دراسة لنفسية الشعوب العربية

حتى فترة قريبة كانت تنجح مؤتمرات وزراء الداخلية العرب ويختلف وزراء الخارجية، لأن هناك نسخا متشابهة من القرارات تنفذ، دونما خشية من ردود الأفعال، في مسرحيته يقول دريد لحام عن المواطن العربي، عندما سئل عن اسمه (أنا المواطن لا شيء) ربما كانت هذه المقولة صحيحة في حينها، اليوم أصبح للمواطن شأن جديد مرتبط بشعارات لها مدلولات «الحرية, الكرامة» مقاومة الفساد، الإصلاح، مقاومة الفقر، البطالة، وبعد أن غابت مفردات الوحدة والتحرير من قاموس المواطن العربي، أصبحت جزءا من تفكيره الحالي، ولكن السؤال الكبير الذي طرح ويطرح نفسه لماذا لم تمر عمليات الاصلاح وتبعاتها، دونما اراقة للدماء حتى أن ما فقدناه من مواطنين وما يمكن أن نفقده كان كافيا لتحرير المغتصب من أرضنا،

إن الطرح الجديد الذي يجب أن تتبناه السلطة هو، مواطن جديد مقابل الطرح الجديد، هذا المواطن الذى كان يقبل كل الأعذار ويصدق كل المقولات، لم يعد تنطلي عليه، شعارات المسؤولين الخارجين من حفلات، فاتورتها من قوته اليومي وخبز اولاده، ثروتهم تقفز قفز البهلوان على السيرك، تستقر أمام الجمهور، فيصفق لها مقهورا، الدراسات التى تحدثت عن المواطن المدجن والشاب غير المبالي، والفتاة بدون اهتمامات يجب إعادة النظر فيها، بكيفية جديدة تتلاءم مع الأوضاع الجديدة، وليس هذا ضد الوطن بل هو إثراء لكل مقوماته، المادية والمعنوية، ومتعة له وعزة وكرامة، إذ لا كرامة لوطن بدون كرامة ابنائه، فالأيادي المرتعشة، والألسنة المتلعثمة، والعقول المغلقة، والسلوكيات المنافقة، لا يمكن أن تخلق مواطنا نجده في حالة الشدة، فمن تدخره ليحارب معك ويقف معك في اوقات المحن، عليك أن تعده لهذه اللحظات، فهو حتما سيقف معك، أما اذا كان الأمر عكس ذلك فلن تجده عندما يجد الجد، ويحين وقت الامتحان الصعب، فالمقهور يتحين الفرصة للتعبير عن قهره، والعزيز يتحين الفرصة للتعبير عن مكامن عزته. هي وقفه نحتاج فيها لإعادة النظر في طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم فالزمن تغير، ولا بدلنا أن نتغير.

 

السابق
لبنان دولة مارقة.. ونقطة على السطر
التالي
مؤامرتان لا واحدة