خطاب الغد.. وداع الامام الصدر ام الاصرار على تغييبه !؟


من المتوقع أن تكون ذكرى 31 آب هذه السنة مختلفة عن سابقاتها من حيث عدد الحضور والمضمون، فمن المنتظر ان يكون عدد المشاركين مضاعفاً عما سبق، وان يكون الخطاب مختلفاً، فقط سقطت طرابلس وسقط معها معمر القذافي المتهم الاول غيابياً في اختطاف السيد موسى الصدر ورفاقه الثلاثة وبذلك فقط باتت الساحة ممكنة للتفاهم السياسي بين الدولتين ومعرفة مصيره مع وجود المجلس الانتقالي الذي نال تأييد الدولة اللبنانية والاعتراف به.

خطاب جديد، خطاب مختلف لن يكون فيه اكتشاف لمنبع جديد من المياه الحلوة على الساحل الجنوبي، ولن يكون فيه اتهام لاسرائيل بسرقة نفطنا وغازنا الطبيعي من اعماق البحار، ولن تذكر أزمة الكهرباء وقانونها المعقد والموقف لاسباب محاصصتية.. سيكون الخطاب انساني، يحمل ما يكفي من المعلومات التي تفيد الحاضرين وتشبع عطش المتلهفين لمعرفة الحقائق المحجوبة عنهم منذ انطلاق الثورة الليبية لاسباب مجهولة.

أسئلة كثيرة تطرح في الآونة الأخيرة، ومعلومات أكثر وأشدّ تعقيداً تطلق على العلن بين الفينة والاخرى فقد اوردت معلومات صحافية نقلا عن مصدر من المجلس الانتقالي الليبي تطلق خبر مقتل السيد موسى الصدر على يد القذافي إثر خلاف حصل بينهما مرده رغبة هذا الاخير في تعديل وحذف آيات من القرآن الكريم. وفي اليوم التالي، ظهرت على الموقع الالكتروني التابع للسيدة رباب الصدر، خبر يضرب الاول في عرض الحائط معلنين أنه حيّ يرزق!!

مع التذكير انه في الذكرى الماضية، وقبل انطلاق الثورة الليبية اعلن السيد صدري نجل الإمام السيد موسى الصدر، في تصريح له، تبعه كلام للسيد حسن نصرالله في تصريح متلفز له أيضاً، عن أن الإمام الصدر حيّ ، ولا يزال قابعاً ومحتجزاً في احد سجون الرئيس الليبي معمر قذافي الخاصة به، ومرّت الاحداث ولم نلحظ اي تحركات علنية من الجهات المعنية لمتابعة القضية، ولكن خبر وجوده حيّاً قبل الثورة وبعدها كان له وقعاً مبهجاً في قلوب كل محبيه وكل المؤمنين برسالته ونهجه وعلمه، فسارع الشباب الى احتضان هذا الخبر وكل خبر يصدر من ليبيا ولبنان عبر إنشاء صفحات على الفايس بوك للضغط على الجهات المسؤولة والمطالبة بمعرفة مصير السيد موسى، ولكن كما جرت العادة، وبسحر ساحر تقفل الابواب وتغلق كل المحاولات للوصول الى نتيجة، فاغلقت كافة الصفحات وتوقف التحدث بهذه القضية لحين اقتراب ذكرى غيابه !!


مر بيان السيد صدري ومن بعده سقوط نظام القذافي بشكل عادي، الا فيما ندر، فالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لم يعلن عن انعقاد أي إجتماع طارىء له لمداولة هذه المستجدات والبحث في تفاصيلها الجديدة، فالإمام لا زال متربعاً رغم غيابه الطويل على سدّة رئاسة هذا المجلس ولا زال قائما ومستمراً على فكره ومبادئه، فلولاه ما كان هذا المجلس وما كان كل من هم فيه الآن!

واقتصر العمل العلني بمطالبة وزير الخارجية عدنان منصور ادراج قضية الإمام موسى الصدر في البيان الختامي للاجتماع الوزاري الليبي إلا أن هذا الأمر لم يحصل، لكن المندوب الليبي حرص على إبداء اهتمام كبير بهذه القضية وتعهد بالتزام المجلس الإنتقالي الليبي الجديد فتح هذا الملف ومتابعته بجدية توصلا الى معرفة الحقيقة كاملة، وبالتالي فالمسألة تحتاج إلى أكثر من طلب او مبادرة سياسية بل إلى عمل فعلي، فأين هم شباب حزب الله المتمتعين بالقدرة على محاورة ومفاوضة إسرائيل بمفاوضات غير مباشرة لتبادل الأسرى من حين إلى آخر؟ أليس من المستغرب ان يظهروا عاجزين عن مفاوضة معمّر، او متابعة الامور والوصول إلى تسوية واضحة ترجع الإمام ، أين هم أولئك الذين فاوضوا وانتصروا وأعادوا عميد الأسرى سمير القنطار ورفاقه وأنهوا قضية مقابرالأرقام ؟ ألم يعد لديهم الخبرة والقدرة على عمل ذلك أم أن القضية أكبر منهم ومحتم عليها ان تبقى ممنوعة من التوضيح ومحجوبة عن الحقيقة، وبذلك فهي تترك للقدر.

المسؤولية المترتبة على حامل راية الصدر منذ إختفائه كبيرة، وغدا ستكون اكبر لاسيما وان الخطاب السابق، والنداءات والوعود والامل ما عادوا ينفعون الآن في ظلّ المتغيرات التي تشهدها المنطقة، فالاجتماعات المتتالية لكوادر حركة امل ولجان العمل المنتشرة بين لبنان وليبيا وفقاً لما يسمع والتي تخبرنا دائما بأنها تعمل كما خلية النحل لملاحقة المستجدات، كل ذلك يعد بأن يأتينا الخطاب ببيان شامل عما توصلت إليه كل تلك المباحثات والمحاولات الفردية والجماعية منذ اندلاع الثورة الليبية إلى اليوم.

من المفترض ان تكون مسألة حقيقة تغييب الامام الصدر ورفيقيه باتت على آخرها، فالمسألة واضحة لبنان يطالب به بكافة طوائفه حياً كان أم ميتاً، رفاتاً كان ام كهلا!؟. وهذه هي الفرصة لتحقيق ذلك.

وبالتالي فإن كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأولى ان نغيّر كافة المدافعين لا ان نغيّر القضية !!

السابق
الصدر عاشوراء ثانية عند الشيعة
التالي
جثة مواطن عند شاطئ الناقورة