تقوم به التنظيمات المسلحة من تدمير وتخريب وقتل وترويع للمواطنين».

وأكد المعلم «أن المستشفيات العامة في جهوزية دائمة وتقدم الخدمات الطبية اللازمة لجميع المواطنين». وثمّن «الأنشطة الإنسانية التي تقوم بها منظمة الهلال الأحمر العربي السوري التي أدت دورا فاعلا في تقديم الاحتياجات الإنسانية للمواطنين خلال الأزمة الراهنة». وفنّد «مزاعم القنوات الفضائية التحريضية التي تخدم أجندات خارجية تهدف إلى محاولة النيل من أمن سوريا واستقرارها وسيادتها وقرارها الوطني المستقل».

وذكرت «سانا» أن كلينبرغر أبدى «ارتياح اللجنة الدولية للإجراءات التي تقوم بها القيادة السورية في تحمل مسؤولياتها للدفاع عن حياة مواطنيها وما أبدته من تسهيلات كبيرة خلال زيارة وفد اللجنة الدولية إلى سوريا». وبحث وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر العربي السوري جوزيف سويد مع كلينبرغر علاقات التعاون القائمة بين منظمة الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي.

وكان كلينبرغر وصل إلى دمشق في زيارة تستمر يومين، ومن المقرر أن يلتقي الأسد اليوم. وقالت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في دمشق ماريان غاسر أمس الأول، ردا على سؤال حول الطلب الذي قدمه كلينبرغر بخصوص زيارة المعتقلين، «لقد تقدمنا بالمباحثات مع المسؤولين السوريين حول هذا الموضوع ونحن واثقون من إمكانية البدء بزيارة معتقلي وزارة الداخلية».

العربي
وأعلن العربي، في مؤتمر صحافي في القاهرة بعد اجتماع مع مندوب سوريا لدى الجامعة يوسف الأحمد، انه تم إبلاغه بان «الحكومة السورية ترحب بزيارة الأمين العام للجامعة العربية ونحن بصدد تحديد موعد وغالبا سيكون هذا الأسبوع».
وعما اذا كانت هناك ضمانات بأن مهمته لن تستخدم كوسيلة لشراء الوقت من قبل السلطات السورية، قال العربي «لا ضمانات، الأمين العام عندما يقوم بمهمة لا يطلب ضمانات عندما يذهب لأي بلد، سأذهب وسأنقل القلق العربي وسأستمع» الى المسؤولين السوريين.
واكد دبلوماسي عربي رفيع المستوى ان المبادرة التي يحملها العربي «لا تخرج عن مطالب المجتمع الدولي وتدعو الى وقف العمليات العسكرية واطلاق سراح المعتقلين وبدء اجراءات الاصلاح السياسي».
وقال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في تصريح لقناة «الجزيرة» بثته أمس، إنه «بعد الاحتجاجات التي دخلت شهرها الخامس في سوريا فمن الواضح أن القتل شبه يومي، وأن الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه». وأضاف ان «السؤال المطروح الآن هو كيفية الخروج من هذا الانسداد بخصوص الوضع في سوريا».

وفد تركي في سوريا
الى ذلك، ذكرت وكالة «الاناضول» التركية ان وفدا من «حزب الشعب الجمهوري» المعارض بدأ زيارة إلى سوريا تستمر يومين. واوضح ان الوفد زار معسكرا للاجئين في منطقة هاتاي ( الاسكندرون)على الحدود، قبل أن ينتقل إلى اللاذقية حيث التقى محافظها محمد الشيخ.
وقال رئيس الوفد كمال لوك اوغلو «سوريا ليست دولة جارة فقط، لكنها شقيقة بالنسبة لنا»، موضحا ان الزيارة تهدف الى الاطلاع على الوضع في سوريا ومشاركة المعلومات التي سيجمعها مع الشعب التركي. وسيزور الوفد دمشق وحماه وحلب وحمص وطرطوس. وكان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان اعتبر، في مقابلة مع قناة «الجزيرة» امس الاول، أن «نظام الأسد وكيل إيران في الشرق الأوسط، وانه سبب عدم الاستقرار في المنطقة، ولديه حليف في فلسطين وآخر في لبنان، وليس من مصلحة أميركا أن يظل هذا النظام قائما».
وقال فيلتمان إن «الوحشية التي نراها على يد النظام السوري لا ينكرها أحد، وآن الأوان لكي يرحل». وأضاف «علاقتنا بسوريا سيئة منذ فترة طويلة، وان الرئيس (باراك) أوباما كان يأمل في أن يصنع أرضية مشتركة، لكننا وجدنا صعوبة بأن يقتنع الأسد، والإجراءات التي اتخذها سببت العزلة لدمشق، فهناك انتهاك بشع لحقوق الإنسان في سوريا».
ميدانيا، قال ناشطون حقوقيون إن «العمليات الأمنية أسفرت عن مقتل 12 شخصا في عدة مدن، فيما توفي آخرون متأثرين بجراح أصيبوا بها خلال الأيام الماضية».

وقال المتحدث باسم «لجان التنسيق المحلية» في سوريا عمر ادلبي لوكالة «فرانس برس» إن «أربعة شهداء سقطوا في كرناز بالقرب من مدينة محردة، وقتل سبعة في ريف ادلب. كما قتل شخص عندما أطلق رجال الأمن النار على حافلة في مدينة ادلب». واشار الى ان «العمليات الامنية في المنطقة كانت تهدف الى البحث عن المدعي العام في مدينة حماه عدنان بكور».
من جهتها، نقلت «سانا» عن مصدر عسكري مسؤول قوله ان «مجموعة إرهابية مسلحة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على باص كان يقل عددا من الضباط وصف الضباط والعاملين المدنيين بالقرب من محردة» في ريف حماه. واضاف المصدر ان «الكمين أسفر عن استشهاد ضابط وخمسة ضباط صف وثلاثة موظفين مدنيين واصابة 17». واوضح ان «دورية امنية قامت بملاحقة القتلة على طريق حماه – الغاب حيث جرى اشتباك مسلح مع أربعة من الإرهابيين»، مشيرا الى «ان الاشتباك اسفر عن جرح احد عناصر الدورية الامنية ومقتل ثلاثة مسلحين واصابة الرابع بجروح خطرة».

واشار ادلبي الى «وفاة شخصين متاثرين بجراح اصيبا بها امس (الاول) احدهما في جسرين (ريف دمشق) والاخر في حمص». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «شابا من مدينة تلبيسة توفي متأثرا بجروح اصيب بها الجمعة، كما توفي مواطن من مدينة سراقب كان معتقلا لدى الاجهزة الامنية منذ 20 يوما تحت التعذيب».
وكان نشطاء اعلنوا، امس الاول، «مقتل 6 اشخاص خلال اقتحام قوات عسكرية وامنية بلدة في محافظة ادلب وحي في مدينة حمص».
الى ذلك، دافع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، في رسالة الى «ثوار سوريا» أمس، عن «فكرة حصول تدخل عسكري في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا»، معتبرا ان «التدخل العسكري لا يعني الاحتلال».

السابق
الراي: مواقف ميقاتي أثارت عدم ارتياح حلفائه وجنبلاط أكد أنه لا يمكن التهرب من تمويل المحكمة
التالي
الجمهورية: هكذا أجمعت الاكثرية والمعارضة على انتقاد الحُكم على كرم واعتباره مسيسا